لا يهابون الموت، ويضحون بأنفسهم، لأداء رسالتهم السامية، في صراع البقاء ووأد الوباء العالمي(فيروس كورونا)، قطاع الخدمات الطبي، أو كما يحلو للبعض تسميتهم، بملائكة الرحمة، في العالم عامة وفي مصر خاصة أصبح أهم قطاع لما يشكله من مواجهة عنيفة مع كورونا، ربما يُسقط الفيروس منهم ضحايا أحيانا.

sss

ولم تكن مصادفة أن يكون احتفال هذا العام، باليوم العالمي للصحة الذي يصادف ميعاده اليوم، ليكون شعار الاحتفالية، “بعمل كادر التمريض والقبالة”، والذين تلقوا مؤخرا في بلدانهم اسمي آيات الشكر والعرفان، بينما خرجت الأيادي تحييهم من نوافذ المنازل، وأرسلت لهم رسائل عبر وسائل الإعلام، وفي الميادين، حملت معنى واحد ، أن مهمتكم  صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وما تقومون به الآن لم يشهده التاريخ الحديث من قبل، فأنتم خط الدفاع عن ما تبقي من حضارات ومجتمعات.

يوم الصحة العالمي

في عام 1948 دعت جمعية الصحة العالمية لتكريس “يوم عالمي للصحة” لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل.

في عام 1948 دعت جمعية الصحة العالمية لتكريس “يوم عالمي للصحة” لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية

وفي كل عام، يتم اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي، وجاء اختيارها اليوم، ليذكر القيادات العالمية بالدور الحاسم الذي يضطلع به هذا الكادر في الحفاظ على الصحة في العالم.

اقرأ أيضًا:دعاية وهمية..جهاز تنفس الشركة الأمريكية غير موجود بالخدمة

ويسلط يوم الصحة العالمي الضوء على الحالة الراهنة للتمريض والقبالة في شتى أنحاء العالم، لتعزيز القوى العاملة في التمريض، ووفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، فإن الهدف من الاحتفالية تحقيق الغايات الوطنية والعالمية المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة وصحة الأم والوليد والأمراض المعدية والأمراض غير السارية، بما في ذلك الصحة النفسية والتأهب والاستجابة للطوارئ وتقديم الرعاية المتكاملة للمرضى.

احتفالية هذا العام تسعي إلى تقديم الدعم في يوم الصحة العالمي، لضمان أن القوى العاملة في التمريض والقبالة تتمتع بالقوة اللازمة لحصول الجميع في كل مكان على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها.

ويصدر في يوم الصحة العالمي أول تقرير عن حالة التمريض في العالم لعام 2020، ويقدم التقرير لمحة عالمية عن القوى العاملة في مجال التمريض، مسلطاً الضوء على التخطيط القائم لتحقيق استفادة قصوى من مساهمات هذه القوى العاملة في تحسين صحة المجتمع.

وسيحدد التقرير أولويات جمع البيانات، والحوار بشأن السياسات، والبحث والتوعية، والاستثمار في القوى العاملة في مجال الصحة للأجيال القادمة، وسيصدر في عام 2021 تقرير مماثل عن القوى العاملة في مجال القِبالة، لتركيز على المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولوية في سلّم منظمة الصحة العالمية. 

ويوافق اليوم ذكرى دخول دستور منظمة الصحة العالمية حيز النفاذ في عام 1948، حيث صدر دستور منظمة الصحة العالمية، عندما صدقت 26 دولة من الدول الأعضاء الإحدى والستين بالموافقة عليه.

الصحة وحقوق الإنسان

وأصدرت الأمانة الفنية للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان التابعة لوزارة الخارجية، أمس الاثنين، تقريرين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة عن الجهود المصرية لإعمال الحق في الصحة على مستوى التشريعات والسياسات والمؤشرات الوطنية ومجابهة تفشى وباء كورونا .

وتزامن يوم الصحة العالمي هذا العام، مع وجود أزمة صحية عالمية حيث تواجه كافة دول العالم تحدياً غير مسبوق يتمثل في تفشى فيروس كورونا الذي يشكل تهديداً جسيماً للحق في الحياة وللحق في الصحة والسلامة البدنية، وسارعت السلطات المصرية على نحو استباقي لاتخاذ عدد من التدابير الاحترازية والوقائية المتدرجة ضمن خطة شاملة تتضمن أيضاً خطوات عديدة للحد من انتشار الفيروس على المستوى الوطني وللتعامل على نحو فعال مع الحالات المصابة.

