زواج الأطفال هو أي زواج رسمي أو اقتران غير رسمي قبل بلوغ سن 18 عاماً، وهو حقيقة واقعة بالنسبة للفتيان والفتيات، على الرغم من أن الفتيات أكثر تضرراً ، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” يونسيف ” والتي تؤكد أنه جرى تزويج ثلث النساء اللائي تتروح أعمارهن بين 20 و24 سنة في العالم النامي في مرحلة الطفولة. ويعد زواج الأطفال أكثر شيوعاً في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولكن هناك اختلافات كبيرة في انتشاره بين البلدان المختلفة في نفس الإقليم..

sss

ولا تزال هذه الممارسة واسعة الانتشار. وتدعو أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إلى اتخاذ إجراء عالمي لإنهاء هذا الانتهاك لحقوق الإنسان بحلول عام 2030.

و قال  صندوق الأمم المتحدة للسكان إن ملايين النساء والفتيات ، تزوجن وهن مازلن أطفالا ، مشيرا إلى أن كثيرا منهن تعرض للعنف وإجبارهن على الخروج من المدارس وفرض أمومة مبكرة عليهن.

كثير من الفتيات تعرضن للعنف والإجبار على الخروج من المدارس وفرض أمومة مبكرة 

ووصف الصندوق زواج الأطفال بأنه “مأساة” يقع في شراكها أكثر الفئات ضعفا من الفتيات اللاتي يعانين الفقر والتهميش ، مضيفا أن المجتمعات تعاني بدورها من هذه الزيجات مما يؤدي إلى تقييد الزوجات الصغيرات وأسرهن في دائرة من الفقر تستمر على مدى أجيال.

ونبه إلى أن هناك دراسات تفيد بأن إنهاء زواج الأطفال وتمكين الفتيات من الدراسة بالمدارس و إرجاء الأمومة والحصول على عمل لائق و تحقيق قدراتهم ، من شأنه أن يأتي بمليارات الدولارات من الانتاجية والأرباح ، حسب الدراسات التي أجريت في هذا الشأن.

ودعا الصندوق  إلى وضع  “إنهاء زواج الأطفال ” ضمن أولوياته  ،مقدما سبع حقائق لايعرفها الكثيرون عن زواج الأطفال و الوعي الأفضل بالمشكلة و مدى انتشارها عالميا و عواقبها

وأشار إلى أن هذه الحقائق قد تساعد القيادات و الفئات الصغيرة السن ذاتها من وضع حد نهائي لهذه الممارسة

زواج الأطفال

  • زواج الأطفال شائع و يجرى في جميع أنحاء العالم .

أكثر من 650 مليون سيدة وفتاة ممن لا يزلن على قيد الحياة تزوجن قبل عيد ميلادهن الثامن عشر ، وعلى المستوى العالمي وصلت نسبة الشابات اللاتي يبلغ عمرهن ما بين 20 إلى 24 عاما ، و تزوجن في مرحلة الطفولة إلى 21 % وعلى الرغم من أن زواج الأطفال أكثر انتشارا في الدول ذات الدخل المادي المتدني والمتوسط ، إلا أنه يجري أيضا في الدول التي تتميز بالدخل المرتفع

  • هناك  تقدم ولكنه ليس كافيا .

الأخبار السارة ، تتمثل في أن المعدلات العالمية لزواج الأطفال تنخفض بشكل بطئ ، فنحو 2000 ، بواقع واحدة من بين ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 عاما أكدن أنهن تزوجن في مرحلة الطفولة ، وتعتبر منطقة جنوب آسيا التي تضم أكبر عدد من الفتيات الصغيرة المتزوجات ، شهدت تقدما كبيرا ، يتمثل في أن انخفاض معدل تزوج الفتاة  قبل سنة الثامنة عشر بنسبة تزيد على الثلث ، وذلك في عقد واحد فقط ، وذلك بفضل الاستثمارات التي تحققت في رفاهية وتعليم الفتيات .

الظاهرة أكثر انتشارا في الدول ذات الدخل المادي المتدني والمتوسط 

لكن هناك أخبار سيئة ، وهو أنه مالم يتحقق الإسراع في هذه الجهود ، فإن  انخفاض عدد الفتيات اللاتي يتزوجن سوف لا يتماشى مع الزيادة السكانية ، وهناك مناطق تشهد اليوم أسرع نسبة زواج أطفال مثل  غرب ووسط إفريقيا ، كما أن هناك مناطق أخرى مازال ظل معدل  زواج الأطفال “ثابتا  ” فيها على مدى عقود مثل أمريكا اللاتينية والكاريبي ، ومن المرجح أن يزيد إجمالي زيجات الأطفال بحلول عام 2030 مالم تـُبذل جهود عاجلة.

  • التكلفة المالية لإنهاء زواج الأطفال يمكن تدبيرها.

