يواصل فيروس كورونا المسجد زحفه وتوسعه في ربوع العالم، ، رغم الإجراءات التي تتخذها حكومات، وقارب ضحاياه على نصف مليون مصاب ، ولهذا الفيروس عدة محطات تاريخية، بداية من ظهوره في الطيور ثم تفشيه في البشرية.

sss

كورونا (  كوفيد19)

 فيروس الكورونا (Coronavirus) أو ما يُعرف أيضاً بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة، بأنه النوع السادس من أنواع الفيروسات التاجية، لأنه  يتميز بمظهره التاجي، عندما تم رؤيته من خلال المجهر، ويقدر قطره بما يقارب 150 نانو متراً، وتفتقر خلاياه التي تكونه لخاصية النسخ، وبالتالي يعد من أسرع الفيروسات في التكاثر.

بدأ ظهور الجيل الأول من كورونا عام 1937م، وكانت الإصابات في الطيور ما أدى إلى نفوق المئات منها، ثم بدأت الأعراض تظهر على أنواع أخرى من الحيوانات مثل المواشي والأبقار، أما فيما يتعلق بأول حالة من حالات الإصابة البشرية، فسجلت أول إصابة في نوفمبر عام 2002 في الصين بمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (سارس).

وفي عام2012 ظهر جيل جديد في المملكة السعودية، ووصلت عدد الحالات التي تم تسجيلها حتى نهاية عام 2015 إلى 1250 حالة تماثلت 685 حالة منها للشفاء، وتوفت535 حالة، وبقيت 30 حالة تحت العلاج.

ومع نهاية عام 2019 ظهر نوع آخر من الكورونا عُرف بفيروس كوفيد19 أو فيروس الكورونا الجديد 2019 وكان ذلك في مدينة ووهان بالصين.

وعن ظهوره مجددًا واكتشاف المرض،  ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، أن أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في العالم، تعود إلى منتصف نوفمبر، لمصاب يبلغ من العمر 55 عامًا ويعيش في مقاطعة هوبي في مدينة ووهان، وشُخصت حالته بالالتهاب الرؤي الحاد ومع تزايد الحالات اكتشف الأطباء أنهم أمام فيروس جديد وذلك في أواخر شهر ديسمبر الماضي.

 وأشارت الصحيفة الصينية إلي أنه منذ ذلك اليوم (17 نوفمبر2019)، جرى تسجيل ما بين حالة واحدة إلى 5 حالات جديدة بشكلٍ يوميٍ، وفي 20 ديسمبر كانت حصيلة المصابين المؤكدة بلغت 60 حالة إصابة، ووفقًا للبيانات الصينية الرسمية، إلا أن عدد الإصابات بالفيروس ارتفعت في 31 ديسمبر 2019 ، بلغ 226 حالة إصابة فقط.

 

 رحلة كوفيد19 من الصين إلى دول العالم

بدأت رحلة فيروس كوفيد19 المستجد من سوق الأسماك بمدينة ووهان الصينية التي يقطنها 11 مليون نسمة، وهناك أدت أربع حالات كورونا فقط إلى إصابة العشرات بنهاية ديسمبر الماضي.

وشخص الأطباء الحالات بالتهاب رئوي حاد سببه فيروس، لم يستجب للعلاجات التقليدية، وفي نفس الوقت كانت العدوى بدأت تنشر في المدينة وتصل إلى المئات.

ولم تنبه السلطات الصينية بخصوص خطر الفيروس إلا في 31 ديسمبر الماضي، عندما أخطرت بكين منظمة الصحة العالمية وأصدرت بيانًا مطمئنًا، قالت فيه “إن المرض يمكن الوقاية منه والسيطرة عليه”.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن وقت تفشي الفيروس كان الأسوأ، و تزامن مع عودة الملايين من الناس إلى بلادهم في رأس السنة، حيث غادر نحو 175 ألف شخص من مدينة ووهان في أول  يناير الماضي،  وتزايدت نسبة المغادرة خلال الأسابيع الثلاثة اللاحقة لتصل إلي سبعة ملايين شخص في نفس الشهر قبل أن يتم تقييد السفر، وقد أصيب الآلاف من المرضى في ذلك الوقت.

