المكوث في المنزل والابتعاد عن الزحام خوفا من الإصابة والعدوى، ليس من خياراتهم، في حالة تأهب وطوارئ مستمرة، إنهم رجل الإسعاف، الذين يواجهون كورونا في أرض المعركه طواعية لانقاذ مصابين، وربما يكلفهم ذلك حياتهم
sss
لم يخش محمد مصطفى رجل الإسعاف الذي يبلغ من العمر 30 عاماً التنقل بين المستشفيات والحالات المصابة بفيروس كورونا، لأنه يرى أن إنقاذ أرواح المواطنين واجب عليه فهو يفعل ذلك بحالة من الرضا التام.
ولم ينزعج ” مصطفى”، من قلة الإجازات التي تكاد تكون معدومة وأصبحت راحتهم تتلخص فقط في ساعات قليلة في الاستراحة التابعة لغرفة عمليات هيئة الإسعاف، فهو يقدر أهمية الموقف ويعلم أن أرواح المواطنين وإنقاذهم أهم.
يعمل مصطفى، في الإسعاف منذ ما يقرب من عشر سنوات عقب تخرجه من معهد الفني الصحي قسم خدمات طبية عاجلة وطوارئ، يعمل بنظام عمل 24 ساعة متواصل في مقابل 48 ساعة راحة، لكن مع الظروف الطارئة وانتشار فيروس كورونا في مصر انخفضت تلك الإجازات وأصبحوا يعملون بساعات متواصلة وكل عدة أيام يذهبون إلى أسرهم للراحة والعودة مجددا للعمل في اليوم التالي.
بينما عبر المسعف ربيع أبو بكر والذي يبلغ من العمر 33 عاماً عن قلقه الدائم على أسرته المكونة من زوجة وطفلين، و يخشى أن تنقل لهم العدوى في أي وقت رغم كل الاحتياطات الاحترازية التي يتخذها خوفا من العدوى.
وقال رجل الإسعاف إنه يتعرض لمضايقات أحيانا من بعض المواطنين والجيران الذين يعلمون طبيعة عمله كمسعف، حيث أنهم يخشون التعامل معه بل ويصفه أحياناَ بـــ”كورونا” وكأنها سبه- على حد قوله.
وحول المخاطر، التي يتعرض لها رجال الإسعاف يقول أبو بكر إن الدور الذي يقوم به المسعف إنساني بالرغم من المخاطر والمضايقات أحيانا التي يتعرض لها إلا أنه يكون في غاية السعادة حينما يقوم بإنقاذ مصابين ومرضى ما بين الحياة والموت.
أقرأ ايضا:“الإفراج الصحي عن المحتجزين”.. مطالب ملحة للمنظمات في مواجهة كورونا
يصف رجل الإسعاف أن السيارة المخصصة لنقل المشتبه في إصابتهم أو الذين حالتهم إيجابية تكون مختلفة تماما عن سيارة الإسعاف العادية، فهي فارغة من كل الأدوات الطبية لكنها مزودة بأسطوانات أكسجين لمساعدة المريض على التنفس.
وأضاف أنهم مدربون على التعامل مع المصابين للتعامل بشكل جيد وحذر، ومن اليوم الأول تم تسليمهم بدل واقية ومطهرات سواء للمسعف أو للسيارة.
وأضاف أنه بمجرد نقل الحالة نخضع للتعقيم الكلي سواء المسعف أو السيارة حتى لا تنقل العدوى للسائق أو المسعف.
يعلم المسعف خطورة الموقف عليه وعلى أسرته لذلك يتخذ كل تدابيره حتى لا ينقل لهم العدوى فهو يهتم دائما بتعقيم نفسه، كما أنه لا يحبذ كثرة الاختلاط مع زوجته وأطفاله خوفا من العدوى.
وكان الدكتور محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف، أكد على أن معدلات الاتصالات فى هذه الفترة وصلت إلى 2500 مكالمة يومية من محافظات القاهرة الكبرى والهيئة تنقل حوالي 170 حالة من المنازل إلى المستشفيات.
وأشار إلى أن رجال الإسعاف يعملون على مدار الساعة لنقل المصابين المشتبه بإصابتهم بأعراض فيروس الكورونا، متابعا: رجال الإسعاف هم خط الدفاع الأول بجانب الطب الوقائي”.
وأكد على أن هناك 10 سيارات إسعاف مخصصة لنقل مصابي فيروس كورونا، بالإضافة إلى وجود سيارات أخرى جاهزة لنقل المصابين وإجمالي تلك السيارات 60 سيارة إسعاف جاهزة لنقل مصابي فيروس كورونا على مستوى الجمهورية.