مع تصاعد أزمة فيروس كورونا في العالم، يزداد الاعتماد علي الجيوش لمساعدة القطاعات المدنية في مواجهة الأزمة، وانطلاقا من دورها الريادي في حماية الوطن والحفاظ علي سلامة المواطنين، بادرت القوات المسلحة بتوزيع كمامات بالمجان على ركاب المترو والقطارات، في إطار جهود الدولة لمواجهة الأزمة، والتي أثارت ضجة واسعة، جاءت بين الإعجاب التساؤل .

sss

و نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم للقوات المسلحة، على الـ “فيسبوك”، في بيان لها، أن القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت أوامرها لهيئة الإمداد والتموين بتوفير الماسكات الطبية الواقية وتوزيعها على المواطنين مجانًا بالأماكن العامة والميادين الرئيسية ومحطات مترو الأنفاق الرئيسية ومواقف النقل الجماعى والتى يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين.

ووزعت القوات المسلحة، أمس الأحد، كراتين كمامات طبية على مكاتب تذاكر محطتى مترو الشهداء وأنور السادات لتوزيعها مجانا على الركاب مع التذاكر، بحيث يتم توزيع كمامة على كل تذكرة، ويستمر توزيع الكمامات لحين نفاذ الكميات التى وزعتها القوات المسلحة على محطات المترو.

ومنذ بداية انتشار أزمة كورونا بمصر، افتتحت القوات المسلحة خمسة خطوط إنتاج جديدة ومطورة للماسكات الطبية التنفسية وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية بإنتاج يومى يصل إلى 100 ألف ماسك وتوفيرها للمواطنين فى ظل خطة الوقاية الشاملة التى تنتهجها الدولة لمواجهة تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا .

مترو الأنفاق

في أوائل الشهر الماضي، أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل وصيانة مترو الأنفاق، اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا القاتل، من حيث تعقيم القطارات والمحطات، ومكاتب الإشتراكات، ومنافذ بيع التذاكر، وزيادة الوحدات الإسعافية بالمحطات، لعلاج الحالات المشتبه بها.

وقال أحمد عبدالهادي، المتحدث الرسمي باسم شركة مترو الأنفاق، إن حركة مسير القطارات بالخطوط الثلاث، تسير بصورة منتظمة، ولا يوجد ما يعوق سيرها، و أن الشركة اتخذت إجراءات احترازية عديدة لمواجهة الفيروس،  حيث طهرت وعقمت القطارات، ومكاتب الاشتراكات والمحطات، موضحا أنه لا يوجد أى قرارا رسميا بوقف رحلات المترو حتى الآن.

وأشار متحدث مترو الأنفاق إلى أن الخطوط الثلاثة للمترو تتضمن 20 نقطة إسعاف بمختلف الأرصفة لتقديم الإسعافات الأولية لأي حالة طارئة يشتبه في إصابتها بكورونا.

و طالب المهندس كامل الوزير، وزير النقل، في بداية الشهر المنصرم، قيادات المترو بتوزيع كمامات طبية على الركاب حفاظًا على سلامتهم ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة أزمة كورونا.

الإنتاج الحربي

وخلال أزمة نقص المسلتزمات الطبية والمطهرات التي شهدتها الأسواق المصرية، مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، أعلنت وزارة الإنتاج الحربي، إنها بدأت “تنفيذ خطة طموحة لإنتاج المُطهرات والمنظفات وطرحها في الأسواق خلال الفترة المقبلة، وذلك إسهاما من الوزارة في مواجهة الارتفاع غير المُبرر الذي شهدته الأسواق المصرية مؤخرا”.

وكشف رئيس مجلس إدارة شركة المعصرة للصناعات الهندسية “مصنع 45 الحربي”، عبد المنعم هنداوي، أن الشركة وقعت تعاقدات عدة مع وزارة الصحة وشركات النظافة والشركات “الشقيقة” لتوريد هذه المنتجات إليها، لاستخدامها في الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية.

وتعرف وزارة الإنتاج الحربي نفسها على أنها “تعمل على تلبية متطلبات القوات المسلحة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، والمشاركة في تنفيذ المشروعات الصناعية والتنموية والقومية”.

وطرحت وزارة الإنتاج الحربى، الشهر الماضي، بمنافذها الـ 18 الموزعة على المحافظات المختلفة، الماسك (3 إم) المعتمد عالمياً والمقاوم للفيروسات، مساهمة من الوزارة لدعم جهود الدولة فى مواجهة فيروس كورونا.

وأعلن الدكتور صلاح جمبلاط، رئيس القطاعات الفنية بالهيئة القومية للإنتاج الحربي، عن إنشاء خط لإنتاج الماسك (3 إم) المعتمد عالمياً والمقاوم للفيروسات بطاقة إنتاجية تبلغ (40 ألف ماسك/اليوم)، وجارٍ رفع الطاقة الإنتاجية إلى 100 ألف ماسك يومياً.

