التأثير السلبي لفيروس “كورونا”، على مناحي الحياة، لم يمنع خبراء الأزياء والمهتمين بعالم الموضة، من تطويع الأزمة، لابتكار سبل دعاية جديد، لتبصح الكمامة الطبية أحدث صيحات الموضة.

وأصاب فيروس “كورونا”، الذي ظهر في الصين منتصف نوفمبر الماضي، نحو 282 ألفا و868 شخصا حول العالم،  توفى منهم 11 ألفا و545، حتى ظهر اليوم، وتماثل للشفاء 93 ألفا و510 حالات.

ولم يُثن، “كورونا”،  النساء عن ملاحقة أحدث صيحات الموضة، رغم ما يشكله ذكر اسمه من قلق وذعر حول العالم، فحرص مصممو الأزياء على أن يكونوا ضمن قائمة تسخير هذا الحدث،  وكانت الكمامة صاحبة الحظ الأوفر في عروض الأزياء وتصاميم العام الجديد والتي افتتحها أسبوع الموضة في باريس.

ولكن تسبب “كرورنا” بخسائر باهظة في مجال الموضة بالعالم، وتعد الصين موطن ظهور الفيروس،  المورد الأول للنسيج على الصعيد العالمي.

ظهرت الكمامات على مسارح عروض الأزياء، وتعددت أشكالها واستخداماتها وشملت الكمامات “السواريه، وكان اللافت ظهورها مع فساتين الزفاف، وجرى تصميم أول كمامة لفستان زفاف بتوقيع المصمم المصري، “سامو هجرس”، الذي صمم كمامة بيضاء مطرزة باللولؤ ومصنوعة من “الدانتيل”، وقال “إن تصميمه يحظى بطلب كبير من قبل المعجبين”.

أسبوع الموضة في لندن وميلانو، تأثر أيضا بـ”كورونا”، وقدم المصمم العالمي”جورجيو أرماني”، عرضه من دون جمهور بهدف حماية فريق عمله وزواره من إمكانية انتقال العدوى إليهم، في الوقت الذي سجلت فيه إيطاليا نسبا مرتفعة من الإصابات.

 

عروض عالمية بالكمامات

ونع ” كورونا”،  من الكمامة اكسسوارا أساسيا يكمل الإطلالات لعارضات الأزياء ونجمات العالم، وأخرج المصممون اشكالا مختلفة.

وفى باريس، أواخر الشهر الماضي، ارتدت عارضات ثيابا من مجموعة الملابس الجديدة مع أقنعة وجه ملائمة لها، ومصممة هذه المجموعة هي الفرنسية مارين سيري، ووصف “بيت الأزياء، تصميماتها بـ”أقنعة مضادة للتلوث”.

وحرصت الفنانة الإمارتية “أحلام”، تماشياً مع الحدث، على نشر صورة لكمامة طبية مرصعة بـ  «الماس»، واختارت مصممة الأزياء الأردنية، سامية الزقلة، طريقة خاصه للترويج لأعمالها التي اشتهرت بتزينها جميعها بـ «الاسترس» وهو ما فعلته بالكمامات، التي يستغرق تزيين الواحدة منها ثلاثة ساعات، مؤكدة فيى تصريحات صحفية لها أنها لاقت إعجابا كبيراً من المشاهيرالذين حرصوا على نشر صوراً لهم، مثلما فعلت الفنانة مي الحريري، بكمامة الاسترس.

 

“التاتش المصري”

سعى تجار في مصر للترويج لكمامات غي الكمامات العادية، مصنوعة من التريكو والجلد والقماش، وأخرى سواريه للخروج المسائى، ولم ينس بعض التجار صناعتها من الجلد لتناسب الحيوانات الأليفة التى يخشى عليها  البعض من فيروس كورونا، أو أن تتحول إلى مصدر لنقل العدوى.

وأطلقت الكثير من مصانع المستلزمات الطبية، ومحلات مستحضرات التجميل خدمات لبيع كمامات خاصة للأطفال، كذلك على الأسواق الإلكترونية.

وشهدت الكمامات، أشكالا ً مختلفة مثل “الكمامة الصوف”.

علاقة الموضة بالصحة

وتقول دراسة حديثة حول المظهر الوظيفي الاستشرافي “لما بعد الكارثة”، أو في زمن الوباء، والذي روجته كبري شركات الموضة، وكذلك نجما البوب العالميين بيلي إيليش وأريانا غراند، إلى أن أقنعة الوجه هي “قطع وقائية متوفرة لا تعرض أناقتك للخطر”، وتعرض صور خيارات لأقنعة وجه فاخرة تباع في المتاجر البريطانية.

وفي قصة بعنوان “5 طرق لتفادي الفزع بسبب فيروس كورونا”، قدمت مجلة ” فوغا” البريطانية،نصائح حول كيفية المحافظة على راحتك “والبقاء هادئا ومواصلة حياتك”،وفيما يتزايد القلق حول الصحة العامة، قدمت ماركة الأزياء الراقية نصائح للمحافظة على الصحة، والتخلص من التوتر، مثل “عزز نظافة يدك”، مع اقتراح صابون فاخر “لجعل المهمة أكثر متعة”.

استغلال الوباء

قالت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، إن الناس يشترون أقنعة الوجه وغيرها من المعدات ما يؤدي إلى نقص المعدات الواقية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، الأمر الذي يعرض الأرواح للخطر من فيروس كورونا المستجد وغيره من الأمراض المعدية.

كما عدل موقعا التجارة الإلكترونية “إيباي” و”أمازون” قواعدهما المتعلقة بالسلع ذات الصلة بفيروس كورونا، وفي إشعار للبائعين يوم الجمعة، قالت “إيباي” إنها تحظر جميع مبيعات أقنعة الوجه الطبية، ومعقم الأيدي، والمناديل المطهرة في محاولة لوقف ارتفاع الأسعار.

وأزال موقع “إيباي” بالفعل أكثر من ألفي منتج لعرض أصحابها مزاعم لم يتم التحقق من صحتها تتعلق بفيروس كورونا، كما قامت “أمازون” بإزالة قوائم الجهات الخارجية التي رفعت بشكل كبير أسعار معقمات اليد وأقنعة الوجه الطبية.

واستغلت بعض الصفحات نقص الكمامات وأدوات التطهير من الأسواق، وروجت لأحد الكمامات المكافحة لفيروس كورونا، كما أطلقوا عليها، وأن خدمة التوصيل مجانًا، حتي انتهاء الإجراءات الاحترازية من البلاد.