منذ القرن الثامن ميلادي والإنسان يبحث عن اى طريقة للطيران في السماء والتحليق الى اعلى مسافة ممكنة كالطير ، ولكن دائما كانت تأبى بالفشل , وكان أول هؤلاء الأشخاص هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني هو عالم مخترع موسوعي مسلم أندلسي، ولد في رندة بإسبانيا، في زمن الدولة الأموية في الأندلس , ثم جاء بعده إسماعيل بن حماد الجوهري , الذي أجرى تجربة طيران شبيهة بتجربته عباس، وذلك عام 1007م، حيث صَنع شراعاً خشبيّاً رَبَطه حول نفسه، وصعد به على سطح مسجد أمام حَشد من الناس مُحاولاً الطيران، وعلى الرغم من نجاحه في ذلك، إلّا أنّه تسبّب في سقوطه .
وبعد ذلك الحين لم يهدأ البشر فى محاولاتهم المستمرة فى التحليق بالسماء مثل الطير , وبالرغم من ذلك لم يحقق هذا الحلم إلا من خلال الشخصيات الأسطورية مثل سوبرمان و باتمان وسبايدر مان من خلال افلام الاثارة والتشويق التى تربينا عليها وعشقها الجميع وتخيلنا اننا مكان هؤلاء الاسطوريين .

ولكن بسبب التكنولوجيا التي أصبحت تتطور يوميا بعد يوم وبشكل مرعب ومخيف حلم الطيران البشرى المنفرد أصبح حقيقة , و للمرة الاولى تنجح أول تجربة لإقلاع طيار بشري ذاتيا بنسبة 100 في المئة في مدينة دبي، وذلك ضمن جهود تمكين الإنسان من التحليق في الجو من دون مساعدة.

هذا من خلال مشروع “إكسبو دبي 2020”  مشروع الطيران البشرى و “جيتمان دبي” ونجاح الطيّار جيتمان فينس ريفيت، من تنفيذ انطلاق ناجح إلى الجو من مدرج “سكاي دايف دبي” والتحليق على ارتفاع بلغ ألف و800 متر.

ارتدى ريفيت خلال هذه التجربة الناجحة جناحين من ألياف الكربون، مزوّدين بأربعة محركات نفّاثة صغيرة, تجعله يستطيع الوصول إلى سرعة 400 كيلومتر/ساعة والتحليق ، بالإضافة تزويده بمعدات تجعله يستطيع من تغير اتجاهاته والمناورة، ويكون التحكم باستخدام جسمه فقط .

وبدأت أول رحلة ناجحة للطيران البشرى بتحليق المغامر ريفيت على ارتفاع بلغ نحو 5 أمتار فوق سطح مياه الخليج العربي لمدة 100 ثانية ، وبعدما أظهر سيطرته الكاملة على عملية الطيران من خلال تنفيذ مناورات التوقف والدوران والارتداد، عاد إلى مدرج “سكاي دايف دبي” , ثم بعد ذلك أقلع من جديد وتوجه هذه المرة إلى الجنوب باتجاه مساكن شاطئ جميرا، حيث زاد السرعة والارتفاع. وبلغت سرعته 240 كيلومترا/ساعة في المتوسط وارتفع في الجو إلى مسافة 100 متر في ثماني ثوان، و200 متر في 12 ثانية، و500 متر في 19 ثانية، وألف متر في 30 ثانية.

نفّذ ريفيت خلال هذه الرحلة مناورة التفاف كامل ومناورة دوران حاد على ارتفاع ألف و800 متر، قبل أن يفتح مظلته على ارتفاع ألف و500 متر ويهبط في “سكاي دايف دبي” , في الرحلة التي استغرقت 3 دقائق .

وأثبتت هذه التجربة الأولى من نوعها قدرة الطيار البشري “الجيتمان” على تنفيذ مناورات الانطلاق إلى الجو مباشرة من نقطة انطلاق ثابتة من الأرض، دون الحاجة إلى منصة مرتفعة للانطلاق في الجو.

وفي الماضي، كان طيارو جيتمان ينطلقون في الجو من خلال القفز إلى الأسفل من منصات مرتفعة مثل الطائرات المروحية.

ومن بين تلك التجارب السابقة، تجربة في أواخر 2019، كانت أيضا جزءا من برنامج إكسبو 2020 دبي “مشروع الطيران البشري”.

وخلال تلك التجربة، تمكّن ريفيت ورفيقه الطيار فريد فوغين من التحليق عبر كهف تيانمن المعروف أيضا باسم بوّابة السماء في إقليم هونان الصيني.

وهذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها طيار جيتمان بين التحليق الآمن على ارتفاع منخفض وتنفيذ مناورات طيران على ارتفاع كبير في آن واحد.