وفي 21 يناير أعلن مسئولون صينيون أن العدوى تنتقل من خلال الاتصال أو الاحتكاك بين شخص وآخر، فيما اندلعت بؤر أخرى للمرض في شانغهاى وبكين ومدن أخرى بعد بيومين، الأمر الذي أجبر السلطات الصينية لإغلاق مدينة ووهان، ومدن أخرى في أسابيع لاحقة، حتى توقفت حركة السفر في الصين تقريبًا، لكن المرض كان قد انتشر وخرج من مدينة وهان بالفعل.

وبينما كان المرض يتفشى في الصين مع بداية يناير، فإن حركة السفر الدولية كانت طبيعية، حيث طار آلاف الأشخاص من ووهان إلى مدن حول العالم، وقد زار حوالي 900 شخص من ووهان مدينة نيويورك الأميركية، بحسب ما ذكرته “نيويورك تايمز”.

كما توجه 2200 شخص إلى سيدني الأسترالية، و15 ألف شخص إلى بانكوك التايلاندية، والتي شهدت أول إصابة دولية بالفيروس، تم رصد حالات إصابة في كل من طوكيو وسنغافورة وسيول وهونغ كونغ، ومدينة سياتل بواشنطن.

وبعد تجول 85 % من المصابين الحاملين للفيروس دون رصدهم، إلا أن الإعلان كان متأخر عن الفيروس والناقلين للعدوى، فالفيروس كان قد تفشى في ذلك الوقت بأكثر من 30 مدينة في 26 دولة، أغلبها بسبب مسافرين قادمين من ووهان الصينية.

وبحلول الأول من مارس، تم رصد آلاف الحالات في إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية، ولم تعد الصين هي بؤرة المرض الوحيدة.

مواجهة التفشي

مع انتشار كورنا في أرجاء العالم، بدأ عدد  من الدول اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الفيروس، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن كورونا يعد وباء عالميًا، حيث دعا رئيس المنظمة “تيدروس غيبريسوس”، الدول لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة.

بدأت تلك الإجراءات من الصين التي اتخذت الإجراءات الآتية:

– إنشاء مستشفيات ضخمة في فترة زمنية قياسية.

 – فرض إجراءات صحية صارمة، مثل عزل المدن وفرض حظر التجول، ووضع الآلاف في الحجر الصحي.

– إغلاق المؤسسات التعليمية والخدمات العامة والقطاعات الخاصة.

– نشر التوعية بالالتزام بوسائل الوقاية كارتداء الأقنعة والقفزات والابتعاد عن التجمعات.

– استخدام الكاميرات بالشوارع لمراقبة سلوك المواطنين، وملاحقة المخالفين لمعايير السلامة.

– توفير برامج هاتفية ، يساعد الأشخاص على تحديد الشخص المصاب بكورونا.

وتعتبر إيطاليا هي الدولة الأكثر تضررًا من فيروس كورونا بعد الصين، إلي وقت قريب قبل ارتفاع االحالات بالولايات المتحدة،  جعلها تفرض عدد من الإجراءات للحد من تفشي المرض، وجاءت كالآتي:

– وضع60 مليون مواطن إيطالي بالحجر الصحي.

– فرض حظر التجول على المواطنين.

– إغلاق المدارس بكافة مراحلها، والمعاهد والجامعات.

– تعليق كافة الأنشطة الرياضية والسياحية، بما في ذلك كرنفال مدينة البندقية الذي يشارك فيه سنويا عشرات الآلاف من السياح الأجانب.

– غلق الكنائس وتعليق كافة التجمعات الدينية.

