14 فبراير الماضي الموافق لليوم العالمي لعيد الحب، كان الإعلان عن أول حالة إيجابية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ومن بعدها بدأت إجراءات التباعد الاجتماعي واتخاذ الحكومة المصرية تدابير خاصة بمكافحة العدوى، والتي أشاد بها ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر “جون جبور” في مؤتمر صحفي اليوم، عقد بالهيئة العامة للاستعلامات.
sss
احصائيات
وصل عدد الحالات في مصر إلى 2065 حالة تم تشخيصها بفيروس كورونا المستجد، و159 حالة وفاة، و447 حالة تم شفاؤها وخروجها من المستشفى، و85 % تم شفاؤهم بدون علاج لأن أعراض المرض كانت بسيطة.
وكان معدل الوفيات الناتج عن فيروس كورونا بمصر7.6%، و30% من المتوفين توفوا قبل وصولهم إلى مستشفيات العزل والعلاج،13 % من الإصابات هم من العاملين بالمجال الصحي.
وصف جبور تعامل مصر مع الأزمة بـ”جدية” منذ لحظة عودة المصريين من ولاية ووهان الصينية في الثالث من فبراير الماضي، وحتى يومنا هذا واعتمادها علي المنهجية التدريجية من خلال تطبيق إجراءات الاحتواء، من كشف للحالات وعزلها وعلاجها وتتبع المخالطين، والبدء بإجراءات الحد من انتشار الفيروس، والتي تضم إغلاق المدارس ونقاط العبور ومنع التجمهر والازدحام وغيرها.
“مصر من أول 4 بلدان في إقليم شرق المتوسط التي استلمت الكواشف المخبرية لـ(كوفيد-19)، فضلا عن التنسيق مع قطاع الطب الوقائي لتحديث الخطة الوطنية للاستعداد والمواجهة”، بحسب ما أكده جبور خلال مؤتمر العمل المشترك بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والتي قدمت الدعم التقني لمصر في العديد من المجالات لمواجهة الجائحة.
استراتيجية مصر
وكان أبرز التوجيه التقني تتبع المخالطين مثلما ما حدث بمركب النيل السياحي بأسوان في 6 مارس الماضي، وتوفير حِزَمِ المواد التدريبية لمكافحة العدوى والسيطرة عليها في مراحل الاستعداد والاستجابة فضلا عن توفير معدات الحماية الشخصية (PPEs o).
وتوفير أيضا رسائل ومواد توعوية للمجتمع وتصحيح المفاهيم الخاطئة بما فيها الوصمة، وتنمية القدرات الوطنية الخاصة بالتواصل أثناء المخاطر وكيفية إشراك المجتمع المحلي خلال الطوارئ المرتبطة بالصحة العامة.
فيروس كورونا المستجد هو مرض جديد فهناك قلة تقدير، كما هو الحال في أي وباء أو جائحة جديدة وفي أي بلد كان، ولكن الأهم وجود جهاز ترصد قوي قادر على الرصد والتقصي والكشف عن الاتجاه الوبائي، حسبما قال ممثل منظمة الصحة العالمية.
لكنه رأى أن وزارة الصحة المصرية تقوم بمراقبة الأمراض التنفسية الحادة من خلال منظومة شاملة للترصد الوبائي والمعملي منذ عام 1999 والتي يتم تنفيذها من خلال مجموعة من البرامج وتعمل على تطويرها بصفة مستمرة، وتشتمل على ترصد الأمراض التنفسية الحادة على الصعيد القومي في أكثر من 420 مستشفى ومنشأة صحية.
واعتبر أن استغلال هذه البرامج سيؤدي إلى كشف المزيد من الإصابات لعزلها وعلاجها وحماية المجتمع المصري، فمصر مثل أي دولة تواجه العديد من التحديات وأهمها التنسيق بين كافة القطاعات المعنية بالصحة لتعزيز منهجية الاستجابة، والاستغلال الأمثل للموارد على صعيد الدولة.