وأشار فى مداخلة هاتفية مع برنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، إلى ما ستنتجه ثلاث من شركات الإنتاج الحربي (مصانع 18، 45، 81 الحربية) من مطهرات بأنواعها مثل الكحول الإيثيلي بتركيز 70% والمتوفر بسعر التكلفة بعبوات تبدأ من 175 مللي حتى 4 لتر بطاقة إنتاجية تبلغ 10 طن/اليوم .

وأوضح أيضا أن الشركات التابعة ستنتج أيضا الجيل المعقم للأيدي، إلى جانب المطهرات العادية مثل الكلور والمطهر الطبي، بالإضافة إلى إنتاج الفورمالدهايد الذي يُستخدم في تطهير المزارع والأرضيات والأسطح بطاقة إنتاجية تبلغ 100 طن/اليوم.

وقد بلغ إجمالي إيرادات نشاط الشركات التابعة للوزارة 13.185 مليار جنيه، في 2019، مقارنة بنحو 11.618 مليار جنيه في 2018.

 اقرأ ايضًا: “علاء غنّام”: نظامنا الصحي مناعته قوية ولن ينهار أمام كورونا لهذه الأسباب

شركة المعصرة للصناعات الهندسية

وفي السياق، بدأت شركة المعصرة للصناعات الهندسية (مصنع 45 الحربى)، تنفيذ خطة لإنتاج أنواع جديدة من مواد التطهير والتعقيم، وهى كحول بتركيز %70، وجل كحول إيثيلى معقم المطهر للأيدى، والبيتادين بتركيز %7.5 و%10، لتلبية احتياجات الدولة المتزايدة من المطهرات لمواجهة فيروس كورونا.

وتنتج الشركة 10 أصناف من المنظفات الصناعية تحمل العلامة التجارية أكتيف برو، منها “ديتول وكلور وكلوركس ودونى” وبدأت الإنتاج الفعلى لهذا الخط قبل عام ونصف، بإجمالى طاقة إنتاجية تتراوح بين 20 و25 طن شهريًا لجميع الأصناف.

وشركة المعصرة للصناعات الهندسية (مصنع 45 الحربى) متخصصة فى تصنيع 7 منتجات مدنية “عدادات الكهرباء، عدادات المياه، مهمات الرباط، محارق النفايات الخطرة، وأفران تصنيع الفخار، وأفران تفحيم الأخشاب، والمنظفات، وموفر المياه الذكى، والأثاث المعدنى”.

وأنشئت الشركة عام 1952 بمنطقة المعصرة بحلوان على مساحة 97 فدانًا، بغرض إنتاج الذخائر المتوسطة من 20 إلى 40 مم لتلبية احتياجات القوات المسلحة.

“الجيوش لمواجهة كورونا”

منذ انتشار أزمة كورونا في جميع دول العالم، نلاحظ تزايد الاعتماد على الجيوش وتدخلها على خط الأزمات، وهو ما أوضحه اللواء أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، قائًلا إن مع بداية أي ازمة أو وباء تضطر القوات الأمنية في التدخل وذلك لفرض إجراءات الحجر الصحي وحظر التجول في مناطق تفشي الأوبئة إذ لزم الأمر، بالإضافة لتعزيز ودعم قدرات قطاع الرعاية الصحية المدني، وتشييد مستشفيات ومنشآت صحية جديدة بصورة سريعة وغيرها من المهام غير التقليدية للجيوش.

وعن توزيع الكمامات وإنتاج المطهرات لمواجهة كورونا، أشار إلى أن تدخل الجيوش لمواجهة أزمة كفيروس كورونا، ليس مستحدثًا بمصر، فكبري بلدان العالم استعانت بالجيوش الخاصة بها، وهو ما شهدناه في إيطاليا واليابان وغيرها، مشيرًا إلى أن ما تقوم به المؤسسة العسكرية بمصر هو تنفيذ لتكلفيات الرئيس بتطهير وتعقيم الأماكن التي يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين، كالمواصلات والأماكن العامة”.

 اقرأ ايضًا: الفرار من العدوى ..”فوبيا كورونا” تحاصر أصحاب الأمراض المزمنة

من الناحية الطبية، قال جون جبور، ممثل “الصحة العالمية” فى مصر، إن المنظمة لا توصى باستخدام “الماسك” أو الكمامات فى الشارع لأنه يعطى إحساس خاطئ بالأمان، وأهم إجراء حتى بالنسبة لمن يرتدون القفازات، هو غسل اليدين باستمرار، خاصة وأن القفاز لا يوفر الحماية اللازمة وتؤدى إلى الإصابة بالعدوي.

ولفت إلى أن وسائل المواصلات تمثل بؤر تجمعات لا بد من تعقيمها وأخذ كافة الاحتياطات والتعليمات التي أعلنت عنها الحكومة للوقاية من خطر هذا الوباء.