قدمت المتاحف الصينية أكثر من ألفي مشروع من المعارض حول التاريخ والآثار والعلوم الطبيعية ، وبدأت هذه المتاحف والأجهزة عرض الآثار الثقافية على الإنترنت، ما يجذب كثيرا من الزوار كل يوم وأصبح التمتع بالآثار والمشاركة في المحاضرات الثقافية العامة على الإنترنت وسيلة حياة جديدة في هذه الفترة الحرجة، في الوقت الذي أعلنت فيه الكثير من الأجهزة الثقافية والمتاحف إغلاقها مؤقتا بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) في الصين.
sss
ويعتبر التحكم بالوباء والسيطرة على انتشاره مهمة خطيرة تواجه الصين والعالم كله غم ذلك، في هذه الفترة، في حين شددت الحكومة الصينية على أهمية الارتقاء بجودة حياة الشعب الصيني ووضعه الروحي ، حيث تلعب الثقافة دورا كبيرا لرفع الحالة المعنوية وتخفيف حدة القلق .
معارض على الانترنت
أصدرت مصلحة الدولة للآثار إعلانا بشأن تشجيع المتاحف الصينية على تقديم خدماتها على الإنترنت ليتمكن الزوار من التمتع بالآثار الثقافية الجميلة بدون الخروج من منازلهم ، حيث أطلقت المصلحة ، وفقا لـ”شبكة الصين ” ، منذ أول فبراير 50 معرضا وقدم متحف المدينة المحرمة معرضين، معرض المعالم الكاملة في المدينة المحرمة ومعرض الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة فيها.
وبدأت ثلاثة متاحف في ووهان بمقاطعة هوبي تقديم معارض حول تاريخ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في ووهان، وتاريخ تطور بنود ضوابط الحزب الشيوعي الصيني وثورة شينهاي في عام 1911.
وفي الوقت نفسه أطلقت كثير من الأجهزة الثقافية والمتاحف مختلف المقالات ومقاطع الفيديو على موقعها مع هاشتاج ” موعدك في المتحف” مما يسمح للمتابعين التمتع بالآثار الثقافية على الإنترنت وهم في منازلهم.
و قدم 139 حسابا للأجهزة الثقافية الصينية 2317 تغريدة حول التمتع بالآثار الثقافية على الإنترنت، الأمر الذي جذب أكثر من خمسين مليون مرة من القراءات.
المدينة المحرمة والحزب الشيوعي
وبالضغط على زر “استكشاف سحر المدينة المحرمة” على الشاشة، تظهر صور قصر تايخه، وقصر ونهوا، وقصر تسينينغ، و قاعة يانغشين وقصر تشياتشينغ.
وعندما تضغط على زر “التمتع بمناظر الثلوج في المدينة المحرمة” تظهر على الشاشة صور المدينة المحرمة في الثلوج ويمكن تغيير المنظر حسب الرغبة ،لتتمكن من التمتع بجمال المدينة المحرمة بكل سهولة.
وفي المتحف التذكاري للموقع الأصلي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في ووهان، يمكن للجمهور مشاهدة الصور ومقاطع الفيديوهات التي تحكي كيفية قيادة الحزب الشيوعي الصيني ثورة الصين في ووهان في القرن الماضي.
وفي الجناح الرقمي لمتحف تاريخ ضوابط الحزب الشيوعي الصيني، يمكن للزائر أن يبحث عن أي قصة تعجبه أكثر في صفحة الموقع وبإمكان الزائر متابعة الشرح الصوتي ومختلف الصور لمعرفة تاريخ وضع بنود ضوابط الحزب الشيوعي الصيني.
أما في متحف ثورة شينهاي في عام 1911، فبإمكان الجمهور الدخول إلى القاعات بالتتابع على الإنترنت وفقا للشرح الصوتي.
أشارت الإحصاءات الأولية لمصلحة الدولة للآثار أن المتاحف الصينية قدمت أكثر من ألفي مشروع من المعارض حول التاريخ والآثار التاريخية، والعلوم الطبيعية لتلبية حاجات المشاهدين.
