ما بين نظرة شفقة في بعض الأحيان، ولمحة استهانة في أحيان أخرى، ما زال ذوو الإعاقة في المجتمعات العربية يعانون، فهم في الغالب فئة مهمشة، أولا بسبب الأفكار النمطية التي لا تتغير، ثم وهذا هو الأهم بسبب عدم وجود منظومة من القوانين التي تحمي حقوقهم في الشارع وفي المؤسسات وفي العمل وأماكن أخرى كثيرة.

sss

مصطلحات متعددة تسعي العديد من الدول لاستخدامها في محاولة منها لتغير الأفكار النمطية عن ذوي الاحتياجات الخاصة “الإعاقة”.

مؤخرا برز في بعض المجتمعات العربية، استخدام ” أصحاب الهمم” كمصطلح جديد، في حين رفضته دوائر شعبية ومختصون، وتمسكوا بمصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة.

في مصر مازال يندرج تحت مسمى “ذو إعاقة” – وفقا لتصنيف جهاز التعبئة العامة والإحصاء- كل من يعاني من صعوبات ومشاكل في “الرؤية، والسمع، والتذكر والتركيز، والمشي و الصعود، ورعاية نفسه، وفهم الآخرين،  والتواصل معهم، كما أنشأت الدولة المجلس القومي لشؤون الإعاقة يختص بشؤون ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في عام 2018.

في مصر مازال يندرج تحت مسمى “ذو إعاقة”

جدل

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، شكل شهر إبريل من عام 2017 انعطافة لذوي الإعاقة؛ حيث وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، بتغيير مسمى “ذوي الإعاقة” إلى “أصحاب الهمم” بشكل رسمي، مع إطلاق “السياسة الوطنية” لتمكين هذه الفئة في المجتمع، وسبقت هذه التسمية مرحلة أولية، تم فيها استخدام مصطلح “ذوي الاحتياجات الخاصة” بديلا عن “ذوي الإعاقة” عام 2010.

 الإمارات غيرت مسمى “ذوي الإعاقة” لـ”أصحاب الهمم” بشكل رسمي مع إطلاق “السياسة الوطنية” لتمكينهم بالمجتمع 

هذا المصطلح جلب معه قدرا من الجدل والتحفظ. ومن أبرز أسباب هذا التحفظ، شعور أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة أن مصطلح أصحاب الهمم يستنقص حقوقهم، ولا يعطي انطباعا قانونيا، كما أنه لا يوجد مقابل للمصطلح عالميا، ولا يعطي الصورة الذهنية الصحيحة، بالإضافة إلى أنه لا يستخدم بشكل رسمي، ولا يستخدم في التقارير الطبية.

وتحدد الاستشارية السعودية بطب نمو وسلوك الأطفال أمل العوامي، 6 أسباب لرفض المختصين والأهالي لاستبدال مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة بـ ” ذوي الهمم “، حيث استطلعت آراء 1200 من أهالي أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وكشف الاستطلاع رفض نحو 24 % استخدام المصطلح، بينما 37 % وافق عليه.

أصحاب الهمم

 

أسباب التحفظ

وحجج الرفض بالنسبة للمتحفظين، هي أن مصطلح “ذوو الهمم”، به استنقاص لحقوق ذوي الإعاقة، ولا يعطي انطباعا قانونيا بشأن وضعهم، كما أنه لا يوجد مقابل للمصطلح عالميا، ولا يعطي الصورة الذهنية الصحيحة، ولا يستخدم بشكل رسمي، ولا يستعمل في التقارير الطبية.

مطالب باستخدام مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس و” ذوي الهمم” في المحافل الرياضية

ويرى متخصصون بإن ” أصحاب الهمم ” استخدم في البداية خلال مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة بالأنشطة الرياضية، وكان استخدامه معقولا لتشجيع الرياضيين من ذوي الإعاقة، لكن هؤلاء المتخصصين يرفضون أن يستخدم المصطلح بشكل عام.

وكحل وسط يطالب البعض باستخدام مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس، كما أن مصطلح ذوي الهمم يمكن استخدامه في المحافل الرياضية .

برأيك:

أيهما تفضل أصحاب الهمم أم ذوي الاحتياجات الخاصة؟