الثورة الرقمية واحدة من القوى المحركة وراء تنمية القارة الإفريقية ، ولكنها تفتقر إلى الحماية الكافية ، في حين تتعرض البنوك بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء بشكل خاص لهجمات “سيبرانية” صارخة ، وتشمل تزوير البطاقات الائتمانية ، و”التصيد” الاحتيالي ، الذي يستهدف الاستيلاء على معلومات حساسة كأسماء المستخدمين وكلمات المرور وتفاصيل بطاقة الائتمان ( والأموال ) ، وذلك بالتنكر ككيان” جدير بالثقة” عبر اتصال إلكتروني.

sss

وترتكب  هذه الجرائم ، بحسب مجلة “افريكا ريبورت ” ومقرها باريس، بسبب النقص في أعداد الفنيين المؤهلين وضعف الاستثمار في الأمن السيبراني “أمن المعلومات “، ويقدر تكلفة الجريمة الإلكترونية بـ3.5مليار يورو في إفريقيا مقارنة بـ528 مليار يورو في جميع أنحاء العالم ، وهذا لايعني بأي حال أن إفريقيا تقدم أداء أفضل في التعامل مع تحديات الأمن السيبراني أكثر من القارات الأخرى ، فالعكس هو الصحيح وفقا لشركة “داتا بروتكت ”  التي تعمل في مجال أمن المعلومات ويمتد نشاطها إلى ما يزيد على 35 دولة ، ولديها أكثر من 500 عميل من بينهم مائة بنك في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

الجريمة الإلكترونية  تكلف إفريقيا 3.5مليار يورو مقارنة بـ528 مليار يورو في جميع أنحاء العالم.

إنهم يقومون بدراسة بيئة الأمن السيبراني لـ148 بنكا من ثماني دول أعضاء تنتمي للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (وهو منظمة إقليمية مهمتها تحقيق تكامل اقتصادي بين الدول الأعضاء، من خلال تعزيز القدرة التنافسية للأنشطة الاقتصادية في إطار سوق مفتوحة وتنافسية ومناخ قانوني ملائم ، إلى جانب دراسة حالة  ثلاثة من دول إفريقيا الوسطى ، وتضم الجابون والكونغو ، و جمهورية الكونغو الديمقراطية ، في حين أن هناك 21 بنكا شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في المسح الذي يحمل عنوان “الاحتيال المصرفي في إفريقيا جنوب الصحراء “.

وقال التقرير ، إن ما يزيد على 85% من المؤسسات المالية قدمت تقارير تفيد بأنها وقعت ضحية لهجوم “سيبراني ” واحد على الأقل ،  مما كبدها خسائر ، بينما واجه بعضها هجمات متكررة ، مشيرا إلى أن 30% من هذه الهجمات تتمثل في الاحتيال على البطاقات المصرفية ، والثلث في علميات “التصيد ” وغيرها ، حيث ترسل رسائل البريد الالكتروني بغرض خداع الناس للكشف عن معلوماتهم الشخصية.

ويتعرض عدد من البنوك الإفريقية للهجمات السبرانية ، والهجوم السيبراني هو نوع من المناورة الهجومية التي تستهدف أنظمة معلومات الكمبيوتر أو البنية التحتية أو شبكات الكمبيوتر أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية ، بينما يكون  المهاجم هو شخص أو عملية تحاول الوصول إلى البيانات أو الوظائف أو المناطق المحظورة الأخرى في النظام دون الحصول على إذن ، ويحتمل أن يكون ذلك بقصد “ضار”.

البنوك الأفريقية تواجه مجرمين محترفين ومسؤولو الأمن السيبراني كشفوا عن 6% من الحوادث فقط .

وأفاد التقرير أن الهدف الثالث الأكثر شيوعا للهجمات السيبرانية ، مسؤول عن 24% من جميع الحالات ، ويتركز في العمليات البنكية الأساسية ، وهو ما يقصد به الفيروسات والاقتحامات التي تؤثر على نظم المعلومات ، مضيفا أن البنوك تتأثر بتسريب المعلومات و سرقة الهويات و عمليات النصب من خلال تحويل الأموال و عمليات الاحتيال بالشيكات المزيفة.

من الواضح أن البنوك الإفريقية  تواجه  مجرمين محترفين ، حسب فرق عمل شركة “داتا بروتكت ” ، حيث تقدر نسبة الحوادث التي كشفها مسؤولو الأمن السيبراني بالمؤسسات المالية بـ6%.

ونبه التقرير إلى أنه الهيئات المعنية لا تكشف بشكل منظم عن الحوادث حتى في حالة ضبطها ، مما يتعذر معه تقييم تأثير الهجمات السيبرانية على القارة من الناحية المالية.

ولكن التقرير أشار إلى أن الخسائر التي جرى تقديرها للبنوك التي تصدر تقارير مالية بشأن الهجمات السيبرانية بلغت في المتوسط  770ألف يورو  على مدار السنوات  القليلة الماضية ، في حين أن محللي “داتا بروتكت “نبهوا إلى أن كل حاسب آلي يصاب بـ”البرمجيات الخبيثة ” يكلف الشركات 9 آلاف يورو في المتوسط ، محذرين من أن هذه المبالغ  يمكن أن تزيد بسرعة مالم يتم احتواء الهجوم.

وقالت 85% من البنوك التي شملها مسح “داتا بروتكت ” أنها تستثمر بما لايقل عن نصف مليون يورو سنويا لمواجهة تهديدات تستهدف الأمن السيبراني ، بينما ذكرت 50% منها أنها تستثمر ما بين 100 و 500 ألف يورو في العام.

وتوقع تقرير أورانج للدفاع السيبراني والمنشور في 2018 ، تحت عنوان ” الاستثمار الإفريقي في الأمن السيبراني ” ، أن ينمو سوق الأمن السيبراني الإفريقي من 1.5 مليار يورو في 2017 إلى ما يزيد على 2.2 مليار في 2020.