“الصحة والسلام بديل السلاح”، عنوان حملة، التي أطلقها اتحاد نساء مصر، لمطالبة الدول الكبرى المصنعة للأسلحة، بتحويل ما تنفقه من مليارات، في مجال تصنيع السلاح وتطويره، للبحث العلمي في مجال الصحة الوقائية من الأمراض الوبائية، بعد ظهور القاتل الخفي” فيروس كورونا”.

sss

وقالت الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد،إن فيروس كورونا، اختبار حقيقي للعالم، والدول الكبرى تحديدًا، لترتيب الأولويات بعد أن عجزت هذه الدول عن توفير علاج للفيروس، الذي وصل لها في عقر دارها.

وطالب “اتحاد نساء مصر”، شعوب العالم بالتوقيع علي حملة “الصحة والسلام بدلا من السلاح”، لمخاطبة الدول الكبرى، لتخصيص الميزانيات المرصودة لإنتاج السلاح وتطويره، إلي البحث العلمي في مجال الصحة والسلام، وذلك بعد أن عجز العالم على مواجهة  فيروس “كورونا”.

وقالت  في تصريح خاص  لـ “مصر 360″،إن العالم ينفق مليارات علي الحروب والصراعات، ويوجد من يغزي هذه الصراعات، لضمان استمرار تدفق السلاح الذي يقتل البشر، ويتسبب في تشريد الملايين.

وانتشر الفيروس في 199 دولة، وأصاب نحو ٨٠٠ ألف شخص وعجزت دول كبرى مثل أمريكا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا، عن إيجاد علاج له حتى الان، وتحولت لبؤر موبوءة بالمرض.

وأضافت “بدران”، أن هدف الحملة جمع مليون توقيع على الأقل من مصر، وتدويلها على مستوى العالم لجمع التوقعات، والتقدم بها للجهات المعنية، ومخاطبة الدول الكبرى، لتوجيه المليارات التي تنفق علي السلاح، للأبحاث الطبية والسلام.

ودعت منظمة الصحة العالمية، دعت دول العالم، قبل ظهور كورونا، لزيادة الإنفاق علي الرعاية الصحية، وفقًا لتقرير أجرته المنظمة، مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالمشاركة مع البنك الدولي.

وكشف التقرير، أن حجم الإنفاق علي الصحة عالميًا يقدر بنحو 7.5 تريليون دولار سنوياً، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع حجم الأموال التي تنفق لتصنيع وشراء الأسلحة، والذي وصل إلي 1822 بليون دولار في عام 2018 فقط، بالإضافة إلي أن الخدمة الصحية الأساسية، تغطي بالكاد نصف سكان العالم البالغ عددهم 7.7 مليار نسمة”.

حجم الانفاق على السلاح

وأسقط فيروس كورونا ورقات التوت، عن الدول الكبرى التي تتحكم في مصير ملايين البشر، عن طريق تصنيع السلاح وتطويره، وتعزيز جبهات  الحروب لاستمرارها، لضمان تدفق السلاح لها لتحقيق مكاسب مالية، دون الالتفات لما تحدثه هذه الأسلحة من دمار وقتل وتشريد للبشر.

ذكر مركز “ستوكهولم” لدراسات السلام بالسويد، أنه تم إنفاق 1822 بليون دولار، علي تصنيع السلاح في عام 2018، وارتفع هذا الرقم خلال 2019، وهو رقم كبير مقارنةً بما يتم انفاقه على الصحة العامة للشعوب، والذي قدرته منظمة الصحة العالمية بـ 7.2 تريليون دولار سنويًا.

وأوضح معهد “ستوكهولم” في تقرير له، أن الولايات المتحدة صدرت ثلث الأسلحة للعالم خلال الخمسة سنوات الماضية.

وتشير التوقعات، إلي أن تفشي كورونا في الولايات المتحدة سيؤدي لوفاة 100 إلى 200 ألف شخص، ويقول الرئيس الأمريكي “ترامب”: “إذا استطعنا تخفيض الرقم إلى 100 ألف، وهذا رقم فظيع، وربما أقل، فهذا يعني أننا جميعًا نقوم بعمل جيد جدًا”.