أصدر صندوق الأمم ا لمتحدة للسكان دراسة مشتركة مع جامعة جونزهوبكنز بالتعاون مع جامعة فيكتوريا و جامعة واشنطن و مؤسسة “أفينير هيلث ” والتي وضعت تقديراتها لتكلفة إنهاء زواج الأطفال في 68 دولة ، المسؤولة عن 90% من الظاهرة ، حيث توصل الباحثون إلى أن هذا التكلفة تبلغ 35 مليار دولار حتى ينتهي زواج الأطفال بحول عام 2030 ، وهو المبلغ الذي يخصص للاستثمار في “التدخل التربوي ” ومبادارت التمكين والبرامج التي تغير الأعراف الاجتماعية بشأن زواج الأطفال ، مما يؤدي إلى تفادي وقوع 58 مليون زيجة 

زواج الأطفال

  • كل من الذكور والإناث قد يتزوجون في عمر الطفولة ، لكن الفتيات أكثر عرضة للممارسة

دراسة دولية تؤكد أن التكلفة تبلغ 35 مليار دولار لإنهاء زواج الأطفال بحول عام 2030 ،

البيانات الواردة من 82 دولة من ذات الدخل المنخفض والمتوسط تشير إلى أن واحدا من بين 25 صبيا أو 3.8  % يتزوجون قبل سن الثامنة عشر ، فالزواج في هذه السن المبكرة يثقل كاهل الأولاد والفتيات بمسؤوليات الكبار ،  قبل أن يكونوا على استعداد لها ، كما أن هناك أضرار تتزايد على الفتيات أكثر من الأولاد ، فهن يتعرض للعنف من أزواجهن ، وأصهارهن أو حتى من قبل أسرهن ، حسبما توضح الدراسات ، كما يحملن قبل اكتمال نضوج أجسادهن مما يعرضهن إلى مضاعفات خطيرة.

وتتزوج الفتيات عندما يكن صغيرات للغاية ، وبينما  تجرى غالبية زيجات الأطفال في فئة عمرية تقع بين 16و17 عاما ، فإن هناك كثيرا من الدول التي صار فيها زواج الفتيات شائعا في سن 15 عاما أو قبل ذلك ، بينما لا توجد مثل هذه الزيجات تقريبا بين الأولاد ( بنسبة 0.3 %)

  • زواج الأطفال محظور على مستوى عالمي تقريبا.

هناك اتفاقيتان حقوقيتان جرى التصديق عليهما  على نطاق عالمي واسع وهما اتفاقية حقوق الطفل و اتفاقية القضاء على  جميع أشكال التمييز ضد المرأة واللتان تمنعان زواج الأطفال ، حيث وقع أو صدق عليهما جميع الدول باستنثاء واحدة ، ومع ذلك فإن هناك قوانين محلية ووطنية حول العالم ،  تمكن من ظهور تأويلات مختلفة لهذا المبدأ المتفق عليه ، فكثير من الدول تسمح بزواج الأطفال استنادا إلى موافقة الأبوين أو وفقا للأعراف و التقاليد والدين.

الفتاة الصغيرة غير مؤهلة نفسيا وجسديا  لتحمل مسؤوليات الأمومة ومضاعفات الحمل سبب رئيسي في الوفاة 

6- زواج الأطفال وحمل المراهقات يرتبطان بشكل خطير.

غالبا ما يكون زواج الأطفال مؤشرا للحمل المبكر ، ففي الدول النامية ، يقع 9من بين 10 حالات ولادة للفتيات المراهقات المتزوجات بالفعل ، فهذا الحمل المبكر يشكل مخاطر صحية للفتيات اللاتي ربما لم تنم أجسادهن بشكل كاف يؤهلهن للأمومة ، بينما تعتبر، وعلى المستوى العالمي ، ضاعفات الحمل والولادة سببا رئيسيا في الوفاة بين الفتيات المراهقات .

كما أن الحمل المبكر يعرض الفتيات لخطورة الزواج في سن صغيرة ، فقد يرغمن على الزواج ممن تسبب في حملهن حتي ولو كان مغتصبا كي تتفادى أسرهن وصمة العار التي تلحق بها جراء الحمل خارج نطاق الزواج. 

7- تمكين الفتيات أمر حاسم لإنهاء زواج الأطفال.

لابد من إجراء عدة تعديلات قانونية من شأنها تقوية وتنفيذ القوانين المناهضة لتلك الظاهرة ، إلى جانب تحسين فرص المساواة بين الجنسين وضمان التزام المجتمع بحقوق الفتيات ، لكن يجب تمكين صغار السن كي يعرفوا حقوقهم و يطالبون بها ، وهو ما يعني أنه يجب تزويدهم بالمعلوات بشأن صحتهم الجنسية والإنجابية .