يتعرض المهاجرون الذين يصلون إلى اليمن من القرن الإفريقي في أغلب الأوقات للاختطاف والتعذيب على يد عصابات إجرامية تسعى للحصول على الفدية

و لا يزال نحو ستة آلاف مهاجر يصلون إلى اليمن كل شهر، رغم استمرار الحرب اليمنية ، ومعظمهم لا يدرك حقيقة الأوضاع الأمنية والمعيشية حيث يتعرضون للخطف والتعذيب والضرب من أجل الفدية أو للاستغلال والاتجار.
غالبا ما ينطلق هؤلاء من إثيوبيا أو الصومال ويأملون في الانتقال برا إلى بلدان الخليج الغنية للعثور على عمل ولكن عديدا منهم يتعرض للخطف من قبل عصابات إجرامية لدى وصولهم إلى حسبما أكدت المنظمة الدولية للهجرة

كثير من مهاجري دول شرق أفريقيا يسلكون طريقا مجهولا ورخيصا محفوفا بالمخاطر أكثر من طريق البحر المتوسط إلى أوروبا: إنهم يعبرون خليج عدن ليقعوا ضحية الصراع العسكري المدمر في اليمن.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها أمس أن  حوالي 11 ألفاً و500 شخص سافروا شهريا عن طريق البحر  على مدار العام الماضي ، من منطقة القرن الإفريقي إلى اليمن

وذكرت المنظمة، في تقرير لها أمس، أن  نحو 138 ألف إفريقي عبروا خليج عدن إلى اليمن خلال العام الماضي، بينما عبر خلال نفس الفترة أكثر من 110 آلاف مهاجر عن طريق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

 ستة آلاف مهاجر يصلون إلى اليمن كل شهر، رغم استمرار الحرب اليمنية ، ومعظمهم لا يدرك حقيقة الأوضاع الأمنية والمعيشية 

وأوضحت البيانات التي جمعتها المنظمة أن عام 2019 يعد السنة الثانية على التوالي التي يفوق فيها عدد المهاجرين عبر الطريق الشرقي إلى اليمن أعداد الذين سعوا إلى الهجرة عبر معابر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

ففي عام 2018، قام ما يقرب من 150 ألفا برحلة الطريق البحري من شرق إفريقيا متجهين إلى اليمن.

ولا توجد إحصائيات دقيقة للمهاجرين  من شرق أفريقيا إلى اليمن ، لكن هناك تقديرات تتراوح ما بين 50 إلى 150 الف شخص في العام.

الأفارقة في اليمن

وقال المدير  الإقليمي للمنظمة في منطقة القرن الإفريقي وشرق القارة الإفريقية، محمد عبديكر: ” موظفو المنظمة يشاهدون يومياً أنماط  الأذى التي يتعرض لها شباب القرن الإفريقي على أيدي مهربي البشر عبر ممر خليج عدن”. في الوقت الذي يتم فيه الإبلاغ بشكل واسع عن المآسي على طول طرق الهجرة المتوسطية إلى أوروبا، فإنولم تمنع خمس سنوات من الصراع المستمر في اليمن سعي الناس إلى الهجرة عبر هذا الطريق البحري.

لا يقتصر الأمر على الخطف لطلب الفدية أو التعذيب ولكن تضطلع المليشيات الحوثية  بتجنيد مرتزقة أفارقة أغلبهم من إثيوبيا ، حيث  تحشدهم في وتقوم بتدريبهم في  ثلاثة معسكرات بمدينة الحديدة فهي تستعين بهم لتدني أجورهم واستبسالهم في القتال وشراستهم في ساحات الحرب.

بينما يتدرب الأفارقة  المرتزقة على هندسة الألغام والمدفعية والقنص والإنزال البحري والغوص وحفر الخنادق والأنفاق وغيرها من الاختصاصات العسكرية.

لا توجد إحصائيات دقيقة للمهاجرين  من شرق أفريقيا إلى اليمن ، لكن هناك تقديرات تتراوح ما بين 50 إلى 150 الف شخص في العام.

كما أشارت  المنظمة الدولية للبلدان الأقل نمواً  في كلمتها أمام الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2018 إن المليشيات الحوثية  تقوم بتجنيد المرتزقة الأفارقة في اليمن وتدريبهم وتجهيزهم للقتال، وأن العديد من هؤلاء المرتزقة أدولوا باعترافات تثبت ذلك، وأنها تلجأ للاستعانة بهؤلاء من الجزر الإفريقية المحاذية لليمن، ونقلت عن مسئول بمستشفي صنعاء تأكيده على أنهم استقبلوا أكثر من 120 جثة لمجندين أفارقة بينهم أطفال.
كما أشارت المنظمة ذاتها، إلى أن مليشيات الإصلاح وتنظيمي القاعدة داعش جندوا أيضاً المئات من المرتزقة القادمين من بلدان القرن الإفريقي في معسكرات تابعة للإصلاح في مأرب، أنهم لجئوا إلى تجنيد الصوماليين المنتمين إلى الجماعات الإرهابية .

ويبقى البحث عن المال وفرصة للعمل وقليل من الاستقرار هو ما يأمل عشرات الآلاف من الأفارقة أن يجدوه، عندما يركبون الموج في رحلة خطيرة من القرن الأفريقي إلى اليمن لكن اللاجئين والمهاجرين القادمين من القرن الأفريقي قد لا يعلمون أن اليمن صارت ساحة للخوف والاضطرابات .

يتدرب الأفارقة  المرتزقة في اليمن  على هندسة الألغام والمدفعية والقنص والإنزال البحري  وحفر الخنادق والأنفاق .

ومن ينجح في الوصول إلى البر عليه أن يتحمل أعباء مسيرة طويلة تستغرق أياما سيرا على الأقدام في الصحراء. والمهاجرون، وجلهم من الشباب، يدفعون بضعة مئات من الدولارات مقابل الوصول إلى أرض اليمن. وفي الحقيقة يرغب الكثير منهم مواصلة الرحلة سيرا إلى السعودية. ولكن وبحكم الوضع الأمني المتدهور والطرق الوعرة في اليمن.

المرتزقة الأفارقة في اليمن

و يظل تدفق مجموعات من الفقراء المهاجرين من إفريقيا بحثا عن أمل مفقود في البلد الذي كان يوصف يوما ما بـ”اليمن السيعد ” قبل أن تمزقه الصراعات ،لتزيد معاناة المواطن اليمني  الذي يتكبد  بدوره آلام  الفقر والبطالة.

يذكر أن الحرب اشتعلت منذ خمس سنوات  في نهاية 2014 استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأسقطوا حكومتها آنذاك.

وفي مارس من عام 2015 هاجم تحالف بقيادة السعودية المتمردين الحوثيين بينما تحولت المعارك بمرور الزمن إلى حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران التي تدعم الحوثيين.