وجه تنظيم «داعش»، قبل أيام، توجيهات مشددة إلى أنصاره حول العالم تقضي بتجنب السفر إلى أوروبا، بسبب تحولها إلى بؤرة عالمية لوباء كورونا، واصفا القارة بـ «أرض الوباء». ووجه التنظيم لأنصاره قائمة من النصائح الطبية والدينية للتعامل مع هذه الجائحة.

sss

ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن تنظيم داعش «أصدر للإرهابيين بيانات حول كيفية تجنب الإصابة بعدوى الفيروس المميت، ونشرت قائمة تتضمن توجيهات دينية بشأن تجنب الأمراض المعدية في صحيفة (النبأ) التابعة له». وتضمنت هذه التوجيهات «عدم زيارة مناطق انتشار الوباء ومنع خروج المصابين منها، وغسل اليدين، قبل غمسهما في الإناء وتغطية الفم عند التثاؤب والعطس».

 

كما شملت التعليمات عبارات مثل «الأمراض لا تأتي من تلقاء نفسها». لكن الوصية التي تتصدر القائمة تنص على «وجوب الإيمان بأن الأمراض لا تعدي بذاتها ولكن بأمر الله وقدره»، فيما تدعو وصية أخرى إلى «التوكل على الله والاستعاذة به من الأمراض».

 

 

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي العربية والأجنبية مؤخرًا، شائعة مفادها أن صدور إعلان رسمي على الإنترنت من جهات تابعة لتنظيم «داعش»، يفيد بـ «وقف العمليات الإرهابية» بسبب تفشي الفيروس في كل مكان، وتحوله إلى جائحة عالمية، وهو الإعلان الذي نُسب إلى موقع قناة «سي إن إن» الأمريكية، غير أن القناة سارعت بنفيه بعد ذلك!

 

من جهة أخرى، وفي أحدث تقرير له، ذكر «المؤشر العالمي للفتوى» (GFI)، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن فتاوى «كورونا» الصادرة من مؤسسات رسمية شكّلت ما نسبته (40%)، فيما جاءت الفتاوى غير الرسمية بنسبة (60%)؛ ما يؤكد استغلال ذلك الحدث من قبل عنصرين: الأول هو التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لتنفيذ بعض أفكارها التي مُنعت من تنفيذها خلال الفترة الماضية، عبر ما يسمى بـ«حروب الجيل الخامس» والتي تستهدف إشاعة الفوضى ونشر الرعب والذعر والتشكيك في مؤسسات الوطن وقياداته».

المؤشر العالمي للفتوى: تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية لم تترك مجالًا إلا واستغلته لدعم فكرة الجهاد، ومحاولة كسب تأييد الشباب وتجنيدهم

قنبلة «بيولوجية بشرية»

أضاف تقرير «المؤشر العالمي للفتوى» أن «تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية لم تترك مجالًا إلا واستغلته لدعم فكرة الجهاد، ومحاولة كسب تأييد الشباب وتجنيدهم، فقد نشرت مقالات افتتاحية في العددين (220)، (223) من صحيفة (النبأ) التابعة للتنظيم الإرهابي بعنوان: «إن بطش ربك لشديد»، و«ضلَّ من تدعون إلا إياه» أظهر التنظيم خلالهما الشماتة من انتشار الفيروس، خاصة في الصين وإيران».

ووصف التنظيم «الصين» بـ«الكافرة- الحكومة المتجبرة»، وأصدر فتوى بأنهم مستحقون للعذاب في الدنيا والآخرة وأن التشفي في مصائبهم أمر محمود شرعًا حتى لو انتقل للمسلمين، كما دعم المقال فكرة الجهاد مؤكدًا أنه اختبار لإيمان قلوب المسلمين في مواجهة الكفار، كما أبدى سعادته من تفشي هذا الفيروس بمدينة «قم» الإيرانية الشيعية، ووصف أهلها بـ«السفهاء والمشركين».

ولفت المؤشر إلى ما نشرته وثيقة استخباراتية حديثة لوزارة الداخلية العراقية جاء فيها: «إن تنظيم داعش الإرهابي يسعى إلى تجنيد عناصره المصابين بفيروس كورونا، ونشرهم في عموم محافظات العراق، لا سيما في المحافظات الجنوبية والمزارات الدينية الشيعية واستخدام هؤلاء المصابين كقنبلة بيولوجية بشرية».

وتحليلًا لما سبق، أوضح المؤشر أن «استخدام تنظيم داعش الإرهابي لعناصره لنشر الفيروس يعكس ما يعانيه قادة التنظيم من الضعف في الأسلحة والأفراد؛ ما جعلهم يلجئون لأساليب تعويضية تمكنهم من المواجهة والاستمرار ومواصلة الظهور على الساحة، كما تكشف عن عقلية معقدة وعقيمة تصطدم بالشرع التي تدعي الدفاع عنه وذلك بقبولها إصابة الأبرياء من المسلمين وغيرهم بهذا الفيروس».

