انتشرت في الآونة الأخيرة الألعاب الإليكترونية بكثرة، وازدات شهرة بسبب جائحة كورونا التي اجبرت عدد كبير من الأسر على المكوث في المنزل فترة طويلة، فمعظم تلك الألعاب شيقة وينجذب لها الأطفال والشباب والكبار من الجنسين، تشغل وقتهم تارة، وتدفعهم لإنجاز عمل هام وتحقيق نجاح تارة أخرى، أحد أهم هذه الألعاب والذي انتشر مؤخراً لعبة”اليوجي”.
اليوجي لعبة يابانية الأصل، يعتمد جزء كبير فيها على المعلومات الحسابية، والدقة والسرعة معاً، تشترط أن يكون عمر المتسابق وقت انضمامه إلى فريق لاعبيها أن لا يقل عن 28 عام، إلا أن استطاع الطفل المصري ناجي علي الدين وهو في عامه الـ 11 أن يلتحق بجدول لاعبيها بعد أن أثبت تميزاً غير مسبوق بينهم لدرجة أن زملائه في اللعب لم يصدقوا عمره في بادئ الأمر، حتى تمكن ناجي من تسجيل ترتيب رقم 37 على مستوى العالم، حيث يبلغ عدد لاعبي اليوجي على مستوى العالم 200 لاعب فقط من جنسيات مختلفة .
الأمر الذي استفز بعض اللاعبين جعلهم يقوموا ببعض عمليات القرصنة على حسابه الشخصي، وتمكنوا من غلق الصفحة، لم يعي ناجي في بادئ الأمر السبب الحقيقي وراء ما يفعله هؤلاء، وما الذي يضرهم في تفوقه في اليوجي إلا انه عرف مؤخراً الحقيقة، وهي أن هذه اللعبة لها عائد ودخل كبير يستفيد منه هؤلاء الاشخاص من خلال تقديمهم للنصائح عبر الانترنت للاعبين المبتدئين بمقابل مادي كبير، مما يعود عليهم بعائد ونفع مالي كبير، الا ان ناجي قرر أن يقدم هذه الخدمة لكل من يطلبها منه بشكل مجاني، الأمر الذي يضرهم في رزقهم، ويقلل مما يحصلون عليه من وراء هذه اللعبة، وبالرغم من تأثر ناجي الشديد بما فعله هؤلاء الا انه لم يتوقف عن اللعب، وقرر أن يستمر فيها .
يُذكر أن الذي اخترع هذه اللعبة مهندس أمريكي، وقد تواصل مع ناجي بشكل شخصي بعد أن لاحظ تفوقه في هذه اللعبة، وتقديمه للمقالات فيها باللغة الإنجليزية ليعرض خلالها بعض الاستراتيجيات الهامة التي تفيد المبتدئين في اللعبة بشكل مجاني.
يضيف ناجي ان لعبة اليوجي اضافت له الكثير على المستوى الشخصي وجعلته مقبل اكثر على معرفة المزيد عن الثقافة اليابانية، وتعلم الشطرنج الياباني، كما اتسعت شبكة علاقاته التي مكنته من التعرف على جنسيات للاعبين مختلفين، توصل من خلال خبراته معهم ، أن افضل هذه الجنسيات على الاطلاق هي الجنسية اليابانية التي اتسمت من وجهة نظره بالجدية والنشاط والابداع، حتى انه تمنى أن يسافر اليابات في المستقبل القريب، أو يُكمل دراسته في اليابان .
تقول والدة ناجي أن أبنها لديه هوايات متعددة فبجانب عشقه لليوجي هو أيضاً عازف بيانو ممتاز يقدم بعض العروض في دار الاوبرا المصرية، بل وتمكن من تأليف بعض الموسيقى الكلاسيكية، هذا بخلاف احترافه للعبة الكونغفو، موضحة أن السبب الأساسي الذي جعل ابنها يتميز ويتفوق ويحصل على ترتيب عالمي في هذه اللعبة، هو اهتمامهم الزائد بكل هواياته وكل تطلعاته وان كانت ترفيهية في شكل لعبة يفضلها.
فوائد عديدة
يقول محمود علاء الدين أخصائي نفسي، أن الألعاب الإليكترونية هذه الفترة خصيصاً لها فوائد عديدة خاصة في ظل منع الأطفال من النزول والحركة أو ممارسة الرياضة فتشكل الألعاب الإلكترونية عامل هام في تنمية عدة مهارات لدى الأطفال والتي يأتي في مقدمتها تعزيز مهارة حل المشكلات فبعض الألعاب تعد بمثابة تدريب للدماغ، لتحسين القدرات المعرفية وتطويرها بشكل كبير، فمن منظور علمي تعمل هذه الألعاب على تحفيز الدماغ من خلال سعي اللاعب للوصول إلى مستويات أكثر صعوبة، ومواجهة تحديات كل مرحلة خلال اللعب، كما انها تساعد في تحسين مستوى الذاكرة حيث ينصح بممارسة لعب الألعاب الإليكترونية 3 مرات اسبوعياً لمدة 20 دقيقة .
أضاف علاء الدين أنه لابد الأخذ في الإعتبار اختيار الألعاب الالكترونية المناسبة بحيث يجب الإبتعاد عن الألعاب العنيفة التي ترفع معدلات العنف لدى الأطفال أو تؤثر على نشاطهم الحركي، كما لا ينبغي أن يجلس الطفل أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة في اليوم الواحد لمدة تزيد عن 20 دقيقة في المرة الواحدة حتى لا يؤثر ذلك على عينيه ومستوى رؤيته .