حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين، من خطورة الأوضاع في ليبيا، وجددت مطالبها بوقف القتال الدائر هناك، لإتاحة الفرصة أمام استجابة المنظمات للاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين والمهاجرين، وذلك لمنح الفرصة للتصدي إلى جائحة كـوفيد-19 ومساعدة اللاجئين والنازحين والفئات المستضعفة.

sss

وبحسب تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين فإن هناك 4،500 شخص من المحتجزين في ليبيا، منهم 2،500 شخص ممن تعنى بهم المفوضية، وهناك أكثر من 300،000 نازح داخلي، منهم 128،000 شخص ممن نزحوا حديثاً منذ عودة الاشتباكات إلى طرابلس في أبريل 2019، ونصف مليون من النازحين داخلياً.

مسئول أممي

دعا طارق أرغاز، الناطق الرسمي باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين في ليبيا، الموجود في طرابلس الليبية، الأطراف إلى إنهاء القتال فورا.

وقال “أرعاز ” في حوار مطول أجرته أخبار الأمم المتحدة معه، أن ليبيا اتخذت تدابير وقائية من قبل تفشي الفيروس فيها، وهناك 25 حالة تأكدت أصابتها بالفيروس، مشيراً إلي توقف حركات الهجرة، فمنذ أكثر من أسبوعين لا توجد حركة أو تدفقا لأشخاص يريدون العبور من ليبيا نحو أوروبا”.

اقرأ أيضًا:

“مفوضية حقوق الإنسان” تدعو مصر للإفراج الفوري عن المحبوسين احتياطيا

“لا يوجد نمط أو اتجاه واحد لأن هذه الحركة ليست بالجديدة” هكذا عبر عن رأيه أرعاز، لافتا إلي أن هناك تخوف من هذه الجائحة ليس فقط من قبل الناس الذين يريدون الهجرة ولكن أيضا من قبل الأشخاص المهرّبين، فبالتالي ليست هناك عمليات عبور كثيرة تحصل في الوقت الحالي.

مخاوف من انهيار الخدمات الصحية

وحول الخطة البديلة مع المفوضية للتعامل مع الفيروس في حال وصوله للنازحين والمخيمات ومراكز الاحتجاز، ذكّر “أرغاز” أن ليبيا تعيش صراعا حادا ومواجهات دامت لسنة، وهذا الصراع أثر على النظام الصحي والخدمات الطبية في البلاد والتي كانت في الأساس هشة، وتزداد المخاوف بشأن قدرة الخدمات الصحية الضعيفة على التصدي لهذا المرض.

بحسب تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين هناك 4،500 شخص من المحتجزين في ليبيا، منهم 2،500 شخص ممن تعنى بهم المفوضية

وتؤكد المفوضية علي تقديم الخدمات الصحية من خلال مراكز لديها في طرابلس، وأن الدعم الأكبر سيكون لوزارة الصحة، بالمعدات الطبية والأدوية للمراكز الصحية الليبية، لعلاج الأشخاص المحتاجين إلى العناية والرعاية الطبية، مشيرًا إلي تقديم الدعم لأكثر من 1.3 مليون شخص في ليبيا بين لاجئ ونازح وطالب لجوء ومواطن ليبي.

اقرأ أيضًا:

“ميليت”: قوات حفتر تسعى لتسييس أزمة كورونا بليبيا

فيما يتعلق بموقف المفوضية من السجناء في ليبيا، أكد المتحدث باسمها أن المفوضية نددت مرارا بالأوضاع ودعت إلى إغلاق هذه المراكز وكررت دعوتها إلى الإفراج المنظم عن هؤلاء المحتجزين

وفيما يتعلق بموقف المفوضية من السجناء في ليبيا، أكد المتحدث باسمها أن المفوضية نددت مرارا بالأوضاع ودعت إلى إغلاق هذه المراكز وكررت دعوتها إلى الإفراج المنظم عن هؤلاء المحتجزين، فهم الأكثر ضعفا وعرضة للخطر بشكل خاص نظرا لمحدودية الخدمات الصحية وضعف المرافق الصحية والبنية التحتية، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المراكز التي تقع بالقرب من مناطق القتال.

ليبيا أمام تحديين

ولخص “أرغاز” المشهد في ليبيا قائلا: “أنها أمام تحديين، تحدي الفيروس وتحدي الحرب، فهذه الفئة المحتجزة في مراكز الإيواء أوضاعها صعب للغاية، وذلك بسبب وجودها في محيط من السهل جدا تفشي الجائحة فيه ولأنهم معرّضون للحرب بسبب قربهم من خطوط القتال، وبالتالي، قامت المفوضية بمخاطبة السلطات المحلية بشأن هذا الوضع، ونأمل أن يتم إغلاق هذه المراكز بشكل كلي وفي أقرب وقت ممكن”.

اقرأ أيضًا:

“إنفوجراف”..إجراءات الوقاية من “كورونا” طوق نجاة “سكان الزنازين”

ووجه رسالة في ختام حواره إلى جميع الأطراف وعلى رأسهم الليبيين أنفسهم، بإيقاف الحرب بشكل كلي وفوري، بهدف تقليل الأضرار التي يتكبدها اللاجئون وطالبو اللجوء في ليبيا، والمجتمعات المحلية والعوائل الليبية.

اتهامات لتركيا وحكومة الوفاق

وأدانت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان، قيام تركيا وحكومة الوفاق بعرقلة جهود مكافحة كورونا في ليبيا، مطالبة الأطراف الدولية بالتدخل لوقف تلك الممارسات الاجرامية وادانتها ومساعدة الشعب الليبي في معركته ضد الفيروس القاتل.

وقالت المؤسسة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن هناك معلومات متعددة تشير إلى تعمد الحكومة التركية والمليشيات المسلحة المتحالفة مع حكومة الوفاق في غرب ليبيا، عرقلة أي جهود لمكافحة انتشار فيروس كورونا بين الليبيين.

وأشار البيان إلى  تصريحات رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني، الذى أكد على استهداف الطائرات التركية لطائرة شحن محملة بالمستلزمات ‏الطبية لمواجهة وباء كورونا أثناء ‏هبوطها في مدينة ترهونة، مؤكدا ‏أن الشحنة كانت لتجهيز العديد من ‏المستشفيات لمواجهة الوباء في مناطق غرب البلاد، ضمن الجهود التي أعلن عنها الجيش الوطني الليبي لمكافحة الفيروس عقب ظهور أول إصابة به على الأراضي الليبية في مارس الماضي، وهو ما يعتبر انتهاكا صارخا ‏للقانون الدولي الإنساني ولكافة الأعراف والمواثيق الدولية.

اقرأ أيضًا:

صفقات السلاح وطبول الحرب..الرقص على دماء الشعب الليبي عرض مستمر

وأفاد البيان أن المليشيات المسلحة المتحالفة مع حكومة الوفاق، قامت بالهجوم على غرفة تحكم في “الشويرف”  بغرب ليبيا ، وقطعت المياه عن أكثر من مليوني نسمة في طرابلس والبلدات والمدن ‏القريبة منها‎، كما انقطعت الكهرباء بشكل متكرر عن طرابلس وبعض المناطق الأخرى ‏خلال الأسبوع المنصرم وهو ما تسبب في ضرر كبير للتدابير الاحترازية وعلى رأسها العزل المنزلي المطبقة في غالبية دول العالم بحسب تعليمات منظمة الصحة العالمية ومن ضمنها ليبيا.

ونقل البيان عن منسق الشئون الإنسانية في ليبيا لدى الأمم المتحدة، يعقوب الحلو، تصريحاته بأن هناك معاناة لأكثر من مليوني شخص، بينهم 600 ألف طفل، في طرابلس والمدن المحيطة بها من انقطاع المياه، داعياً إلى وقف مثل هذه الأعمال التي ترمي إلى معاقبة جماعية لملايين الأبرياء.