استطاعت الصين أن تقدم للعالم تجربة متميزة، في سيطرتها على فيروس “كورونا” المستجد، كأول دولة تتغلب على المرض إلى حد كبير، عقب أن كانت هى الأولى فى المعاناة من الفيروس المميت.
وأصاب فيروس “كورونا”، الذي ظهر في الصين منتصف نوفمبر الماضي، نحو 282 ألفا و868 شخصا حول العالم، توفى منهم 11 ألفا و545 شخصا حتى ظهر اليوم، وتماثل للشفاء 93 ألفا وو510 حالات.
وأعدت الصين خطة للقضاء على الفيروس وتحولت من أولى الدول التي أعلنت عن إصابة مواطنيها بفيروس مستجد، إلى نموذج لتوقف انتشاره السريع.
وأشاد الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، بإجراءات الصين للحد من “كورونا”، معتبرا أن الخطوات اتختها ساعدت بالفعل في الحد من تفشي الفيروس.
وحسب أخر الإحصائيات الرسمية، بلغ إجمالي المصابين بالفيروس في الصين، 81 ألف و8 حالات إصابة، توفى منهم 3 الاف و255 مريضاً، وتماثل للشفاء نحو 71 ألف و740 ألف حالة، بينما سجلت الصين اليوم إصابة 41 جديدة بالفيروس.
وتجربة مكافحة الصين لـ”كورنا”، اختلفت عن سابقتها مع “سارس”، ورغم حالة التكتم الشديد في بداية انتشار “كوونا”، ولكن تمكنت الين من وأده والتغلب عليه.
البداية
في منتصف نوفمبر الماضي، أصيب 7 صينيون، جى نقلهم على أثرها إلى مستشفى في مدينة “ووهان” الصينية، ثم لم تمض أيام وأطلق الطبيب الصيني “لي وين ليانج” تحذيرات لزملائه الأطباء من فيروس غامض وراء حالات الإعياء التي حضرت للمستشفى.
في 30 ديسمبر نشر الطبيب الصيني تدوينة يعبر فيها عن مخاوفه في مجموعة دردشة عبر الإنترنت قائلاً: «هل السارس يأتي مرة أخرى؟!»، في إشارة منه إلى المرض الغامض الذي أصاب المرضى في المستشفى.
ولكن السلطات الصينية حاولت التكتم على الأمر، وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى أن مسؤولي الصحة في مدينة “ووهان” الصينية، استدعوا الطبيب في منتصف الليل، وطالبوه بتبرير سبب إثارته البلبلة بنشر معلومات خاطئة.
أدان بيان صادر عن شرطة ووهان، في مطلع يناير الماضي، الطبيب وأصدقاءه في الدردشة بنشرهم معلومات “غير موثوقة” دون دليل، بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، مؤكدا أن أفعالهم قد أحدثت تأثيراً سيئًا على المجتمع، وسيتم “التعامل معهم” بموجب القانون.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الشرطة الصينية أجبرت الطبيب، بعد ثلاثة أيام، على التوقيع على بيان مفاده، أن ما كتبه لزملائه كان سلوكًا “غير قانوني”، أي بمثابة إشاعات.
واتهمت الصحيفة السلطات الصينية بتعريض حياة المواطنين للخطر، مؤكدة أن التكتم والسرية التي فرضتها الصين على الفيروس، تسببت فى تأخر مواجهته.
إجراءات صرامة:
ومع تزايد حالات الإصابة ووقوع عدد كبير من الوفيات يومياً في الصين مطلع شهر يناير الماضي، بدأت الصين في إجراءات أكثر صرامة لمواجهة الفيروسي، كان أولها اعترافها بوجود فيروس جديد من عائلة الكورونا ويسمى كوفيد 19، ومنها هنا بدأت الإجراءات.
عزل مدينة ووهان الصينية التي انتشرت فيها الفيروس، هذا أول إجرا اتخته الصين، ومنعت التنقل من وإلى المدينة، بالإضافة إلى سوق ووهان للحيوانات البرية، بعد انتشار الفيروس وإصابة عدد من العاملين بالسوق.
فرضت السلطات الصينية بفرض حالة الحجر الصحي الصارم على أكثر من 56 مليون مواطن صيني، وهم سكان مقاطعة هوباي، لاسيّما عاصمتها مدينة ووهان ذات 11 مليون نسمة، التي فُرض عليها الإغلاق ابتداء من يوم 23 يناير الماضي، وبالفعل التزم أغلب المواطنين بالعزل المنزلي، كما طافت دوريات الشرطة بالشوارع للتأكد من عدم تواجد الناس إلا للضرورة.
بناء المستشفيات والتعقيم
في أقل من عشرة أيام أنشأت الصين مشفيين اثنين جى تخصيصهما، للحجر الصحي وعلاج المصابين من فيروس كورونا داخل المدينة المعزولة، كما أنشأت 14 مشفى مؤقتا، وجهزت القاعات الرياضية المغطاة وقاعات المعارض بأسِرة لاستيعاب عشرات الآلاف من مرضى كورونا، ولعزل الحالات المحتملة.
ومن بين الإجراءات الوقائية لمواجهة الفيروس، أعلنت السلطات الصينية عن غلق تلك المستشفيات بعد شفاء أغلب المصابين.
استغلت الصين تقدمها التكنولوجي واستخدمت الروبوتات الذكية لتعقيم المؤسسات والشوارع، وكاميرات حرارية عالية الدقة لكشف الحالات المصابة بالحمّى عن بعد.
وقدمت شركة “مايكرو-مالتي كوبتر” التقنية طائرات مخصصة لنقل العينات الطبية من المرضى إلى المراكز البحثية وأماكن التحليل، بدلًا من قيام العاملين الصحيين بذلك، وتعرضهم لاحتمالات العدوى.