رصدت تقارير إعلامية تزايد حالات العنصرية تجاه الآسيويين في الكثير من دول العالم، مؤخرا، بسبب بسبب فيروس كورونا، وإطلاق مصطلح جديد وهو “الكورونوفوبيا”.

 ولاية كاليفورنيا كانت من أولي البلدان التي لاحظت وحذرت من خطورة هذا الأمر، عقب تفشي الفيروس في عدد من بلدان العالم، الولاية اعتبرت أن المنشورات المزيفة التي تحذر من تناول الطعام في المطاعم الآسيوية الأمريكية، بسبب فيروس كورونا، جزءا من سلسلة الحوادث العنصرية الأخيرة المرتبطة بتفشي المرض.

مدينة لوس أنجلوس الأمريكية أيضًا شهدت واقعة تنمر بحق طالب أسيوي، بعد أن اتهمه بعض الأشخاص بأنه يحمل المرض وضربوه بشدة، الأمر الذي دعا مسؤولون في سلطات لوس أنجلوس الإعلان في مؤتمر صحفي، إن “القلق والتضليل المرتبط بالفيروس قد أديا إلى التحيز ضد كل ما هو أسيوي “.

“الكورونوفوبيا” مصطلح جديد، ابتدعه البعض لتجسيد حالة الخوف، من كل ذوي الملامح الأسيوية، والتي تصل إلى حد العنصرية، في خلط واضح بين المكان الذي انتشر منه فيروس كورونا المستجد وهو الصين، وكل من هو صيني، أو يحمل ملامح آسيوية، رغم فساد الربط والاستنتاج وعدم منطقيته.

“الكورونوفوبيا” مصطلح جديد، ابتدعه البعض لتجسيد حالة الخوف، من كل ذوي الملامح الأسيوية، والتي تصل إلى حد العنصرية، في خلط واضح بين المكان الذي انتشر منه فيروس كورونا المستجد وهو الصين، وكل من هو صيني

بينما رصد تقرير لـ “بي بى سي عربية ” ما سمته بـ ” التعليقات الفاضحة”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأصحاب حسابات من العالم العربي، والغربي أيضًا، وهي تحمل إساءات لآسيويين، في ربط يتسم بالجهل، بين منطقة كانت بؤرة لانتشار الفيروس لظروف بعينها، وأبناء هذه المنطقة أو من يشبهونهم في ملامحهم حتى لو كانوا يعيشون في بقعة أخرى من العالم.

ورغم أن الظاهرة تبدو عالمية، حدثت وتحدث في العديد من المدن حول العالم، إلا أن البعض من المثقفين في العالم العربي، عابوا على من انساقوا وراء تلك الموجة التي تتسم بالشعبوية من أبناء المنطقة العربية، التي كان أبناؤها يدينون دوما، ظاهرة “الإسلامفوبيا”، حين تحدث في الغرب، قائلين إنهم في ممارساتهم تلك، ينسفون كل ما أسسوا له من انتقادات لمن يمارسون “الإسلاموفوبيا”.

ربما عزز من تلك المخاوف، ما نشره طالب صيني، يدرس في الجامعة اللبنانية، لفيديو مصور، حقق انتشارا كبيرا، يتحدث فيه بعربية فصحى، عن معاناته من الممارسات العنصرية في الشارع اللبناني، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.

الطالب الذي اختار اسما عربيا هو أمير وانج، حكي كيف أن الأمر وصل إلى حد شتمه، وكيف أنه يشعر بالألم، من الذين يلاحقونه من اللبنانيين في بيروت، أو صيدا، واصافا من يقومون بهذه الممارسات، بأنهم “معدومو الضمير والإنسانية”، ويبدي وانج أسفا للتغير الذي طرأ على تعامل اللبنانيين معه، فبعد أن كان يشعر بأنهم أهله وعائلته، صار يشعر بالأسى لاجتنابهم له.

التقرير أشار إلى أن ما اصطلح على تسميته بظاهرة ” الكورونوفبيا”، والتي تتزايد مع انتشار وتوسع وباء الكورونا المستجد، في أنحاء مختلفة من العالم، لا تبدو ظاهرة عربية فقط، إذ أن التقارير تتوالى عن حوادث مشابهة في عدة بلاد غربية رغم ما ترفعه تلك البلاد من شعارات مناوئة للعنصرية.

وبفعل العنصرية التي اثارها فيروس كورونا، تجاه ذوي الملامح الآسيوية، أسس شاب آسيوي في فرنسا بصحبة مجموعة من رفاقه من الشباب الآسيويين، وسما على تويتر للإعراب عن غضبهم، تجاه ما يلاقونه من ممارسات، بفعل ربط جاهل بين سحنتهم، وبؤرة انتشار فيروس كورونا.

وتلخص تغريدة لهذا الشاب عبر وسم “لست فيروسا”، مدى الإحساس بالألم، إذ يقول” الخوف من انتشار فيروس كورونا تحول إلى رهاب، فبمجرد ذكر هذا الفيروس يتبادر إلى الذهن أن جميع الآسيويين مصابون به. كمواطن فرنسي من أصول آسيوية، لم أزر الصين في حياتي، أنا أيضا عرضة للإصابة به كغيري من البشر. أنا لست فيروسا، كفوا عن العنصرية”.

تناقل مغردون في كندا ونيوزلندا، تقارير تفيد بتعرض أطفال من أصول آسيوية للتنمر في المدارس، وفي الولايات المتحدة، اعتبرت ولاية كاليفورنيا أن المنشورات

الأمر لم يقتصر على فرنسا، بحسب التقرير، فقد تناقل مغردون في كندا ونيوزلندا، تقارير تفيد بتعرض أطفال من أصول آسيوية للتنمر في المدارس، وفي الولايات المتحدة، اعتبرت ولاية كاليفورنيا أن المنشورات المزيفة، التي تحذر من تناول الطعام في المطاعم الآسيوية الأمريكية، بسبب فيروس كورونا، هي جزء من سلسلة الحوادث العنصرية الأخيرة المرتبطة بتفشي المرض.

السفارة الصينية في برلين، رصدت تزايدا في وقائع العداء ضد مواطنين صينيين في ألمانيا، بسبب تفشي فيروس “كورونا”، وأوضحت السفارة أنه تم التواصل على الفور مع الشرطة، عقب تعرض صينية لاعتداء في برلين، مضيفة أنها “تدخلت لدى وزارة الخارجية الألمانية، للمطالبة بإجراءات ضرورية، لضمان أمن المواطنين الصينيين وحقوقهم المشروعة وكرامتهم.

 

 العنصرية..تمييز عرقي

العنصرية (أو التمييز العرقي) هي الاعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس ، أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما – بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق – وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا.

تعريف العنصرية تغير عبر الزمن، وأن التعريفات الأولى للعنصرية اشتملت على اعتقاد بسيط بأن البشر مقسمون إلى أعراق منفصلة

كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية. وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي.

ولكن هناك بعض الدلائل على أن تعريف العنصرية تغير عبر الزمن، وأن التعريفات الأولى للعنصرية اشتملت على اعتقاد بسيط بأن البشر مقسمون إلى أعراق منفصلة، ويرفض معظم علماء الأحياء، وأخصائيو علم الإنسان وعلم الاجتماع هذا التقسيم مفضلين تقسيمات أخرى أكثر تحديدا، أو خاضعة لمعايير يمكن إثباتها بالتجربة، مثل التقسيم الجغرافي، الإثنية، أو ماضي فيه قدر وافر من زيجات الأقارب.