من جانبها، ذكرت صحيفة «جيروزالم بوست»، في تقرير لها نشرته 17 مارس الحالي، أن التنظيمات الإرهابية؛ لا سيما «داعش»، و «القاعدة»، وحركة «الشباب» الصومالية، هي الأكثر تضررًا من الفيروس الذي ضرب أكثر من 153 دولة حول العالم.

وقالت الصحيفة إنه لا توجد إحصائيات حول كيفية تأثير الفيروس على أنصار «داعش»، لأن التنظيم الإرهابي لن يصدر أبدًا بيانات سلبية في هذا الصدد، وليست لديه اتصالات بالمجموعات الدولية مثل «منظمة الصحة العالمية» أو العالم المتحضر. لكن أمر «داعش» الأخير المفاجئ لأتباعه بالبقاء بعيدًا عن أوروبا، لا يعني فقط أنه يخشى إصابتهم في المستقبل إذا ذهبوا إلى هناك، ولكن من المحتمل أن شبكاته تضررت بالفعل، لكن أتباعه يميلون إلى العزلة وربما يتجاهلون مخاطر العدوى، ويحظرون قبول المساعدة الطبية في الدول المضيفة، لأن وجوههم مدرجة بالفعل في قوائم المطلوبين.

 

وقالت الصحيفة إن تفشي فيروس «كورونا» بدأ في الظهور في الصومال؛ حيث تسيطر جماعة «الشباب» المسلحة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» على أجزاء كبيرة من البلاد. ورجحت أن تتأثر عناصر هذه الجماعة الإرهابية بشكل أقوى من المناطق الأخرى، بسبب نقص المساعدة والاتصالات مع «منظمة الصحة العالمية» والدول الغربية الأخرى التي يمكنها المساعدة.

ينطبق الشيء نفسه على الأرجح على تنظيم «القاعدة» بشكل عام في أي بلد تحاول فيه السيطرة على الأراضي والاختلاط مع عدد أكبر من السكان. لكن الأذرع الوحيدة للقاعدة التي لم تتأثر بشدة أكثر من نظيراتها كانت في المجتمعات الغربية، فربما لم تتعرض للإصابة خلال المرحلة الأولية، حيث أسهمت عزلتها الشديدة في جعلها أكثر حصانة من العدوى.

اتهامات بـ «الإرهاب الدوائي»

واجهت الولايات المتحدة اتهامات بممارسة نوع جديد من «الإرهاب» ضد  إيران على خلفية وباء كورونا، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن «الإرهاب الدوائي الأمريكي» حال دون اتخاذ موقف فاعل لمواجهة وباء كورونا العالمي.

وأضاف «ظريف» في تصريحات لصحيفة «فوليا دي ساو باولو» البرازيلية 21 مارس، أن «إيران دولة غنية إلا أننا لا نمتلك بفعل الحظر الموارد اللازمة لتقديم الخدمات للمتضررين وحتى لو كنا نمتلك القدرة المالية على ذلك فإن الحظر يحول دون شراءنا للأدوية والمعدات». وتابع «أوقفت الشركات الأوروبية المنتجة للأجهزة الطبية تجارتها معنا بسبب التهديدات الأميركية ولا تبيع لنا المستلزمات الطبية». كما أشار إلى أنّ الإرهاب الاقتصادي والعلاجي الممارس من قبل الولايات المتحدة ضد إيران يتخذ أشكالا عديدة، وأن هذه الإجراءات تعتبر «جرائم ضد الإنسانية من وجهة نظر القانون».

 

على الناحية الأخرى، وجهت الصين اتهامات بـ «الإرهاب السياسي» للولايات المتحدة على خلفية انتشار فيروس كورونا في العالم. قالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن بعض الساسة الأمريكيين يستخدمون فيروس كورونا كـ «سلاح لتشويه الصين».

واتهم تقرير للوكالة الصينية مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، ووزير الخارجية مايك بومبيو بنشر فيروس سياسي واستخدامه للتهوين من شأن الصين.

وهاجم التقرير الساسة الأمريكيين الذي يطلقون على الفيروس اسم «فيروس ووهان» أو «الفيروس الصيني»، متهمًا واشنطن بالكيل بمكيالين فيما يتعلق بتقييم إجراءات العزل في مدينة ووهان، وهي بؤرة الفيروس الذي ظهر في ديسمبر من العام الماضي، مقارنة بنظيرتها للعزل الذي فرضته إيطاليا في الآونة الأخيرة. وأضاف التقرير أن جهود الولايات المتحدة في التعامل مع حالات الإصابة بالفيروس لديها تعرضت لانتقادات واسعة.

ــــــــــــــــــــــــــ

المصادر: