كافحت إيطاليا – ولا تزال تكافح – ضد أزمة غير مسبوقة يرجح أنها وجدت أرضًا خصبة في عناصر التركيبة السكانية ، والأعمال، لا تزال أعداد المصابين والوفيات تزداد في إيطاليا بشكل مخيف، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد بها، ما جعلها محط أنظار العالم وتحتل المكز الأول في الوفيات، وتحولها إلى نموذج مرعب وخروج الوضع عن السيطرة.

sss

وتخطت حصيلة الإصابات المؤكدة رسميًا في العالم، اليوم السبت، عتبة 600 ألف إصابة منذ بدء تفشى كورونا نهاية العام الماضي بمدينة صينية، وبلغ تعداد المصابين، 605010 إصابات،  في 183 دولة، بينها 27982 وفاة.

وسجلت الولايات المتحدة 104837 إصابة بينها 1711 وفاة، وإيطاليا 86498 إصابة وهي الدولة التي سجلت العدد الأكبر من الوفيات (9134)، والصين سجلت 81394 إصابة بينها 3295 وفاة.

وتقول سارة بيليجوني، طالبة دكتوراه في الدراسات الأمنية بجامعة فلوريدا، إن هناك خمسة أسباب جعلت إيطاليا أكثر تضررًا من جائحة كورونا، وهي:

كبار السن

يمتلك الإيطاليون أعلى نسبة لكبار السن فى أوروبا، وتقدر بـ 22.6 ٪ من سكانها.

ويقول باحثون طبيون إن كورونا يشكل تهديدًا أكثر خطورة لكبار السن، ما يؤدي إلي زيادة الطلب على وحدات العناية المركزة في المستشفيات.

ومن المرجح أن كبار السن الإيطاليين، تعرضوا للفيروس في مكان العمل، في عام 2019 ، وكان من المتوقع لمتوسط ​​سن التقاعد الإيطالي 67 عام، بعد عامين على الأقل من متوسط ​​المتقاعدين في الدول الغربية الأخرى.

التقارب الاجتماعي

 الإيطاليون ليسوا معتادين على التباعاد الاجتماعي، لأن الأشخاص يحبون القرب جسديًا للغاية: العناق والقبلات شائعة ليس فقط بين أفراد العائلة ولكن أيضًا الأصدقاء وحتى الزملاء في العمل.

جرى حظر التجمعات الاجتماعية الكبيرة، التي كانت شائعة سابقًا في المناطق العامة، وجاء القرار من قبل رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” في بداية مارس 2020، لكن الايطاليون لم يفقدوا عاداته الاجتماعية – فقط قام بتكييفها ـ ورفعوا شعارًا وطنيًا مؤقتًا جديدًا: “Distanti ma uniti” أو “بعيدون ولكن متحدون”.

الكثافة السكانية

وتعد إيطاليا بلد ذات كثافة سكانية عالية، حيث يعيش ثلثا الإيطاليين في مناطق حضرية أكثر كثافة، و تضم روما 5،800 شخص لكل ميل مربع ، وتضم ميلانو أكثر من 19،000 شخص في كل ميل مربع، تصل هذه الكثافة تقريبا ضعف لكثافة برلين وواشنطن العاصمة.

وبالتالي لا توجد مساحة كبيرة في إيطاليا للناس للانتشار فيها، وتبلغ الكثافة 533 شخص لكل ميل مربع، وبالمقارنة فإن كثافة السكان في ألمانيا تبلغ 235 شخص لكل ميل مربع ، بينما الرقم في الولايات المتحدة 94 شخص لكل ميل مربع.

مراكز الأعمال

ميلان، في شمال إيطاليا ، هي العاصمة المالية للبلاد ، ولديها علاقات تجارية وتعليمية وثيقة مع الصين، وهي موطن العديد من الشركات متعددة الجنسيات، وتستقبل الزائرين من جميع أنحاء العالم لحضور الاجتماعات والمؤتمرات في شمال إيطاليا.

زيادة الحالات

اعتبار من 25 مارس، كانت الصين هي الدولة الوحيدة التي سجلت المزيد من حالات كورونا أكثر من إيطاليا، ولكن الآن أصبح معدل الإصابة في إيطاليا أعلى بكثير من الصين، ولا يوجد بلد آخر لديه مجموعة ظروف قابلة للمقارنة حقًا.

وعملت الحكومة الإيطالية بشكل تدريجي على احتواء المرض ، بما في ذلك الإعلان عن إغلاق وطني شامل في 10 مارس، وبعد أكثر من أسبوعين ، وقد تشهد البلاد أخيرًا انخفاضًا في عدد الحالات الجديدة.