ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللوم على منظمة الصحة العالمية في منع تفشي فيروس كورونا المستجد، وأعلن تجميد الولايات المتحدة للمنظمة لفترة تمتد من 60 إلى 90 يوما في انتظار نتيجة التحقيق.

sss

وذكرت مجلة التايم الأمريكية أنه في 14 أبريل الجاري، وصلت أول دفعة من الإمدادات الطبية الوقائية للأطقم الطبية من منظمة الصحة العالمية إلى أديس أبابا، لتوزيعها في المناطق الرئيسية في أنحاء القارة.

وأشارت التايم إلى أن هناك حاجة ماسة إلى هذه المستلزمات في أنحاء القارة التي تتأهب لتفشي فيروس كورونا والذي أصاب حتى الآن 2.1 مليار شخص على الأقل حول العالم.

الكثير من دول القارة فقيرة التجهيز للتعامل مع الأعراض التنفسية الحادة التي يسببها المرض، حيث أن بوركينا فاسو حتى 9 أبريل لم يكن لديها سوى 11 جهاز تنفس صناعي لتعداد سكانها البالغ 20.9 مليون نسمة، أما سيراليون لديها نحو 13 جهاز فقط لتعداد سكانها البالغ 7.9 مليون نسمة، بينما في جمهورية أفريقيا الوسطى هناك 3 أجهزة فقط لتعداد سكانها البالغ 4.8 مليون نسمة.

وتعليقا على قرار الرئيس ترامب، نقلت التايم تعليق ريتشارد واماي، خبير الصحة العامة الكيني المقيم في بوسطن والذي يرأس مركز أبحاث الصحة العالمية والأمراض في جامعة نورث إيسترن، بأن خطوة ترامب جاءت في أسوأ توقيت بالنسبة للصحة العامة في الجزء الجنوبي من العالم.

وتوضح المجلة الأمريكية أن أحد البرامج التي يديرها واماي في شرق أفريقيا قد توقف العمل فيه بالفعل بسبب كوفيد-19، وهو البرنامج الموجهة للأبحاث في داء الليشمانيات، وهو المرض الذي لا يلقى الكثير من الاهتمام ويصيب الأشخاص الأفقر حول العالم، ويتلقى البرنامج دعما من منظمة الصحة العالمية.

ويحذر متخصصو الأوبئة، والعاملين في المنظمات الأهلية وخبراء الصحة العامة في أنحاء أفريقيا من أي تهديد لتمويل منظمة الصحة العالمية لانه يضر بقدرة البلاد ذات الأنظمة الصحية الضعيفة على مواجهة كوفيد-19، يحبط الجهود المبذولة فيي محاربة الأمراض المعدية الأخرى التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة.

وتحذر هيذر تيكسيرا، مستشارة السياسة الصحية والاتصالات في لجنة الإنقاذ الدولية، من تقليص موارد الصحة العالمية، الذي ينعكس علي قدرة استجابة البلاد الأقل لمواجهة كوفيد-19، ويسرع من تفشي وتوطين الوباء.

وتشير التايم إلى أن منظمة الصحة العالمية حصلت على التزاماتها بتمويلات تمثل 94% من المخطط المستهدف لمكافحة كوفيد-19 والذي رصدت له 450 مليون دولار لهذا العام.

وكانت الولايات المتحدة قد ساهمت بأكثر من 400 مليون دولار للمنظمة في 2019، ما يساوي تقريبا 15% من إجمالي ميزانيتها.

وأشارت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، إلى أن وقف تمويلات الولايات المتحدة سيكون له تداعيات عريضة، وسوف “يؤثر كثيرا في مناحي مثل استئصال شلل الأطفال، إضافة إلى البرامج الأخرى ذات الأولوية لمواجهة الأمراض المعدية مثل نقص المناعة المكتسب، والملاريا”.