وباء كورونا (كوفيد19)، لا يتوقف عن الزحف، ضحاياه في تزايد مستمر، بلاد بأكملها دخلت في حالة حجر صحي، ولكن هناك مفأجاة وهى أن علماء يرون أن إجراء الحجر الصحي وتوقف الطيران والتنقل بين البلدان كان له التأثير الإيجابي على البيئة.

sss

وأظهرت صورا للأقمار الصناعية الصادرة عن وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضًا حادًا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وغياب غيوم الغاز والغبار فوق الصين. 

وأصاب فيروس “كورونا”، الذي ظهر في الصين منتصف نوفمبر الماضي، نحو 316 ألفا 221 شخصا حول العالم حتى اليوم الأحد،  توفى منهم 13ألف و599 شخصا، وتماثل للشفاء 95ألفا و922 حالة.

وتناقص النشاط الاقتصادي في عدد من البلدان ما أسفر عن الحد من تلوث الهواء، وأنقاذ الكثير من الأرواح التي كانت تعاني سنوياً بسبب تلوث البيئة. 

ونشرت ناسا خريطتين تظهر الأولى منهما تركيزات كبيرة من مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في بكين وبالقرب من وهان، مركز تفشي المرض، في الفترة من 1 إلى 20 يناير الماضي، وذلك قبل إطلاق إجراءات الحجر الصحي الإلزامي.

 والخريطة الثانية للفترة من 10 إلى 25 فبراير الماضي في المنطقة ذاتها لا يظهر فيها تركيزات لثاني أكسيد النيتروجين. 

وقال باري ليفرخبير من وكالة ناسا، في تصريحات إعلامية له “إن مستويات التلوث تنخفض عادة في فترة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تزامنت أيضا مع تفشي الفيروس لأن العديد من الشركات والمصانع تكون مغلقة، لكنها ترتفع عادة بعد الاحتفالات”. 

لكن هذا العام، يقول فاي ليو الباحث في جودة الهواء في ناسا، “انخفضت المستويات لفترة أطول، وساهم انخفاض إنتاج النفط والصلب، فضلاً عن انخفاض الرحلات الداخلية بنسبة 70٪ في خفض الانبعاثات، لكن أكبر قوة دافعة كانت الانخفاض الحاد في استخدام الفحم في الصين.

وتحسنت نوعية الهواء في هونج كونج المجاورة، وانخفضت البيانات الأساسية عن تلوث الهواء بنحو الثلث من يناير إلى فبراير. 

وفي 8 مارس 2020 نشر “مارشال بورك” خبير الموارد البيئية بجامعة ستانفورد، تقريرا على المدونة العالمية للأغذية والبيئة وديناميكيات الاقتصاد، وكان  أجرى فيه بعض الحسابات حول معدل الانخفاض الأخير في تلوث الهواء على أجزاء من الصين. 

وقدر “بورك” في هذا التقري عدد الأرواح التي نجت نتيجة لذلك، ووجد أنه نتيجة لشهرين من الحد من التلوث، نجا 4000 طفل دون سن الخامسة و73 ألف بالغ فوق سن الـ 70 في الصين، وبهذا خلص  إلى أن هذا الانخفاض في معدل تلوث الهواء سينقذ حياة أشخاص بمقدار يعادل 20 ضعفا من عدد الوفيات نتيجة كورونا في الصين. 

وفي نهاية التقرير طرح خبير الموارد البيئية تساؤلا هاما عما إذا كان عدد الأرواح التي نجت من هذا الانخفاض في التلوث الناجم عن الاضطراب الاقتصادي من فيروس كورونا يتجاوز عدد الوفيات من الفيروس نفسه، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الكم الهائل من الأدلة على أن تنفس الهواء الملوث يسهم بشكل كبير في الوفيات المبكرة. 

ووفقا لما ذكرته صحيفة ” ديلى ميل” البريطانية، أشارت ملاحظات الأقمار الصناعية إلى انخفاض حاد في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في أعقاب عمليات الإغلاق الصارمة في إيطاليا والصين، وهما الدولتان الأكثر تضررا من وباء كورونا حتى الأن. 

وبحسب تحليل أجراه موقع Carbon Brief المتخصص ببحوث المناخ، انخفض استخدام الطاقة في الصين بنسبة 25 في المئة على مدى اسبوعين. وربما ينتج عن ذلك انخفاض يبلغ 1 في المئة من الانبعاثات الصينية هذه السنة. 

وسجلت في الصين وإيطاليا انخفاضات كبيرة في نسبة غاز ثاني أكسيد النتروجين، وهو تطور له علاقة بانحسار استخدام السيارات والنشاط الصناعي بشكل عام.

وثاني أكسيد النتروجين من الغازات الملوثة الخطيرة علاوة على مساهمته في رفع درجات الحرارة. 

ومع توقف حركة النقل الجوي، ولجوء عدد كبير من الموظفين للعمل من المنازل حول العالم، وزيادة عدد العاملين من المنزل، فمن المرجح أن تنخفض الانبعاثات الضارة في كثير من دول العالم. 

ونشرت البي بي سي عن باحثين في نيويورك أن النتائج الأولية التي تمخضت عنها بحوثهم تشير إلى نسبة غاز أول أكسيد الكربون – الناتج بدرجة رئيسية عن استخدام السيارات، انخفضت بنسبة 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي، كما انخفضت إلى حد كبير نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب ارتفاع درجات الحرارة.  

وأوضحوا أنه ليس مفاجئا أن تنخفض نسب الغازات الناتجة عن عمليات انتاج الطاقة والنقل والمواصلات وسط تباطؤ النشاط الاقتصادي على النطاق العالمي نتيجة تفشي الوباء.