نشأت جماعة «كو كلولكس كلان» الإرهابية عام 1865، على شكل «منظمة أخوية» من المسيحيين المؤمنين بمذهب البروتستانت، وكانت تؤمن بالتفوق للبيض، ومعاداة السامية والعنصرية، ومعاداة الكاثوليكية، وكراهية المثلية الجنسية، وتستخدم أبشع أنواع العنف والإرهاب من أجل تحقيق أهدافها العنصرية.
sss
كانت المهمة الرئيسية التي قامت من أجلها الجماعة، آنذاك، هي محاربة سياسة تحرير العبيد الأفارقة، بعد الحرب الأهلية الأمريكية وبدء تحرير الأفارقة من العبودية، فضلا عن مقاومة عملية إعادة هيكلية المجتمع الأمريكي بشكل عام.
ومارست نشاطها العنصري في البداية على استحياء حتى عام 1920، حين بدأت تمارس أعمالها في العلن، من اضطهاد واستهداف وقتل للأمريكيين من أصل أفريقي علنًا. ووصلت الجماعة إلى القمة في عام 1924، حيث بلغ عدد أعضائها آنذاك 6 مليون عضو، حتى بدأت تتراجع شعبيتها في السبعينيات من القرن الماضي، وانخفض عدد مؤيديها من الأمريكان إلى مئات الآلاف.
نفذت الجماعة التي يعتبرها الكثيرون «داعش أمريكا»، عمليات إعدام بالشنق دون محاكمة في الثلاثينيات من القرن الماضي، إضافةً لأنواع مختلفة من أساليب التعذيب التي مورست بحق المناهضين لها خاصةً من الأمريكان الأفارقة، وسرعان ما طوَّرت أساليب تعذيب وترهيب شنيعة استهدفت السود لبث الذعر في أوساطهم وإثبات هيمنة الأمريكي «الأبيض على الأسود».
كان أعضاء الجماعة يمارسون طقوسهم في الغابات، مرتدين رداءا أبيض وغطاء رأس مخروطي لا يظهر منه إلا أعينهم، ويقومون بحرق جذوع أشجار مشتعلة على شكل صليب ضخم، ومن ثم الالتفاف حوله، وترديد شعارهم «لأجل الله، والقومية، الصليب هو منارتنا في الطريق، فهو أيقونة الدين والأمل والحب، لنكون على خطى المسيح، الذي طهّر الأرض من الظلام».
اقرأ أيضًا: «الإرهاب» في العالم (ملف)
قتل مارتن لوثر كينج
ورغم أن عدد جرائم الجماعة لن يُعرف أبدًا، ارتكبت «كو كلوكس كلان» كثيرا من الحوادث العنصرية، لكن الحادث الإرهابي الأكثر شهرة، هو اغتيال الناشط الزعيم المدافع عن حقوق السود في أمريكا، مارتن لوثر كينج عام 1968 على يد أحد أعضاء الجماعة، يُدعى «جيمس إيرل راي» الذي حكم عليه بالسجن 99 عاما، ومات في السجن عام 1998.
حتى الآن، يتم الإعلان عن فصل أفراد من الشرطة، بعد انكشاف صلتهم بهذه الجماعة، منهم من يكون قد خدم في الشرطة لمدة 20 عاما كاملة قبل أن يتم اكتشافه أو اتخاذ قرار بفصله.
خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، أعلنت الجماعة المفترض أنها محظورة قانوناً، عن تأييدها الكامل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أثار الكثير من الأقاويل حول عنصريته، سواء داخل البلاد أو خارجها. وقال قائد سابق في الجماعة الإرهابية، يدعى ديفيد ديوك إن «ليلة فوز ترامب أكثر الليالي إثارة في حياتي.. نعترف بأن شعبنا ساعده في هزيمة هيلاري كلينتون».
يعتبر أعضاء الجماعة في الوقت الراهن عهد «ترامب» فرصة ذهبية لهم، فهو، من منحهم الحق في إبداء الرأي بمنتهى الحرية، ليثبت أن منهج هذه المنظمة الفكرية مازال موجودا في الشعب الأمريكي، وأنها لم تمت بالفعل، وأنها إذا وصلت إلى الساحة السياسية، فسيكون لها القدرة على التأثير الثقافي بالنسبة لبقية الشعب الأمريكي، حيث يرى أعضاء هذه المنظمة أن الحل هو سيطرة حركتهم على المجتمع، والمحافظة على أمريكا من المهاجرين واللاجئين أيًا كانت جنسياتهم وأعراقهم.
مصادر
هل سمعت بجماعة كو كلوكس كلان KKK الغامضة؟
تتخفّى وتقتل المسيحيين في أمريكا منذ عام 1865.. تعرف على جماعة «كو كلوكس كلان»
إمبراطورية الكراهية: كو كلوكس كلان وبداية العنصرية الدموية في أمريكا