اقترح رئيس أحد المستشفيات المخصصة لعلاج مرضى فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19″ في مدينة ووهان بوسط الصين، أن تعزز مدينة نيويورك الأمريكية ارتداء الأقنعة بين الناس وتتوقف عن عزل المرضى في المنازل ، وهو اقتراح قد يبدو غريبا  لأول وهلة  ويثير تأويلات وتخمينات  سياسية ، خاصة بعدما دأبت واشنطن على مهاجمة بكين ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيروس كوورونا بـ”الفيروس الصيني ” وحملها المسئولية في انتشار الوباء في الولايات المتحدة والعالم .

sss

ولكن سرعان ما تتكشف حقيقة الأمور، عندما أوضح صاحب الاقتراح وهو رئيس مستشفى ليهشنشان  “جبل إله الرعد” في ووهان  واسمه وانغ شينغ هوان، أن رقم العدوى في نيويورك أعلى بكثير من ووهان، مما يستلزم ضرورة استخدام أقنعة الوجه “الكمامات “، مشددا في الوقت نفسه على عدم عزل من يعانون من أعراض طفيفة داخل بيوتهم حتى لا يصاب أفراد الأسرة .

وضرب وانغ  مثالا بمستشفى تشونغنان في جامعة ووهان، حيث يشغل أيضًا منصب الرئيس، مشيرا إلى أن بعض العاملين الطبيين في الأقسام غير المعالجة لكوفيد-19 أصيبوا بفيروس كورونا الجديد في مرحلة مبكرة من التفشي، إذ لم يكن أحد منهم يرتدي قناعا.

اقرأ أيضا : للحجر وجوه أخرى .. الطريقة الصينية لتنشيط السياحة والثقافة عن بعد

وقال وانغ في التقرير الذي تناقلته وسائل الإعلام الصينية اليوم نقلا عن وكالة شينخوا : “لم يصب أي من أولئك الذين كانوا يرتدون الأقنعة أثناء الاتصال بالمرضى، لذلك نحن على يقين من فعالية الأقنعة”.

العدوى والأسرة  

كما نصح وانغ بعدم مطالبة المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة بعزل أنفسهم في المنزل، حيث يمكنهم نقل العدوى إلى المزيد من أفراد الأسرة ، قائلا : “في تلك الأيام الأولى، كانت هناك حالات عديدة أصاب فيها مريض عائلة كاملة من ثلاثة أو خمسة أو ستة أشخاص في ووهان ،  هذا درس مريع”.

وبعد إدراك المشكلة، حولت ووهان فيما بعد مرافق عامة، بما في ذلك صالات رياضية ومراكز للمعارض، إلى 16 مستشفى مؤقتا ساعدت في عزل المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، والتي وصفها وانغ بأنها قصة نجاح.

وقال وانغ: “إذا لم يتم وقف انتقال العدوى، فمن الطبيعي أن ترتفع حالات الإصابة ، ومن أجل احتواء الوباء، يجب السيطرة على واحد على الأقل من العوامل الثلاثة بالكامل: مصدر العدوى، وطريقة انتقالها، والسكان المعرضين للإصابة بها”.

وقامت ووهان ببناء مستشفيين اثنين من الصفر، وهما هوهشنشان و ليهشنشان، في غضون أسبوعين بين أواخر يناير وأوائل فبراير لعلاج مرضى كوفيد-19 بعد أن اكتظت المستشفيات المحلية بالمرضى.

أمامنا 4 شهور

وأكد تشونغ نان شان، أشهر الخبراء الصينيين في مجال طب الجهاز التنفسي مؤخرا خلال حوار مع صحيفة الشعب اليومية، على أن اللقاح مهم جدا للقضاء على وباء فيروس كورونا الجديد بصورة نهائية، مشيرا إلى ان جميع البلدان تقوم الآن بتطوير اللقاح ضد كورونا بأقصى سرعة، لكنه لا يعتقد ان اللقاح يمكن أن يتم انتاجه خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.

