تفشي كورونا المستجد” كوفيد-19″ أثر بشكل كبير على حالات العنف ضد النساء بسبب العزل المنزلي خاصة في المنطقة العربية، التى تتزايد يما بعد يوم، و توقعت دراسة أممية أجرتها لجنة الامم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا “إسكوا” ووكالات أممية ازدياد العنف المنزلي ضد المرأة بنتيجة فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19).

sss

قال تقرير لصادر عن “الإسكوا”،  إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة التي تعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، “النساء والفتيات هن من سيتحملن الوزر الأكبر لتبعات فيروس “كورونا” المستجد مع أنه يؤثر على الجميع من دون تمييز”.

وقال التقرير”ظاهرة العنف المنزلي والتحديات الاجتماعية التي تواجهها النساء والفتيات في المنطقة العربية  ازدادت سوءا”.

وحذرت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي، في تصريحات صحفية من “ارتفاع معدل العنف الأسري في العالم والمنطقة العربية نتيجة حالات الإغلاق الشامل والتعايش القسري، وتصاعد التوترات في الأسرة بسبب تفاقم انعدام الأمن الغذائي والمخاوف من التعرض للفيروس.

“كما يصعب على الناجيات من العنف الأسري طلب المساعدة وتلقيها خلال هذه المرحلة”.

حذرت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي في تصريحات صحفية تضمنها التقرير، “ارتفاع معدل العنف الأسري في العالم والمنطقة العربية نتيجة حالات الإغلاق الشامل والتعايش القسري، وتصاعد التوترات في الأسرة بسبب تفاقم انعدام الأمن الغذائي والمخاوف من التعرض للفيروس

ورأت أنه “لن يزيد ارتفاع انعدام الأمن الغذائي من مخاطر العنف الأسري فحسب، بل قد يتسبب أيضا بتضاؤل مناعة النساء والفتيات ضد الفيروس”.

اقرأ أيضًا: 

٣ أسابيع فاصلة بين الرابح والخاسر في معركة كورونا والمصريين

وأشارت أنه “في أوقات الأزمات، قد لا يكون توزيع الغذاء داخل الأسرة منصفا دائما، كما أن النساء والفتيات أكثر عرضة لتقليل كمية الغذاء وجودته وتبني استراتيجيات سلبية للتكيف”.

ولفتت أنه “في المنطقة العربية تشغل النساء جل وظائف الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية من ممرضات وقابِلات قانونيات وموظفات دعم مما يزيد من خطر إصابتهن بالعدوى. أما ضمن الأسر، فغالبا ما تتولى النساء دور تقديم خدمة الرعاية الصحية، ما يثقل عليهن جسديا ومعنويا، ويزيد من احتمال تعرضهن لهذا الخطر”.

ودعت دشتي: “الحكومات العربية إلى أن تكفل للنساء من مختلف الفئات العمرية المساواة في الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية، وأن تعتمد سياسات تهدف إلى حمايتهن من الوقوع في براثن الفقر وحماية العاملات في القطاع غير الرسمي، باعتماد إجراءات مثل التحويلات النقدية الطارئة أو المنح الصغيرة أو القروض”.

وكانت الإسكوا،  أشارت في دراسة سابقة إلى أن “المنطقة العربية ستفقد 1.7 مليون وظيفة على الأقل في عام 2020 نتيجة جائحة فيروس كورونا مقدرة أن عدد النساء اللواتي سيفقدن هذه الوظائف يقارب 700 ألف.

وفي دراسة أخرى تتناول أثر جائحة كورونا على الفقر، أظهرت الإسكوا أن القطاع غير الرسمي قد يكون الأكثر عرضة للخسائر، مشيرة الى أن 62 في المئة تقريبا من النساء العاملات في المنطقة العربية يعملن في هذا القطاع مما يعني أن النساء سيتكبدن هذه الخسائر بشكل غير متواز.

كما أشارت الإسكوا إلى أن “اللاجئات والنازحات والعاملات المهاجرات تواجهن ظروفا شاقة من جراء سوء توفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ومحدودية آليات الحماية الصحية، ما سيزيد من حدة تبعات جائحة كورونا عليهن.

