بعد إعلان الصين عن اهتمامها بالوضع الوبائي في إفريقيا ، وتقديم المساعدات في صورة أموال ، للاتحاد الإفريقي وجميع الدول التي ترتبط مع نظام بكين بعلاقات دبلوماسية ، وعلى الرغم من الخطاب الموجه في العلن بالمساعدات ، إلا أن مئات من الأفارقة في الصين يتعرضون للطرد على مستوى الأفراد العاديين ورجال الأعمال ، والتهمة الجاهزة هي “الإصابة بفيروس كورونا .”

sss

يؤكد الأفارقة أنهم مستهدفون تحت ذريعة “حملة الفحوصات ” المخصصة للكشف عن الوباء القاتل المعروف بـ”كوفيد -19 ” ، وقال بعضهم أنه وضع تحت الحجر الصحي الإجباري دون إخطارهم بنتائج الفحوصات الخاصة بهم .

إقرأ أيضا : كورونا في إفريقيا .. قنبلة موقوتة ..و”انفجار وبائي صامت “

ووصف أفارقة يقيمون في مدينة “جوانج زو” ، وفقا لموقع “فيس تو فيس أفريكا ” المتخصص في الشئون الأفريقية ، التطور الأخير بأنه “عنصري”.

ونقلت “بي بي سي ”  عن الطالب النيجيري تويبنا فيكتور قوله :”يتهموننا بأننا مصابون بالفيروس”.

“بعد ما دفعنا الإيجار لهم ، طاردونا لإخراجنا من المنزل ، ومنذ ذلك الحين ونحن ننام في الشارع ، ولم يتصل بنا أحد” ، حسبما قال رجل الأعمال الكونغولي لوند أوكولونج .

سجلت إفريقيا نحو 10,712 حالة إصابة بالفيروس ، شفي منهم 1,174 شخصا بينما وصلت الوفيات إلى 533 شخصا ،  وفقا لجامعة هوبكنز الأمريكية .

وتضم مدينة جوانج زو واحدا من أكبر المجتمعات الإفريقية في الصين ، ويشتري التجار الأفارقة، خاصة الذين يعملون في القطاع غير الرسمي ، معظم سلعهم من المنطقة و يرسلونها إلى قارتهم .

وأثار مسئولو الصحة المحليين مخاوف بشأن تفشي الفيروس جراء زيادة عدد الحالات “المستوردة ” أي التي وفدت على بلادهم من الخارج .

وأكد موقع ” صحرا ربيوتر ” أن السلطات الصينية بدأت تطرد الأفارقة من منازلهم والفنادق التي يقيمون فيها بناء على مزاعم تفيد أنهم يجلبون الفيروس للبلاد ، وذلك في الوقت الذي اتخذت فيه جميع دول العالم تدابير لمكافحة الوباء .

ولفت إلى أن أفارقة يقيمون في الصين يتهمون السلطات باستخدام القوة لطردهم من منازلهم ، وأنهم يرددون مزاعم بأن أصحاب البشرة السمراء هم من “يجلبون ” المرض إلى الصين ، ومن ثم لا يسمح لهم بدخول الأماكن العامة التي تضم المولات التجارية و المطاعم و المستشفيات ، مشيرا  إلى أن السلطات حثت ملاك العقارات التي يقيمون فيها على طردهم واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لتحقيق ذلك الهدف .

أفارقة بالصين : نحن مستهدفون تحت ذريعة “حملة الفحوصات ” المخصصة للكشف عن كوفيد-19 والسلطات طردتنا من منازلنا 

وجرى عقد اجتماع بين قيادات الجالية الإفريقية في مدينة جوانج زو ، ومسئولي الحكومة ، والذي تناول هذه المشكلات ولكن عمليات الطرد لا تزال مستمرة .

ويحذر خبراء الصحة من أن البلدان التي تعاني من ضعف الأنظمة الصحية قد تعاني لمواجهة تفشي المرض .

وبدأت الحكومات الأجنبية في جميع أنحاء العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في إجلاء مواطنيها من مدينة ووهان والمدن المجاورة لها في الصين وذلك في أواخر شهر يناير.

بينما ظل الآلاف من الطلاب الأفارقة والعمال عالقين في مقاطعة هوبي الوسطى عندما وصلت  الأزمة إلى ذروتها .

وتعد الصين، حاليا، أكبر شريك تجاري للقارة الإفريقية،  حيث ازدهرت العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة ، كما أصبحت موطناً لثمانين ألف طالب إفريقي، انتقل العديد منهم إلى وسط الصين، عبر برامج المنح الدراسية.

إقرأ أيضا : “صراع الحرية والبقاء”.. إجراءات محاصرة “كورونا” في قفص الاتهام

وأكد  الرئيس الصيني شي جين بينج في محادثة هاتفية مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أن الصين تقف على أهبة الاستعداد لمواصلة دعم بلدان إفريقيا في المعركة التي تخوضها ضد مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، ومساعدة القارة السمراء في تعزيز قدراتها على الوقاية من المرض والسيطرة عليه.

وأشار بينج إلى أنه عقب تفشي المرض في الصين، أعربت حكومة جنوب إفريقيا ومختلف القطاعات في البلاد- عبر العديد من الطرق- عن تعاطفها مع الصين ودعمها لها.

وأكد أن “الرفقة والأخوة” هما السمتان الأبرز في علاقة الود الخاصة بين البلدين والحزبين الحاكمين.

 قيادات الجالية الإفريقية عقدت اجتماعا مع مسؤولي حكومة جوانج زو ، ولكن عمليات الطرد لا تزال مستمرة 

وشدد الرئيس الصيني على أن الصين تدعم بقوة جهود جنوب إفريقيا في مكافحة المرض، مضيفا أن بكين تعتزم مواصلة تقديم المساعدة لجنوب إفريقيا في حدود استطاعتها وبالقدر الذي يتماشى مع حاجات جوهانسبرج، إلى جانب تشارك الخبرات مع البلد الإفريقي في مكافحة المرض والسيطرة عليه، وتعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية.

وقال بينج: “نحث المواطنين الصينيين في جنوب إفريقيا على المسارعة إلى دعم إجراءات جنوب إفريقيا في مكافحة المرض، ونتطلع إلى أن تولي حكومة جنوب إفريقيا اهتماما كبيرا لحماية سلامتهم وصحتهم وحقوقهم ومصالحهم الشرعية”.