مركز “ستوكهولم” لدراسات السلام بالسويد: تم إنفاق 1822 بليون دولار، علي تصنيع السلاح في عام 2018

وقدر معهد ستوكهولم السويدي، أن الحجم العالمي لعمليات تصدير الأسلحة زاد حوالي 8% خلال الفترة 2018- 2014 مقارنة بالفترة 2013-2009 واستحوذت الولايات المتحدة على 36% من مبيعات الأسلحة العالمية خلال هذه الفترة، مقابل 30% خلال الفترة من 2013-2009.

أما روسيا فقد احتلت المرتبة الثانية في بيع السلاح للعالم، وفقًا لتقرير ستوكهولم، بنسبة خُمس صادرات الأسلحة العالمية، حيث صدرت أسلحة إلى 48 دولة، فيما سجلت 1836 إصابة بمرض كورونا ووفاة 13 حالة فقط، ليبقي تفشي الوباء في الحدود التي يمكن السيطرة عليها.

واحتلت دول فرنسا وألمانيا والصين المراكز من الثالث إلي الخامس، وهي دول تعتبر الآن بؤر لانتشار كورونا، بعد أن سجلت فرنسا 19 ألف إصابة حتى الآن، بينهم 4632 في العناية المركزة، وشفاء 7 آلاف فقط.

أما ألمانيا التي تمتلك أحد الأنظمة الصحية تطورًا في العالم، وصل عدد المصابين بالفيروس إلي 63 ألف حالة، ووصلت حالات الوفاة إلي 541 حالة.

وفي الصين البلد التي انطلق منها الفيروس للعالم، فقط وصلت عدد الإصابات فيها إلي 81470 إصابة، وتوفي 3304 منهم حتى الآن.

وتأتي بعد ذلك دول مثل بريطانيا وإيطاليا، ضمن أكثر الدول تصديرًا للسلاح، وتواجه إيطاليا كارثة حقيقة، بعد أن تمكن الفيروس من إصابة 97 ألفًا، وحصد أرواح 11 ألفًا، لتتصدر إيطاليا قائمة الدول الأكثر وفاة، وتواجه بريطانيا مخاوف كبيرة بعد إصابة رئيس الوزراء، وتسجيل 1019 حالة وفاة، وإصابة 17089 شخص.

أكبر مستوردي الأسلحة

بالرغم من أن فيروس كورونا بمنطقة الشرق الأوسط والدول العربية، يبقى تحت السيطرة، فيما عدا دولة إيران، إلا أن نصف المبيعات الأمريكية تم بيعها لدول الشرق الأوسط، حصلت المملكة العربية السعودية وحدها على 22% من إجمالي المبيعات الأمريكية، وهو ما جعلها السوق الأكثر أهمية بالنسبة لأمريكا.

وتضاعفت صادرات السلاح إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة 2013-2009 و2018-2014 وكانت مصر والإمارات العربية المتحدة والعراق من بين المستوردين الكبار، بإجمالي 75% من صادرات الأسلحة العالمية.

وعالميًا تأثرت كل من المملكة العربية السعودية والهند ومصر وأستراليا والجزائر، على ثلث صادرات العالم من الأسلحة.

تعاني معظم الدول التي تستورد السلاح، من تدني المنظومة الصحية وهو ما جعلها تتخذ إجراءات صارمة لمواجهة كورونا

وتعاني معظم الدول التي تستورد السلاح، من تدني المنظومة الصحية، وهو ما جعلها تتخذ إجراءات صارمة لمواجهة الفيروس، ليبقى معدل الإصابات في هذه الدول تحت السيطرة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

اقرأ أيضا

“كابوس كورونا”.. تجارب سريرية تقترب من الشفاء

“المبادرة المصرية” وضعتها..ثلاثة محاور لحماية النساء في مواجهة كورونا