 تدابيرعاجلة

بالتزامن مع صدور دراسة الاسكوا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى اتخاذ تدابير لمعالجة “الطفرة العالمية المروعة في العنف المنزلي” ضد النساء والفتيات، المرتبطة بحالات الإغلاق التي تفرضها الحكومات كنتيجة لجهود الاستجابة لـ “جائحة كوفيد- 19”.

وحثت الأمم المتحدة جميع الحكومات على جعل منع العنف ضد المرأة وجبر الضرر الواقع من جراء هذا العنف جزءا رئيسيا من خطط الاستجابة الوطنية الخاصة بكوفيد-19، وحددت العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع، بما فيها زيادة الاستثمار في الخدمات الإلكترونية ومنظمات المجتمع المدني، والتأكد من استمرار الأنظمة القضائية في مقاضاة المعتدين، وإنشاء أنظمة الإنذار طارئة في الصيدليات والمتاجر.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن مخاوفه من إن العنف لا يقتصر على ساحة المعركة. “فبالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إن أكثر مكان يخيم فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ: منزلهن”

توصيات الأمم المتحدة تضمنت أيضًا تجنب إطلاق سراح السجناء المدانين بالعنف ضد المرأة، بأي شكل من الأشكال وتكثيف حملات التوعية العامة، وخاصة تلك التي تستهدف الرجال والفتيان.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات صحفية أمس الأول، وأعرب عن مخاوفه من إن العنف لا يقتصر على ساحة المعركة. “فبالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إن أكثر مكان يخيم فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ: منزلهن”.

اقرأ أيضًا: تدافع عالمي “للتنفس” ومصر تقترب من حل الأزمة

وقال “بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إن أكثر مكان يخيم فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ: منزلهن”، مضيفا بإن الجمع بين الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن كـوفيد-19، وكذلك القيود المفروضة على الحركة، أدت كلها إلى زيادة كبيرة في عدد النساء والفتيات اللواتي يواجهن الإساءة، في جميع البلدان تقريبا، مشيرا إلى أن الإحصاءات أظهرت، حتى قبل الانتشار العالمي للفيروس التاجي المستجد، أن ثلث النساء حول العالم تعرضن لشكل من أشكال العنف في حياتهن.

وقال أمين عام الأمم المتحدة إن هذه المشكلة تؤثر على الاقتصادات المتقدمة والفقيرة على حد سواء، حيث أفاد ما يقرب من ربع الطالبات الجامعيات في الولايات المتحدة الأمريكية بأنهن تعرضن للاعتداء الجنسي أو سوء السلوك، في حين أصبح عنف الشريك حقيقة بالنسبة لـ 65% من النساء في أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى للعنف البدني تداعيات كثيرة بما فيها الاكتئاب والإجهاض.

وتطرق الأمين العام إلى البحث الذي أجرته منظمة الصحة العالمية، والذي يفصّل الآثار المقلقة للعنف على الصحة البدنية والجنسية والإنجابية والعقلية للمرأة، فمن المرجح أن النساء اللاتي يتعرضن للإيذاء البدني أو الجنسي معرضات للإجهاض بمعدل ضعفين، وتضاعف التجربة تقريبا احتمال إصابتهن بالاكتئاب. في بعض المناطق، تزيد احتمالية إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرية بمقدار 1.5 مرة، وتوجد أدلة على أن النساء اللواتي يتعرضن للاعتداء الجنسي يزيد احتمال إصابتهن باضطرابات ناتجة عن الكحول ب 2.3 مرة.

وأشار الأمين العام إلى أن 87 ألف امرأة قتلن عمدا في عام 2017، ولقي أكثر من نصفهن مصرعهن على أيدي شركاء حميمين من أفراد الأسرة، المثير للصدمة، بحسب الأمين العام، أن العنف ضد المرأة هو سبب خطير للوفاة والعجز في سن الإنجاب مثله مثل السرطان، وهو السبب الأكبر لاعتلال الصحة بالمقارنة مع الحوادث المرورية والملاريا مجتمعة”.

