ندد “مرصد مكافحة التطرف” التابع للأزهر الشريف في مصر، السبت الماضي، برفض “حركة الشباب” الصومالية المسلحة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى وقف عملياتها الإرهابية خلال الفترة الراهنة التي ينشغل فيها العالم أجمع بمكافحة جائحة كورونا “كوفيد- 19”.

sss

قال مرصد الأزهر، في بيان، إن الحركة الإرهابية تستغل وباء «كورونا» دون النظر إلى عواقب ذلك على الشعوب التي تقع تحت تهديد الحركة المباشر، وهو ما يجعل تلك الشعوب بين مطرقة الإرهاب وسندان الفيروس العالمي، مشيرًا إلى أنَّه حذَّر في تقرير سابق من التصاعد الخطير واللافت في عدد ونوعية العمليات الإرهابية التي شنَّتها “حركة الشباب” الصومالية في الفترة الأخيرة.

مرصد الأزهر: الحركة الإرهابية تستغل وباء «كورونا» دون النظر إلى عواقب ذلك على الشعوب التي تقع تحت تهديد الحركة المباشر

وبينما يكافح العالم جائحة “كورونا المستجد”، مازال الإرهاب يضرب ضرباته الدامية هناك وهناك، والتي كان آخرها إقدام شاب من أصل سوداني، صباح السبت الماضي، على طعن عدة أشخاص في منطقة “رومان سور إيزير” جنوب شرقي فرنسا، وأدى الحادث الذي وصفته سلطات الأمن الفرنسية بـ “الاعتداء الإرهابي”، إلى مقتل شخصين وجرح 7 آخرين.

وفور وقوع الحادث، غرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقع “تويتر” قائلا: “إن مشاعري مع ضحايا الهجوم في رومان سور إيزير، وجرحاه، وعائلاتهم”، فيما قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، في مؤتمر صحفي من أمام مكان الاعتداء، “هذا الصباح هنا في رومان سور إيزير قام رجل بعمل إرهابي عبر قتل شخصين وجرح 7 آخرين وفق حصيلة أولية. قوات الأمن تدخلت بسرعة وسيطرت عليه”.

الإرهاب يضرب أفريقيا

من جهة أخرى، فيما تنشغل الدول كافة بالحرب ضد وباء كورونا، مازال الإرهابيون يشكّلون تهديدا خطيرا في منطقة الساحل الإفريقي، ويشنّون هجومات دموية تحصد أرواح العديد من القتلى، دون مبالاة بحالة الرّعب التي تعيشها البشرية جمعاء.

 

خلال وقائع “قمة مصغرة” عبر وسائل الاتصال، ضمت رؤساء كل من مصر وجنوب أفريقيا وكينيا ومالي والكونغو الديمقراطية والسنغال ورواندا وزيمبابوي، ورئيس وزراء إثيوبيا، بمشاركة الرئيس الفرنسي ماكرون، جدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على أن “مواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا ينبغي أن تتم بالتوازي مع الجهود القارية لمكافحة مخاطر الإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار الدول الأفريقية، خاصةً منطقة الساحل الإفريقي”.

الرئيس عبد الفتاح السيسي: مواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا ينبغي أن تتم بالتوازي مع الجهود القارية لمكافحة مخاطر الإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار الدول الأفريقية

جاء ذلك، فيما أعلنت النيجر، إحدى دول الساحل الإفريقي، عن مقتل 4 من العسكريين و63 عنصرا إرهابيا في معارك اندلعت أمس الأول، الخميس، بمنطقة “تيلابيري” القريبة من دولة مالي المجاورة، غربي البلاد.

وذكرت وزارة الدفاع النيجرية في بيان السبت الماضي، أن عناصر من القوات المسلحة اشتبكت مع مجموعة من الإرهابيين المدججين بالسلاح، كانوا على متن آليات عديدة ونحو 50 دراجة نارية، وأن الحصيلة المؤقتة هي 4 قتلى و19 جريحا في الجانب الصديق، و63 إرهابيا في جانب العدو.

وأضاف البيان أن “الجنود وبعد معركة طاحنة في إطار عملية الزوبعة لمكافحة الإرهاب، أجبروا المهاجمين على الفرار، وصادروا عشرات الدراجات النارية وأسلحة ومعدات متنوعة تعود للمهاجمين”.

وفي هذا الصدد، أعلن وزراء خارجية دول حلف «الناتو»، عن خطوات جديدة لمحاربة الإرهاب، وبناء الاستقرار، وتقوية شراكة الحلف مع دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتعزيز جهود “مكافحة الإرهاب” في هذه الدول الحليفة للولايات المتحدة.

وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف، في مؤتمر صحفي ختامي لنقاشات الوزراء عبر دوائر الفيديو في بروكسل، الخميس الماضي، إن الوزراء اتفقوا على تعزيز مهمة الحلف في العراق، وتولي بعض الأنشطة التدريبية لقوات التحالف الدولي ضد «داعش»، بما في ذلك تدريب وتعليم الضباط والمهندسين والشرطة الاتحادية العراقية.

اقرأ أيضًا: إرهاب اليمين المتطرف.. هل «ينشط» في ظل جائحة كورونا؟

وأضاف ستولتنبرغ: “ناقش الوزراء أيضاً ما يمكن للحلف أن يقوم به عبر المنطقة الأوسع، ويشمل مساعدة أكثر للشركاء في الإصلاحات، وبناء القدرات، إلى جانب التدريبات التي يقودها (الناتو)، مع التركيز على مكافحة الإرهاب، فضلاً عن تعميق شراكات الحلف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك مع الاتحاد الأفريقي”.

وعن الوضع في أفغانستان، قال ستولتنبرغ: “كجزء من جهود السلام سيتم تقليص الوجود العسكري، وبحلول الصيف سيكون للحلف حوالي 12 ألف جندي في البلاد. ونحن ندعو (طالبان) وجميع الجهات السياسية الفاعلة، للعب دورها، وهذا يشمل الحد من العنف، وفي الوقت نفسه فإن هذا هو الوقت المناسب للأفغان لإظهار الوحدة الوطنية، من أجل المصالحة لتحقيق السلام في أفغانستان، وأيضاً لمحاربة وباء (كوفيد 19)”.

القبض على خلية لـ “داعش”

على الناحية الأخرى من العالم، أعلن مركز المعلومات الروسي التابع لـ “اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب”، عن تصفية “إرهابي” خطط لتنفيذ هجوم في مدينة مورمانسك أقصى شمال غربي روسيا، حيث عثر بحوزته على عبوة ناسفة وأسلحة وذخائر.

وجاء في بيان للمركز “أثناء أنشطة البحث العملياتي في مورمانسك، حدد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مكان وجود أحد رجال العصابات المسلح، والذي كان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي، وعند محاولة إلقاء القبض عليه، فتح هذا الإرهابي النار على القوات الخاصة حيث جرى تحييده”، وتم العثور في موقع إطلاق النار، على عبوة ناسفة وأسلحة وذخائر جاهزة للاستخدام.

وفي إطار جهودها لمكافحة الإرهاب، تمكنت قوات الأمن الروسية، الجمعة الماضية، من إلقاء القبض على خلية إرهابية تنتمي لتنظيم “داعش”. وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في بيان له، أن «قواته وبالتعاون مع وزارة الداخلية الروسية وبعد عمليات بحث وتحرٍ تمكنت من كشف نشاط خلية سرية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي خططت للقيام بهجوم على أماكن مزدحمة – مرافق التسوّق في مدينة نفتيكومسك بإقليم ستافروبول- وإلقاء القبض على أعضائها، وقتلت أحدهم دون وقوع إصابات».

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعلن، أن قواته وبالتعاون مع وزارة الداخلية الروسية وبعد عمليات بحث وتحرٍ تمكنت من كشف نشاط خلية سرية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي

من جهة ثانية، أقر البرلمان المصري مؤخرا، تعديلا جديدا لقانون مكافحة الإرهاب رقم 94 الصادر عام 2015، بهدف تحديد تعريف أشمل للأموال الإرهابية وتمويل الإرهاب، وأن يشمل التجريم سفر الأفراد للمساهمة في الأنشطة الإرهابية، وتجريم أنشطة الشخصيات الاعتبارية التي تتدخل في عمل إرهابي، أسوة بالجماعات الإرهابية.

ويؤكد خبراء الأمن أن أعضاء الجماعات الإرهابية يعتقدون أن انشغال الأمن والجيش في مختلف الأنشطة المترتبة على وباء كورونا، من فرض حظر التجوال والحظر الصحي، وملاحقة المخالفين، سيمنحهم فرصا مواتية لتنفيذ عمليات إرهابية.

وإلى ذلك، يحذر العميد متقاعد خليفة الشيباني، بـ “الحرس الوطني” التونسي، من موجة إرهاب جديدة ستضرب أفريقيا خلال الفترة المقبلة، قائلا إنه على الرغم من تزايد الأعباء المفروضة على القوات الأمنية والعسكرية في ظل وباء كورونا، بالإضافة إلى تأمين الأمن العام ومحاربة الإرهاب، فإن الاعتقاد بأن جائحة كورونا ستحدّ من العمليات الإرهابية غير صحيح، لأن حسابات هذه الجماعات تبدو مختلفة، وهي تعتقد أن الأمن منشغل حالياً بملفات أخرى، ما قد يسمح لها بالقيام بعمليات جديدة.