وتأتي ألمانيا في المركز الرابع عالمياً، إلا أن عدد الوفيات منخفض نسبياً مقارنة بالدول الأخرى، حيث اتخذت ألمانيا إجراءات مشددة للحد من انتشار العدوى وفي مقدمة تلك الإجراءات:

– حظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين .

-التشديد على ابتعاد المسافات بين الأشخاص في الأماكن العامة.

– إلغاء الأحداث غير الهامة بالإضافة لإغلاق المسابح وصالات الرياضة ودور السينما والنوادي وغيرها.

– مضاعفة أماكن الرعاية المركزة والأجهزة في المستشفيات لعلاج الحالات الحرجة.

– استخدام بعض الفنادق والصالات الرياضية  كأماكن للعلاج إذا دعت الضرورة لذلك.

واتخذت روسيا بعدة إجراءات لمواجهة جائحة كورونا على أراضيها وتتضمن تلك الإجراءات الآتي:

 -منع  دخول المواطنين الصينيين اعتباراً من 20 فبراير الماضي، سواء للعمل أو الدراسة أو السياحة .

– غلق الحدود مع الصين.

– تعقب المخالطين لأي مصاب بكورونا، باستخدام بيانات تحديد الموقع الجغرافي بالهواتف المحمولة.

وفي الأردن أعلنت الحكومة الأردنية عن حزمة من الإجراءات الاحترازية لمجابهة تفشي فيروس كورونا في البلاد، وتضم الإجراءات الوقائية:

– تعطيل جميع المؤسسات والدوائر الرسميّة، باستثناء قطاعات حيوية يحددها رئيس الحكومة، وعدم مغادرة المنزل إلا في الحالات الضرورية القصوى.

– منع التجمع لأكثر من 10 أشخاص، بالإضافة إلى منع التنقل بين المحافظات، وتعليق عمل وسائل النقل الجماعي.

– تعطيل القطاع الخاص، باستثناء القطاع الصحي كاملاً، وقطاعات حيوية يحدّدها رئيس الوزراء.

-وقف العمليات والمراجعات الطبيّة، ويقتصر العمل على الحالات والعمليات الطارئة.

– وقف طباعة الصحف الورقية كونها تسهم في نقل العدوى.

 -إضافة إلى إغلاق المراكز التجاريّة والسماح فقط لمراكز التموين والصيدليّات.

– منع دخول المواطنين الصينيين إلي أراضيها.

بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكثف القيود المفروضة لمواجهة وباء كورونا، بعدما استخف في بداية الأمر بالفيروس، الأمر الذي تسبب في اجتياح الفيروس للولايات المتحدة، وتضمنت الإجراءات الاحترازية لأمريكا الآتي:

– إعلان حالة الطوارئ الطبية في الولايات المتضررة من الفيروس.

– استعانة السلطات الفدرالية ن بالحرس الوطني لمواجهة الفيروس خاصة في ولايات واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا.

– إنشاء مستشفيات فدرالية مخصصة لحالات الطوارئ بسعة ألف سرير في ولاية نيويورك وألفَي سرير في كاليفورنيا وألف سرير في ولاية واشنطن.

-إغلاق المدارس وإلغاء المسابقات الرياضية.

– إغلاق المؤسسات الصناعية.

– تعليق الطيران من وإلى دول أوروبا.

كما اتخذت مصر إجراءات احترازية لمواجهة انتشار الوباء وتتضمن الإجراءات:

– حظر حركة المواطنين من الساعة 7 مساءاً وحتى ال6 صباحًا.

-إيقاف حركة المواصلات الخاصة والعامة تمامًا مع توقيت الحظر.

– غلق كافة المحلات التجارية من الساعة ال5 مساءًا وحتى ال6 صباحًا، على أن تغلق تمامًا يومي الجمعة والسبت.

– إغلاق جميع المقاهي والكافيتريات والنوادي الليلية، والمطاعم وتفعيل خدمة توصيل الطلبات فقط.

– غلق جميع الخدمات الحكومية أمام المواطنين مثل ( الشهر العقاري والمرور واصدار اتصاريح العمل) فيما عدا مكاتب الصحة.