تضاعف المكالمات على خطوط المساعدة في لبنان وماليزيا

منذ بدء انتشار كوفيد-19، أفادت الأمم المتحدة بأن دولتي لبنان وماليزيا، على سبيل المثال، شهدتا تضاعف عدد المكالمات على خطوط المساعدة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي؛ في الصين تضاعف العدد ثلاث مرات؛ وفي أستراليا، تشهد محركات البحث مثل Google أكبر قدر من عمليات البحث عن المساعدة فيما يتعلق بالعنف المنزلي في السنوات الخمس الماضية.

وفقا لتحذيرات الأمين العام فإن مقدمو الرعاية الصحية والشرطة تحت الضغوط الحالية ويعانون من نقص في الموظفين. ومجموعات الدعم المحلية مشلولة القدرات أو تفتقر إلى التمويل

وقال “غوتيريش” إن هذه الأرقام تعطي بعض الأدلة على حجم المشكلة، ولكنها تغطي فقط البلدان التي توجد فيها أنظمة إعداد التقارير: فمع انتشار الفيروس في البلدان التي تعاني من مؤسسات ضعيفة، تتوفر معلومات وبيانات أقل. ولكن من المتوقع أن يكون مقدار ضعف النساء والفتيات أعلى، مضيفا “معا، يمكننا ويجب علينا منع العنف في كل مكان، من مناطق الحرب إلى منازل، بينما نعمل على التغلب على كوفيد- 19”.

ومما يزيد من تعقيد الاستجابة لارتفاع العنف، حقيقة أن أجهزة المؤسسات تتعرض بالفعل لضغوط هائلة من مطالب التعامل مع الجائحة.

اقرأ أيضًا: صرخات العالقين.. مصريون بالخارج منعهم الوباء من احتضان الوطن

وفقا لتحذيرات الأمين العام فإن مقدمو الرعاية الصحية والشرطة تحت الضغوط الحالية ويعانون من نقص في الموظفين. ومجموعات الدعم المحلية مشلولة القدرات أو تفتقر إلى التمويل. كما أغلقت بعض ملاجئ العنف المنزلي أبوابها؛ وامتلأ بعضها الآخر، معتبرا بأن أسباب النقص في الملاجئ: تشمل تحويلها إلى مرافق صحية، أو اتخاذ تدابير جديدة تحول دون خروج الضحايا خوفا من زيادة انتشار كوفيد-19. أما بالنسبة لأفراد الشرطة، فإنهم وغيرهم من أفراد قوات الأمن، في كثير من الحالات، أقل استعدادا للقبض على مرتكبي أعمال العنف، إما للحد من الاشتباك المباشر أو لأنهم منهكون من تأمين عمليات الإغلاق.

الطب النفسي

ويري استشاريون أن المرأة هي ضحية العنف المنزلي بمجتمعنا في أغلب الحالات، هذا الرأي يؤكده الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه بدأت تظهر بعض الحالات من العنف الأسري والمشاجرات داخل المنازل ما بين الأزواج وبعضهم أو بين كبار السن وأولادهم، نتيجة طول الفترة الزمنية لتواجدهما معا داخل المنزل.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للصحة.. “ملائكة الرحمة” بين قدسية الرسالة ومواجهة الخطر

بحسب ” فرويز” فأن العنف ليس دائما يكون ضد المرأة وممكن أن يكون من المرأة ضد الزوج، ولكن بطبيعة مجتمعنا الذكوري فإن الرجل دائما له السلطة الأعلى والأقوى جسديا وصاحب الصوت العالي

“فرويز”، كشف خلال مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية، بأن بعض الناس يرون أن تواجدنا في المنزل شيء إجباري علينا وليس في مصلحتنا، وهو ما يعطي مردودا سلبيا على الإنسان وبالتالي تؤثر على الحالة النفسية والمعنوية، ما يزيد من حدة التوترية والاجتهادية بدرجة معينة عند بعض الناس، وخصوصا أنه يوجد بعض الشخصيات العصبية والتي بدأت تظهر في الصوت العالي وبعض المشاحنات.

بحسب ” فرويز” فأن العنف ليس دائما يكون ضد المرأة وممكن أن يكون من المرأة ضد الزوج، ولكن بطبيعة مجتمعنا الذكوري فإن الرجل دائما له السلطة الأعلى والأقوى جسديا وصاحب الصوت العالي.