 كما أشار  إلى أنه وفقًا لتجربة مكافحة السارس، فإن إزالة المضيف الوسيط يمكن أن يوقف انتشار الوباء أيضًا.

وذكر تشونغ نان شان أن الناس لا يعرفون حتى الآن ما هي سلسلة انتشار فيروس كورونا الجديد، مؤكدا على ان اكتشاف سلسلة الانتشار وقطعها لهما أهمية كبيرة للقضاء على الوباء.

اقرأ أيضا : احترس .. التدخين يزيد مخاطر الإصابة ب”كورونا “

 ويعتقد أن وضع جميع الآمال على اللقاح دون استخدام الطرق الأخرى أمر سلبي ، كما قد لا يكون اللقاح مثاليًا جدا بمجرد تطويره، لذا يمكن تطعيم الناس الذين هم عرضة للفيروس أولا، وليس من الضروري أن يخضع الجميع لعملية التطعيم.

الأجسام المضادة

في حين طور فريق كبير من العلماء بكلية الطب جامعة ستانفورد اختبارا للكشف عن الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا الجديد في عينات الدم.

فعلى النقيض من الاختبارات التشخيصية الحالية لكوفيد-19، التي تكشف عن المادة الوراثية للفيروس في إفرازات الجهاز التنفسي، فإن الاختبار الجديد الذي يقوده سكوت بويد، أستاذ علم الأمراض المساعد، يصور الأجسام المضادة للفيروس في البلازما، السائل في الدم، لتوفير معلومات بشأن استجابة الشخص المناعية للعدوى.

و أكدت كلية طب ستانفورد إن الاختبار يكشف عن نوعين مختلفين من الأجسام المضادة: الأجسام المضادة IgM، والتي يتم تصنيعها مبكرا في الاستجابة المناعية والتي عادة ما تختفي مستوياتها بسرعة، والأجسام المضادة IgG، التي ترتفع مستوياتها ببطء أكثر بعد الإصابة ولكنها عادة ما تستمر لفترة أطول.

وقال أستاذ ورئيس قسم علم الأمراض بالكلية ، توماس مونتين،”هناك بيانات محدودة من الصين وأوروبا تظهر أن ذلك يبدو هو نمط الاستجابة المتبع مع هذا الفيروس ، مضيفا :” لم يكن لدى أحد هذه المدة الكافية لمعرفة كم من الوقت تستمر الأجسام المضادة بعد الإصابة”.

وتم إطلاق الاختبار، الذي يستغرق الحصول على نتائجه يومين إلى ثلاثة أيام، في 6 أبريل في مركز ستانفورد للرعاية الصحية ،  وقال البيان إن المركز يستطيع اختبار 500 عينة يوميا.

اقرأ أيضا : النتائج متضاربة..هل يوقف علاج الملاريا زحف كورونا؟

و نبه  عميد كلية الطب بجامعة ستانفورد، لويد مينور إلى أنه “من الضروري أن يكون لديك الأدوات المناسبة لفهم علم الأحياء لفيروس كورونا الجديد. هذا الاختبار يقربنا خطوة للإجابة على العديد من أسئلة الصحة العامة المثارة حول كوفيد-19″ ، مؤكدا أن الاختبارات المصلية تعطينا رؤية أكثر شمولا لما يحدث في شخص مصاب أو تعرض للعدوى بالفيروس”.

وأشار إلى أن الاختبار المصلي يمكن أن يجيب  على العديد من الأسئلة التي لا يمكن الاجابة عليها باستخدام الاختبار التشخيصي الحالي لكوفيد-19.

وقال مونتين: “قد يكون هذا النهج مهما جدا في هذه الفترة في ظل عدم وجود لقاحات أو علاجات نهائية أخرى. اعتقدنا إنها حاجة طبية ملحة، سلاسل التوريد المعتادة غير موثوقة، لذلك قررنا بناء سلاسلنا الخاصة”.