بحسب تقرير الأمانة الفنية، فأن الدولة المصرية حرصت منذ بداية الأزمة على تشكيل لجنة عليا لإدارتها ولاتخاذ ومتابعة كافة القرارات والإجراءات الضرورية، وقد حظيت تلك الجهود بإشادة من منظمة الصحة العالمية

وأشادت التقارير بالبيانات الإحصائية اليومية المعلنة بشفافية من الحكومة المصرية، بشأن أعداد المصابين والمتعافين والوفيات والتي تعكس جدية أجهزة الدولة في العمل لمواجهة انتشار الفيروس والتعامل مع كافة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الحالية.

اقرأ أيضًا:

سيناريوهات التغلب على كورونا…”المستشفيات الجامعية” حائط صد جديد

وأشارت الأمانة الفنية، إلي أن الدولة المصرية حرصت منذ بداية الأزمة على تشكيل لجنة عليا لمتابعة كافة القرارات والإجراءات الضرورية، وقد حظيت تلك الجهود بإشادة من منظمة الصحة العالمية، لا سيّما في مجالات الكشف المبكر والفحص المختبري والعزل وتتبُّع المُخالِطين وإحالة المرضى.

ورغم إشادة التقرير بالجهود المصرية، إلا أنه أكد على أهمية تكاتف جهود جميع الأطراف على المستويات الوطنية والدولية للتعامل مع الموقف الحالي وضرورة تحمل الجميع المسئولية التي يفرضها هذا الظرف الدقيق وتجنب الانزلاق في اتجاه نشر أخبار ومعلومات مغلوطة وغير موثقة قد تثير البلبلة وتعيق جهود إدارة تلك الأزمة.

 كوادر التمريض في مصر

كشفت دراسة تابعة للمعهد المصري للدراسات، في عام 2019، أن عدد الممرضات المقيدات بالنقابة العامة للتمريض بلغ 220 ألف ممرضة، ويعمل منهم 185 ألف بالمستشفيات الحكومية، والباقي يعملون بالقطاع الخاص ومهاجرات للخليج وعلى المعاش، وهو ما يعني أن نسبة التسرب وعدم الممارسة (المعاش) قد بلغت 19 % تقريبا، والعجز بالتمريض يعادل 20% من احتياجات المستشفيات.

اقرأ أيضًا:

الفرار من العدوى ..”فوبيا كورونا” تحاصر أصحاب الأمراض المزمنة

عدد الممرضات المقيدات بالنقابة العامة للتمريض بلغ 220 ألف ممرضة، ويعمل منهم 185 ألف بالمستشفيات الحكومية، والباقي يعملون بالقطاع الخاص ومهاجرات للخليج وعلى المعاش

ووفقا لنقابة التمريض، فإن هناك قرابة الـ 10 آلاف ممرضة أجنبية يعملن في مستشفيات القطاع الخاص، ما يمثل نسبته 11.2% من إجمالي العاملين بقطاع التمريض في مصر، وأغلبهن من بلغاريا وأوكرانيا والفلبين، ورواتبهن تتراوح بين ١٥ و٢٠ ألف جنيه شهريًا.

وحسب تصريحات صحفية سابقة، أفاد الدكتور هشام مبروك، المتحدث الرسمي لنقابة التمريض، أن الممرضات الأجنبيات يعملن في ما يزيد على ٣٠ مستشفى خاصة بالقاهرة والجيزة، هندية وفلبينية وبلغارية وأوكرانيا، وأيضًا تتواجد الممرضات الفرنسيات والايطاليات.

ويتراوح راتب الممرضة الأجنبية داخل المستشفى الخاص، بين ١٥ و٢٠ ألف جنيه، بينما تتراوح رواتب الممرضات المصريات بنفس المستشفيات بين ٣ آلاف و٧ آلاف جنيه، وتحصل الممرضة في القطاع العام على راتب يتراوح من 1200 إلى 2000 جنيه فقط.