يواجه ضحايا العنف المنزلي ، خطرا مزدوجا ، الأول يتمثل في تفشي وباء كورونا ، ومن ثم يلجأون إلى “التباعد الاجتماعي ” من خلال العزل الذاتي، والثاني هو التعرض لخطر ربما يزيد من الطين بلة ، وهو انتهاكات يرتكبها من يسيئون إليهم والذين يمارسون بدورهم نوعا من العزل في المنازل مع ضحايا ذلك العنف .
ضحايا العنف المنزلي يواجهون خطرا مزدوجا الأول وباء كورونا والثاني انتهاكات الجناة
وتناضل الولايات المتحدة لاحتواء تفشي الفيروس القاتل، بينما ينصح الأمريكيون وبأعداد ضخمة، بأن يلزموا منازلهم، ولكن ماذا يحدث إذ لم يكن البيت آمنا ؟
سؤال طرحته صحيفة “يو إس توداي ” ، في تقرير لها، والذي ردت عليه رئيس الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي، روث جلن، مرجحة تصاعد عنصر الخطورة، مع العزل الذاتي في المنازل خاصة إذا كان الشخص المسيئ يعزل نفسه على قرب مكاني مع الضحية أو الناجي على قيد الحياة، فهناك مزيد من الوسائل التي يستطيع هذا المسيئ أن يستخدمها “.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن 1 من 3 نساء و 1 من 4 رجال في الولايات المتحدة كانوا ضحايا عنف على يد شريك مباشر في وقت ما من حياتهم ، حسب مراكز السيطرة على المرض والوقاية ، والتي تحدد مظاهر ذلك العنف في الاغتصاب و العنف البدني والملاحقة.
بينما يرتكب نحو 9 من 10 حوادث عنف أسري في منزل الضحية، أو منزل صديق أو قريب أو جار، وفقا لوزارة العدل الأمريكية، لكن غالبية العنف بين الزوجين يقع في منزل الضحية.
وقالت الصحيفة إن ما يزيد على 2237 شخصا تعرضوا للقتل على يد شركاء حميمين في عام 2017 فقط .
وأضافت أنه عندما يُرغم الناجون على البقاء في المنزل أو في مكان قريب من الجاني ، فإن ذلك قد يهيئ الظروف التي تعرض سلامتهم للخطر، وربما يحتاجون لتغيير الخطة المتعلقة بسلامتهم .
1 من 3 نساء و 1 من 4 رجال في الولايات المتحدة كانوا ضحايا عنف على يد شريك مباشر في وقت ما من حياتهم
وأكد الخبراء أن العنف المنزلي يتعلق بالقوة والسيطرة، ويشعر كثير من الناس أثناء تفشي وباء ما أنهم يفقدون السيطرة ويبحثون عن أساليب صحية تناسبهم ، ولكن عندما يشعر الجاني أنه بلا قوة ، فإن ذلك يعرض الضحية إلى الخطر.
وقالت جلن إن بعض الجناة المسيئين قد يستخدمون فيروس كوفيد – 19 كي يمارسوا مزيدا من السيطرة ، فربما يثنون الضحايا عن مغادرة المنزل تماما، وقد يقولون إن ترك البيت بصحبة الأطفال ليس آمنا، وربما يجري تقليص مشاركة المعلومات المهمة حول انتشار الفيروس.
وأضافت الرئيس التنفيذي للخط الساخن الوطني الخاص بالعنف المنزلي “كاتي راي جونز :” نسمع عن مخاوف من أشخاص جرى عزلهم مع شركائهم المسيئين، وذلك لأن كثيرا من الاستراتيجيات التي يستخدمونها بصفة يومية كي ينجون من العلاقة المسيئة ،مثل شبكتهم الاجتماعية و نظم دعمهم ، ستذهب بعيدا “
كثير من ضحايا العنف المنزلي يشهدون عزلا اجتماعيا، وغالبا ما يمنع المسيئون الضحايا من التواصل مع ذويهم
وأشارت إلى أن شركائهم يقولون لهم لا يمكنكم رؤية أصدقائكم أو أسرتكم لأن هناك احتمال تعرضكم للإصابة ، بينما يهدد آخرون الضحايا بالطرد ومن ثم يعرضوهم لكوفيد-19 .
ولفتت إلى أن امرأة أخبرتها عبر الخط الساخن أن شريكها المسيئ لا يؤمن بالعلاج الطبي ، لذا فهو يجبرها على غسل يديها كل يوم بشكل مبالغ فيه ، بينما اتصلت فتاة مراهقة لأنها تشعر بالذعر من تعرضها للحجر الصحي مع أمها والشخص المسيئ لأمها ، و كانت تحصل بشكل نموذجي على الدعم من مستشار مدرستها ، ولكن المدرسة مغلقة في الوقت الراهن.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن كثيرا من ضحايا العنف المنزلي يشهدون حاليا عزلا اجتماعيا ، وغالبا ما يمنع المسيئون الضحايا من التواصل مع أسرهم وأصدقائهم ، مضيفة أن سكانا بأعينهم يتعرضون بشكل خاص للخطر ، من بينهم وحسب الخبراء ، الريفيون ومجتمعات الملونين والأشخاص المصنفين كمثليين ، إلى جانب العاملين من ذوي الدخل المنخفض ، وفي الوقت الذي تشدد فيه القيود ، يرى أصحاب الأجور المتدنية وظائفهم تختفى وكثير منهم ليس لديهم فرصة للحصول على أجازة مرضية مدفوعة الأجر .
ولفتت إلى أن الناجين الذين كانو يدخرون المال سرا لشراء شقة يهربون إليها قد يتأثرو بفقد دخلهم .
ونقلت عن خبراء في العنف المنزلي قولهم إن الحكومات و المجتمعات يمكنها أن تساعد في حماية الضحايا أثناء تفشي الوباء من خلال الاستمرار في ضمان توفير خدمات الطورائ والوصول إلى المحاكم .
وقالوا إنه عند غياب التمويل والدعم، فإن أماكن الإيواء أصغر و التي يوجد بها عدد محدود من العاملين ستواجه قرارات صعبة بشأن الاستمرار في العمل .
بينما أكدت راي جونز أن بعض الضحايا يغادرن هذه الأماكن ، ويعدن لمن يسيئون إليهم ، خشية الإصابة بالعدوى ، ولكنها نصحتهم بالتخطيط قبل المزيد من تشديد القيود .