– استمرار تعليق الدراسة للمدارس والحضانات والجامعات من يوم 29 مارس وحتى 14 يوما.

– غلق جميع النوادي والمراكز الشبابية ومراكز الشباب.

– فرض غرامة مالية على المخالفين للقرارات الصادرة .

إجراءات ممنهجة بخطوات تصعيدية 

ووصف  الدكتور محمد بدوي الأمين العام لنقابة أطباء الأسنان، تلك الإجراءات بالممنهجة والمدروسة.

وقال الأمين العام لنقابة أطباء الأسنان، لمصر360، إن الحكومة تعمدت ألا تطبق حظر التجوال منذ بداية الأمر، وحرصت أن يكون المنع نابع من المواطنين، وليس منع إجباري، وذلك بسبب التراكمات السابقة من فقد الثقة بين الشعب والحكومة نتيجة لتراكمات سابقة، بالإضافة إلى عدم الوعي لدى أغلب الشعب نتيجة لتراجع دور الإعلام في تأهيل المواطنين، مشيدًا بقرارات الحكومة المصرية بغلق العيادات الخارجية والمستشفيات، وتأهيل أطباء الباطنة على العمل داخل العناية المركزة.

وكانت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان قررت:

– إيقاف العمل نهائيًا داخل العيادات الخارجية الخاصة بمستشفيات التأمين الصحي وهيئة المستشفيات التعليمية وأمانة المراكز الطبية المتخصصة والمؤسسة العلاجية، باستثناء صرف العلاج الشهري المتكرر من عيادات التأمين، على أن يتم الصرف مجمع لمدة 3 أشهر، وينوب عن كبار السن أحد ذويهم للصرف بالمستندات اللازمة .

 – اقتصار العمل بالمستشفيات العام والمركزي على استقبال الحالات الطارئة وإغلاق كافة العيادات الخارجية بالمستشفيات ونقلها إلى مراكز ووحدات طب الأسرة طبقا للخطة الموضوعة من كل مديرية .

 – يتم تفعيل عيادات التخصصات الأساسية فقط ( الباطنة العامة – الأطفال – أمراض النسا و التوليد – الجراحة العامة – جراحة العظام ) بالمراكز و الوحدات بالتعاون بين أطقم المستشفيات و أطقم الوحدات الصحية .

 – تدريب كافة أطباء الباطنة العامة داخل المستشفيات على العمل داخل العناية المركزة بواسطة أطباء الرعاية المتواجدين ، وجاري العمل على توفير تدريبات أونلاين لهم خلال الأيام القادمة.

 – يتم تعديل كافة الجداول لتناسب مواعيد الحظر المقررة طبقا لما يراه مناسباً مديري المستشفيات بالتعاون مع فريق العمل داخل المستشفى.

 – يتم تحويل أماكن العيادات الخارجية بكافة المستشفيات لدعم أقسام الطوارئ.

من جانبه يرى أكرم إسماعيل عضو اللجنة التحضيرية لحزب العيش والحرية –تحت التأسيس، أن الحكومة المصرية تعمل بكفاءة وشكل سريع وهناك حالة من الاستجابة لدى الحكومة لتوجيهات منظمة الصحة العالمية.

وأكد إسماعيل أن هناك ضرورة ملحة على إخلاء سبيل بعض السجناء لتقليل تكدس السجون خوفًا من انتشار الفيروس داخله، محذراً من خطورة الأمر داخل السجون إذا استمرت بهذا التكدس دون حلول فورية.

وأضاف إسماعيل أن هذه الأزمة تجعلنا نعيد تفكير في المنظومة الصحية في مصر وحصتها من الميزانية العامة، مطالبًا بوضع تسهيلات اقتصادية للجمهور وليس لرجال الأعمال أو مؤسسات الشركات السياحية، فالأيام القادمة ستشهد أزمة لدى المواطنين البسطاء بسبب تأجج الوضع الحالي.