انتقد السفير البريطاني إلى ليبيا السابق، “بيتر ميليت”، استمرار إرسال الدول الأجنبية للسلاح إلى دول مثل ليبيا، رغم دعوتها إلى وقف إطلاق النار.

sss

ووضح “ميليت”، في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز،  أن العالم مشتت بوباء كورونا، ولكن اختار خليفة حفتر أن يمضي في هجومه المستمر منذ عام على طرابلس.

ويشير السفير،  إلى أن قوات حفتر استطاعت بطائرات الشحان المحملة بالذخيرة والعتاد التي تأتي من الإمارات العربية المتحدة، قصف أحياء العاصمة الليبية بشدة في الأيام الأخيرة.

وحذر السفير البريطاني السابق، من نشوب رحلة جديدة من النزاع، بعد الهجوم الأخير، في ظل تأهب الليبيين لتفشي فيروس كورونا.

وأبلغت ليبيا  عن أولى الحالات المؤكدة لديها الأسبوع الماضي،  مع القدرة المحدودة لمنظومتها الصحية في كشف وعلاج المرض.

وانتقد ما وصفه من عدم اهتمام من قبل الأطراف الليبية المتصارعة أو داعميهم من الخارج. لافتًا إلي وجود دولة فاشلة جنوبي أوروبا ما يجلب تهديدات كبرى عليها: من الإرهاب إلى الهجرة غير الشرعية، على حد وصفه.

وقال إن بقاء الليبين في المنزل ليس خيارًا سهلًا، فهناك القليل من الأماكن للاحتماء من النيران العشوائية للقصف المدفعي من قوات حفتر، مما يصعب تطبيق ممارسة مثل التباعد الاجتماعي بين الأعداد الضخمة من المهاجرين، الموجودة بمعسكرات الاحتجاز.

ويوضح ميليت أن آخر نزاع اندلع في البلاد الغنية بالنفط كان في أبريل الماضي، عندما تقدم حفتر من معقله شرقي البلاد وأطلق هجومه على طرابلس، التي يأهلها مليوني نسمة والتيحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة مقرا لها، مشيرًا إلي أن الإمارات، ومصر، وتركيا كانوا قد أعلنوا تصريحات دولية تطالب بوقف إطلاق النار واحترام حظر وصول الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة، ومع ذلك فإن كل منهم استمر في تقديم الدعم لوكلائهم.

وانتقد ميليت أحدى الجمل المفضلة “أنه ليس هناك حل عسكري”، لأن ذلك يعطي حفتر تصريحاً لدخول طرابلس بالحرب والقتل، كما فعل عند سيطرته على بنغازي، محذرا من قمع المعارضة والأمر الذي يسفر عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان، مطالبًا بالعودة إلى العملية السياسية؛ ووجود مبادرة من الأمم المتحدة للتفاوض على اتفاق سياسي، وأمني واقتصادي، يقود إلى إجراء انتخابات جديدة.

 

ويضيف أن وقف إطلاق النار هو أولوية فورية؛ وكذلك رفع الحصار النفطي، المفروض من قبل مؤيدي حفتر في يناير الماضي، حيث أن النفط هو مصدر العائد الوحيد لليبيا، منتقدًا ما وصفه بالصمت المريب من المجتمع الدولي حيال ذلك بالرغم من تكلفته الباهظة على البلاد.

ويختم مطالبا الزعماء الغربيين بالضغط على أنقرة وأبوظبي الآن لمنع وقوع كارثة على أعتاب أوروبا.

 

اققرأ أيضا:

حظر السلاح في ليبيا ” مزحة ” ..والانتهاكات مازالت” مستمرة “

“فورين بوليسي”: لا أطراف جادة في ليبيا تسعى للتسوية

النزاع الليبي: اطراف دولية وحرب بالوكالة