حالة من الرعب والذعر تسيطر على سكان بعض المناطق التي جرى فرض الحجر الصحي عليها، لتجنب تفشي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ووصل الأمر إلى عزل، وزارة الصحة مناطق وقرى بأكملها، ووضعها تحت الحجر الكامل بعد تزايد أعداد المصابين.

sss

“المعتمدية، شبرا الخيمة، الهياتم” اسماء لمناطق متفرقة في أنحاء الجمهورية يسكن فيها عشرات الألاف من المواطنين، أصبحت حياتهم محظورة وموضعة تحت الحجر الصحي على أمل السيطرة على الفيروس، إجراءات أكثر حدة تجعل المواطن بين مطرقة الفقر وسندان الحرص على الصحة والبقاء. 

هرب أهالي المعتمدية 

 جرى فرض الحجر الصحي على قرية المعتمدية التابعة لمحافظة الجيزة، بناء على تعليمات وزارة الصحة، بعدما أثبتت نتائج التحاليل إصابة 9 من سكانها بفيروس كورونا،  مادفع وزارة الصحة لفرض حجر صحي تام على القرية وأصبح لا يدخل إليها أحد ولا يخرج منها أحد، في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع نقل الفيروس لأبناء القرى المجاورة. 

يحكي مصطفى كامبا أحد سكان القرية قائلاً:” أغلقت قوات الأمن مداخل ومخارج القرية بأكملها لمنع الأهالي من الخروج من القرية وفقا لقرار الحجر الصحي. وأضاف لكن هذا لم يمنع الأهالي عن خروجهم للقرية من بعض الشوارع الخلفية التي تؤدي إلى  الطريق الدائري وهو ما يعرض حياة بعض المواطنين للخطر. 

 كشف “كامبا”، عن وقوع حادثتين سير على الطريق الدائري من أهالي القرية بسبب محاولات الهروب من الحجر الصحي”، وقال:” إن هناك حالة من الإنكار وعدم الخضوع للحجر مسيطرة على أهالي القرية، ربما لعدم الوعي الكافي أو للحاجة المادية وخصوصا أنه منذ فرض الحجر الصحي وتعطلت الحياة وتوقفت تماماً، فيما عدا الأسواق والخدمات”. 

وأضاف الشاب الباغ من العمر عشرين عاما قائلا:” حالة من الاستغلال ظهرت على بعض التجار داخل القرية خلال أيام الحجر فمنهم من رفع أسعار الخضروات دون وجود رقابة من الحكومة، بالرغم من وجود قوات أمن على مداخل ومخارج القرية إلا أنهم لا يتدخلون لمنع أي زحام او تجمع أو ضبط الأسعار هم مهتم فقط عدم دخول أو خروج أشخاص من القرية”. 

وعن الخدمة الصحية قال كامبا: إن هناك سيارات إسعاف محيطة بالمنطقة وتم إبلاغنا أنه في حالة ظهور أعراض على أي شخص عليه الاتصال والإبلاغ بذلك، بالإضافة إلى وجود سيارة تحمل مكبرات صوت لتوعية الأهالي بضرورة التباعد والحذر”، موضحا أن الفيروس انتشر في القرية بسبب فرح حضره أهل القرية ومن ثم عزاء لسيدة مصابة حضره أغلب أهل القرية”. 

أقرأ ايضا: “البالطو الأبيض” يواصل تضحياته فى الصفوف الأمامية بمعركة كورونا

بهتيم تحت الحجر الصحي: 

توقفت الحياة وبدأ الحجر الصحي، هكذا الحال في شارع  مهنى المؤنس ومنزلين في بهتيم التابعة لمنطقة شبرا الخيمة التي تقع بمحافظة القليوبية بعدما فرض عليهم  الحجر الصحي، بعد وفاة 3 حالات مصابين بفيروس كورونا.  ووصل عدد المخالطين للمصابين من المنطقة إلى 33 حالة بينهم 22 تم عزلهم في منازلهم و10 حالات محتجزة في مستشفى بهتيم المركزي تحت العزل لحين ورود التحاليل الخاصة بهم، والتي في حالة إيجابيها سيتم نقلهم للحجر الصحي في مستشفيات العزل. 

يروى مصطفى عبد العال أحد سكان المنطقة بأن شبرا الخيمة من المناطق التي لم تطبق الحظر خلال الأيام الماضية فلم تتوقف التجمعات ولا تراجعت نسبة التزاحم ولا أثرت الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الدولة سوى في غلق المحلات وفقط. 

وذكر عبد العال أن بداية الأحداث في بهتيم تعود إلى سيدة مصابة كانت تتابع بأحد العيادات الخاصة لطبيب يدعى زكريا عبده، ومن ثم توفت السيدة وتزايد أعداد المصابين في العائلة وبالتالي انتشرت العدوى نظرا لأنهم يعملون في السوق بالإضافة إلى ترددهم على عيادة الطبيب. 

ويشير عبد العال إلى حالة الرعب والقلق التي تمكنت من الأهالي وخصوصا مع قلة الموارد المالية للعديد من الأسر التي وقعت تحت وطأة الحجر الصحي، كما أشار إلى تأخر القرارات الحكومية التي كانت سببا ايضا في تفشي المرض. 

  أما أحمد عرابي أحد سكان المنطقة يرى أن للأسف هناك بعض الأشخاص داخل المنطقة تهاونوا مع الأمر منذ بدايته ما أدى إلى انتشار المرض بهذا الشكل، وأضاف انه حتى أمس ورغم عن قرار غلق القهاوي إل أن هناك بعض القهاوي التي كانت تعمل من الداخل بالإضافة إلى الزحام في الأسواق والمحلات. 

أقرأ ايضا: المعادلة الصعبة..صراع العقل والعاطفة للعودة للعمل في حضرة كورونا 

قرية الهياتم تحت الحجر: 

بعد تأكد إصابة ما يقرب من 10 حالات والاشتباه في 22 أخرين وضعت وزارة الصحة قرية الهياتم، بالغربية تحت وطأة الحجر الصحي منذ مطلع الشهر الجاري حتى 15 يوماً مقبلة تخوفا من تزايد أعداد المصابين. 

أحمد أبو الغيط أحد سكان قرية الهياتم، قال إن أهل قريته خرجوا في تظاهرات في اليوم الثاني لقرار العزل ضد قرار وضع القرية تحت الحجر الصحي خوفا على مصادر الرزق، وخصوصا أن اهل القرية أغلبهم من البسطاء وعمال اليومية، وبالتالي العزل يعني تأزم الوضع المالي لكثير من أهل القرية. 

وعمّت حالة من الغضب أرجاء االقرية لاستغلال أعضاء بمجلس النواب للوضع الحالي، و إرسال مساعدات غذائية لأهل القرية ووضعها داخل كراتين تحمل أسماءهم وصورهم،  ما اعتبروه استغلال للوضع ورأوا الخروج للعمل أهون من تلك المساعدات، مشيرا إلى أن أهل القرية خضعوا للحجر لكنهم في انتظار انهائه. 

ويقول أبو الغيط، “أهل القرية يقفون على قلب رجل واحد وجمعوا التبرعات المالية لإعانة الفقراء والغير قادرين من بينهم حتى انتهاء فترة الحجر الصحي، فيما قاموا بجمعوا مبلغ مالي لإعانة العمالة الغير منتظمة خلال هذه الفترة حيت أن الكثير من الأهالي فقدوا مصدر رزقهم بسبب فترة العزل والحجر الصحي”.