دورات تعليمية
قدمت وزارة الثقافة والسياحة الصينية الخدمات الثقافية العامة على الإنترنت و”نصائح السفر”.
وأصبح بإمكان الجماهير التمتع بالمعارض على الإنترنت والمشاركة في المحاضرات العامة التي تنظمها المكتبة الوطنية والبحث على النصائح المعنية قبل السفر، وذلك لسد متطلبات الجماهير، تقدم الأجهزة المعنية سلسلة من الخدمات العامة أيضا، مما يحصل على تقدير عال بين الجماهير.
فهناك على سبيل المثال برنامج صوتي باسم المعرض الموضوعي الثقافي لـ”تاريخ الممالك الثلاث ” على الحساب العام “المتاحف في إذنيك” على تطبيق ويتشات.
وصارت المحاضرات العامة المتعلقة بالمتاحف على الإنترنت من الأعمال الجديدة في هذه الظروف .
كما تعاونت مصلحة الآثار بمقاطعة سيتشوان مع الأجهزة التعليمية والاجتماعية لتحسين وإثراء محتوى ” نظام التعليم التفاعلي للنشء حول ثقافة تيانفو”.
ويقدم الحساب العام “المتاحف في العطلة” على تطبيق ويتشات، مائتي حلقة حول المتاحف الصينية والأجنبية بدون مقابل، مما يقدم موارد الدراسة الممتازة للجماهير وخاصة الطلاب في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.
و أكد خبراء أن الدورات التعليمية على الإنترنت ستدفع تطبيق إنجازات تطور الجيل الجديد من تكنولوجيا الإنترنت على نشر الثقافة الصينية التقليدية المتميزة ، مما يساعد على دمج الحضارات التقليدية والحديثة.
ويعتبر استخدام التكنولوجيا الجديدة بصورة جيدة، ونشر الطاقة الإيجابية مبدأ أساسيا يجب اتباعه في تطوير الخدمات الثقافية على الإنترنت، حاليا وعلى المدى الطويل.
أقرأ ايضا “أندونيسيا تطلق ” مبادرة المتطوعين” لمجابهة كورونا”
الفن ضد الوباء
طفق الفنانون يطلقون بسرعة أعمالا فنية حول مكافحة الوباء لنشر الطاقة الإيجابية عبر منصات وسائل الإعلام.
قدم بعض الفنانين في مقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين، سلسلة من الأعمال الفنية وقاموا بنشرها على الإنترنت، مثل أعمال المقصوصات المتميزة التي تجسد أشخاصا يرتدون الكمامات، ودمى مصنعة من العجين مرتدية الملابس الواقية.
وتساعد هذه الأعمال الفنية التي تتعلق موضوعاتها بمكافحة الوباء على تعزيز ثقة الجماهير وزيادة معلوماتها حول هذا الوباء.
أما مركز الفنون للجماهير في مدينة جينتشو فقد قدم بعض الأعمال الفنية على حسابه العام في تطبيق ويتشات وبلغ عدد المشاهدات أكثر من مائة ألف مرة في اليوم الواحد.
كما أصدر بعض المطربين أغان جديدة لتعزيز ثقة الجماهير في مكافحة الفيروس ، منها أغنية “أبناء ووهان” تعبر عن قلق الشعب الصيني الشديد على أبناء ووهان، وأطلق بعض الحائزين على “جائزة زهرة البرقوق” من فناني الأوبرا الصينية مقاطع جديدة لأوبرا قوانغدونغ لتشجيع ووهان والصين.
وكذلك قدمت مجموعة الأفلام بشانغهاي العديد من أفلام الرسوم المتحركة لنشر الوعي حول الطريقة الصحيحة لغسل اليدين وإرتداء الكمامة وغيرهما من الإجراءات لمكافحة الوباء، فيما قام كاتب مسرحي من مسرح الفنون للأطفال بتقديم مسرحية للأطفال ليساعدهم على الفهم والتفكير بصحتهم وحياتهم في هذه الفترة والظروف الخاصة.