وصم المصابين
“التعامل مع الوصم والتمييز ضد المرضى وضد الأطقم الطبية بالأخص، يشكل عبئا على النظام الصحي بالإضافة إلى ما يواجهه من تحديات تتعلق بمكافحة كورونا”، قالها جبور خلال المؤتمر، والأمر الذي حدث قبل يومين بعد منع أهالي قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية دفن جثمان الطبيبة سونيا عبدالعظيم عارف، المتوفية إثر إصابتها بكورونا.
إجراءات مصر
مصر اتخذت عدة إجراءات لمكافحة الفيروس، أولها تعليق الدراسة في 14 مارس، وبعد شهر من اكتشاف أول حالة للفيروس، ثم إعطاء الأمهات إجازة لمرافقة أبنائهم، بعد غلق دور الرعاية، فضلا عن إجازة لأصحاب الأمراض المزمنة كونهم أكثر عرضة للتعرض للفيروس.
تبعها قرارات تقليل كثافة الموظفين بالقطاع العام والخاص، فضلا عن تعليق حركة الطيران في 16 مارس، ثم غلق جميع المساجد والزوايا لمنع التجمعات في الصلاة يوم 21 مارس، وبعدها فرض حظر التجوال الجزئي في 24 مارس الماضي، فضلا عن غلق المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي.
100 يوم مع كورونا
يتذكر ممثل منظمة الصحة العالمية مرور 100 يوم منذ أن أبلغت الصين المنظمة بأولى حالات الالتهاب الرئوي مجهولة السبب، قائلا: “من المذهل التغيير الذي حدث في العالم خلال هذه الفترة الزمنية الماضية”.
وبعد ساعات فقط من إبلاغ المنظمة عن أولى حالات المرض، كونت منظمة الصحة العالمية فريق دعم لإدارة الحوادث التابع لها لغرض تنسيق استجابتنا في المقر الرئيسي وعلى المستويين الإقليمي والقُطري.
وفي 5 يناير، أخطرت المنظمة رسميًا جميع الدول الأعضاء بهذه الفاشية الجديدة، ونشرت أخباراً متعلقةً بها على موقعنا الإلكتروني، وفي 10 يناير، أصدرت المنظمة مجموعة شاملة من الإرشادات الموجهة إلى البلدان بشأن كيفية الكشف عن حالات الإصابة المحتملة واختبارها وتدبيرها علاجيا، وحماية العاملين الصحيين.
ودعت المنظمة إلى عقد اجتماع للفريق الاستشاري الاستراتيجي والتقني المعني بالأخطار المعدية لاستعراض الوضع في المنظمة، والتعاون مع الصحفيين منذ البداية، والإجابة علي استفسارات وسائل الإعلام على مدار الساعة.
وفي 22 يناير الماضي دعت المنظمة إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ، وبعد ذلك بأسبوع إثر الإبلاغ عن أولى حالات انتقال المرض بين البشر خارج الصين، والإعلان عن ” فيروس كورونا المستجد” بأنه يشكل طارئة صحة عامة ذات قلق دولي، باعتبارها أعلى مستوى إنذار في المنظمة، وبلغ عدد الحالات المسجلة خارج الصين آنذاك 98 حالة، دون تسجيل أي وفيات.
وفي فبراير الماضي أجرى فريق دولي من الخبراء من كل من كندا والصين وألمانيا واليابان وجمهورية كوريا ونيجيريا والاتحاد الروسي وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية، زيارة إلى المقاطعات المتضررة في الصين، لمعرفة المزيد عن الفيروس والفاشية والاستجابة المتعلقة بها، واستخلاص دروس تستفيد منها بقية بلدان العالم.
وتم تنشيط فريق إدارة الأزمات التابع للأمم المتحدة ليتولى تنسيق جميع آليات الأمم المتحدة من أجل دعم البلدان بأكبر قدر ممكن من الفعالية، وفي 11 فبراير تم تسمية المرض باسم (كوفيد-19 )، أما في 11 مارس تم تصنيف (كوفيد-19 ) كوباء عالمي.
واختتم جبور حديثه بالمؤتمر بمناشدة المواطنين بتطبيق كافة أساليب الوقاية والتزام المنازل لحماية أنفسهم، وعائلاتهم وبلادهم، خاصة مع فترة الاحتفال بالأعياد في العالم العربي.