حركت الصحف التي يملكها الأمريكيون من أصول أفريقية العواطف  للنضال من أجل الحرية و تحقيق المساواة .

ومع حلول الذكرى 193 للاحتفال بصحافة أمريكا” الخاصة بذوي الأصول الإفريقية “، والتي يبقى تأثيرها قويا على نحو لا يمكن إنكاره ، فإنها تشيد بصحيفة “الحرية ” “فريدوم جورنال “،  التي تعد أول صحيفة أمريكية- إفريقية كان يديرها ناشرون يتميزون بالجرأة ،وهم “جون بي رسورم” و “صامويل إيه كورنش”.

وأعلن الناشران، “رسوم”، و”كورنش”،  في مارس من عام 1827 عن العدد الأول من مطبوعتهما=====، ونشرا في الصفحة الأولى عبارة :” نأمل أن ندافع عن قضيتنا ، لطالما تحدث آخرون عنا ”  

وضم العدد المؤلف من 4 صفحات،  قصصا تتناول النضال من أجل إنهاء فظائع العبودية والقتل خارج القانون،  و الظلم الاجتماعي، كما زودت الصحيفة المجتمع الأمريكي –الإفريقي،  بأنباء دولية تحظى باهتمام خاص مثل الأحداث في هايتي و سيراليون ، إلى جانب نشر سير ذاتية تناولت نساء ورجالا أمريكيين من أصول إفريقية ومدارس، وفرص إسكان ووظائف.

 وقالت رابطة ناشري الصحف الوطني ، وناشر “هوستون فورواد تايمز ، و مؤسسة كارن كارتر رتشاردز عن الصحيفة:” نتعامل مع أوقات هي أكثر تحديا في تاريخينا الحديث .”

في حين أكد موقع “أطلانطا فويس ” الأمريكي  أن رابطة ناشري الصحف الوطنية هي التي تمثل ذوي الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة ، مضيفا :” من المهم أن نفهم أهمية هذه الصحافة في نشر تقارير عن تاريخينا و تدوينه “

بينما قالت مؤسسة ريتشاردز:” في الوقت الذي نحتفل فيه بمرور 193 عاما بأن كنا صوت أمريكا السمراء، فقد قررنا إعادة تحديد موعد لأسبوع أسود بسبب تأثير فيروس كورونا غير المسبوق ” ، مضيفة :” منذ البداية ، قدمت الصحافة السمراء،  تضحيات وتحملت صراعات كان عليها أن تخوضها من أجل النشر وذلك من خلال القائمين عليها من ناشرين ورؤساء تحرير وصحفيين وكثيرين غيرهم .”

العدد الأول من “الحرية ”  نشر عن فظائع العبودية و القتل خارج القانون  و الظلم الاجتماعي 

وكانت معظم المطبوعات الأمريكية – الإفريقية المبكرة، مثل صحيفة الحرية ، تُنشر في الشمال وغالبا ما كانت توزع للأمريكيين – الأفارقة ، سرا في جميع أنحاء البلاد ، وظهرت الصحف اليومية بحول القرن العشرين في نوروفوك ، وشيكاغو وبالتيمور ،وواشنطن

وعبر الناشر جاكي همبتون، أمين الرابطة ، عن تقديره لصحيفة الحرية، والتي كانت الأساس لما يزيد على مائتي صحيفة في جميع أنحاء البلاد ، يملكها أمريكيون-أفارقة ، والذي أكد أن هذه الصحف لا تغطي الأنباء الإقليمية والمحلية و الدولية فحسب ، ولكنها لا تزال تنشر نوع القصص الصحفية التي تناصرها صحيفة “الحرية ” ، وتشمل الحقوق السياسية لجميع الأمريكان والحق في التصويت، إلى جانب القصص الإيجابية التي تتعلق بالأمريكيين من أصل إفريقي والتي غالبا ما لا تحظى بالتغطية من سائر الصحف.

وقالت ناشرة شبكة هوستون دفندر، سوني مسياه إن تأجيل أنشطة أسبوع صحافة الحرية، يتزامن مع الاستجابة الوطنية لمواجهة فيروس كورونا ، غير إن مغزى وأهمية هذه الصحافة أثناء هذه الأوقات يعتبر  أكثر ارتباطا من أي وقت مضى ،  موضحة أن الفيروس يطرح قضايا صحية تتعلق بالحصول على الفحص و المشكلات الاقتصادية الخاصة بالأمن الوظيفي والدخل العائلي والتجاري وغيرها من القضايا مثل الفترة التي يستمر فيها الوباء .

الصحافة  الإفريقية تناولت قضايا العبودية التقليدية في القرن التاسع عشر وقوانين جيم كرو للفصل العنصري وحركة الحقوق المدنية

ويحرص الاحتفال بهذه الصحافة على التذكير بالإسهامات التي لا تزال مرتبطة ارتباطا وثيقا لا يمكن أن يمحى، بجرأتها وتصميمها ونجاحها، وتشمل هذه الإسهامات أعمال فريدرك دوجلاس، و ويب دوبوا ، و إيدا بي ولس ، وباتريس لومومبا، و كوام نكروما و كارلتون جودلت .

ودوجلاس الذي ساعد العبيد من الفرار إلى الشمال، ساعد في تأسيس صحيفة تنتمي إلى الحركة الإلغائية التي تنادي إلى التحرر من العبودية وتسعى إلى وضع حد للرق ، وتجارة الرقيق في جميع أنحاء العالم ، وهي صحيفة “نورث ستار ” في وتشستر ، نيويورك .

كما طورها “دوجلاس”، حتى وصلت إلى أكثر الصحف المناهضة للرق تأثيرا والتي نشرت في الفترة السابقة على الحرب ، وشجبت العبودىة وناضلت من أجل تحرير النساء وغيرها من الفئات المسحوقة بالقمع تحت شعار الحق ليس له جنس و الحقيقة ليس لها لون والله أبونا جميعا وكلنا أخوة  ”  

ونقل موقع الصحيفة عن  ناشطة الحقوق المدنية وناشرة صحيفة تنيسي تربيون، روزيتا بيري قولها :” ارتكبت الدول الأوروبية في إفريقيا واحدة من الفظائع التي تتمثل في احتلال دول ذات سيادة وتحولها إلى نسخ تابعة من دولها ” لافتة إلى أن هذا هو أحد أسباب انتشار التحدث بالفرنسية على نطاق واسع ، إلى جانب استعمال الدول الإفريقية للغة الإنجليزية في النظام المالي .

وأكد الموقع أن صحافة الأمريكيين الأفارقة تحتفل بمرور 193 عاما على “نضالها ” من أجل الحرية ، وتخصص أسبوعا كاملا للاحتفال في واشنطن  بصدور أول صحيفة منذ ذلك الحين، قائلا إن  هذه الصحافة تناولت قضايا العبودية التقليدية في القرن التاسع عشر، وقوانين جيم كرو للفصل العنصري والقتل خارج القانون ، والهجرة الشمالية الكبرى وحركة الحقوق المدنية  و التحول من الصحافة المطبوعة إلى العصر الرقمي والاتصالات “المحوسبة ” ، مشيرا إلى أنها تواصل اليوم معالجة القضايا المحلية والعالمية ومن بينها وباء كورونا المستجد وتأثيره على جميع المواطنين خاصة من ذوي الأصول الإفريقية .