كبري شركات الأدوية تسابق الزمن في التوصل لحل مع فيروس كورونا المستجد، وتسعى للوصول إلى عقار فعّال للقضاء عليه، لكن يبدو أن اليابان ستفعلها مبكراً .
sss
“هدية اليابان للعالم”، هكذا ضجت المواقع الأخبارية محليًا وعالميًا، بخبر منح الحكومة اليابانية حوالي 20 دولة عينات مجانية من عقار “أفيجان” المضاد للفيروسات والذي اُستخدم لمعالجة كورونا، وجاءت النتائج مبشرة، وأقرت العديد من الدول بقدرة الدواء على محاصرة العدوى وتحويل النتائج من إيجابية إلى سلبية في 4 أيام فقظ ، ما يدعو للتفاؤل.
عقار أفيجان
في الاسبوع الماضي، أعلنت اليابان اعتزامها تقديم عقار Avigan المضاد للإنفلونزا مجاناً إلى 20 دولة حول العالم، في إطار شراكة دولية واسعة النطاق في أبحاث سريرية لعلاج مرضى كوفيد-19، بحسب تصريحات وزير الخارجية الياباني، توشيميتسو موتيجي.
وستشمل الدول العشرين، التي ستحصل على العقار، الخاضع حالياً للتجارب السريرية كعلاج لكوفيد-19، كلاً من المملكة العربية السعودية، إندونيسيا، وإيران وتركيا، وبلغاريا وجمهورية التشيك وميانمار، بالإضافة إلى 30 دولة أخرى أبدت اهتماماً. في الحصول عليه.
كما ستقدم اليابان إلى مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع منحة قدرها مليون دولار لشراء وتوزيع عقار Favipiravir، الذي طورته شركة منبثقة عن Fujifilm Holdings Corp.
وحصل عقار “افيجان” على الضوء الأخضر للاستخدام من قبل إدارة الأغذية والدواء الأمريكية، وتعتزم اليابان توفيره لنحو 50 دولة حول العالم، حيث حقق نتائج إيجابية للغاية عقب تجربته على 320 مريضا في مدينة ووهان الصينية
وبدأت الشركة تجارب المرحلة الثالثة لهذا العلاج الأسبوع الماضي،و حصل هذا العقار على دعم حكومي عام 2014 لعلاج فيروس ايبولا الذي انتشر في أفريقيا، وترغب الحكومة اليابانية في تقديم هذا العقار إلى بعض الدول بالمجان .
كشف تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، عن حالة تفاؤل بعد إجراءات اختبارات ناجحة لعقار آفيجان على مرضي كورونا، مشيرة إلى أن النتائج الممتازة التي حققها تجارب الدواء الياباني في الصين كانت دافعاً للتوسع في استخدام الدواء في دول أخري من بينها مصر، عقب أصابة نحو مليون ونصف المليون من البشر، بالإضافة لألاف الوفيات حتى الآن، مستنزفاً موازنات الدول.
وبدأت الصين في اختبار “افيجان” كعلاج محتمل للفيروس التاجي في فبراير، وفي 15 مارس الماضي ، وافقت على استخدامه في التجارب السريرية لعلاج كوفيد-19 في ذلك الوقت، قال تشانج شين مين، رئيس المركز الوطني الصيني لقسم التكنولوجيا الحيوية، إن” العقار أظهر نتائج واعدة في علاج مرضى فيروس التاجي، مع آثار جانبية خفيفة”.
التعليم العالي
قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي بمصر،خالد عبد الغفار، إن مصر حصلت، قبل شهر، على عدد من العينات لدواء “أفيجان” الياباني، الذي تم استخدامه لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد.
وأوضح الوزير، في تصريحات تلفزيونية، إنه تم التواصل مع المصنع الياباني المسئول عن إنتاج الدواء قبل شهر، وأن مصر تمضي في “عملية بحثية مع اليابان”، في محاولة التوصل لعقار يعالج كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه تم الحصول على عينات، سيجري إخضاعها لتجارب سريرية معملية.
وتابع ” جاري العمل على دراسة تأثير الدواء على علاج الفيروس، بواسطة أساتذة وعلماء فيروسات متطورة في المركز القومي للبحوث، مشيرًا إلى أن هناك تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمتابعة اليومية، بالتعاون مع الجانب الصيني، الذي يعمل على تصنيع المادة الخام، بهدف تصنيع كمية كافية من خلال أحد مصانع الأدوية في مدينة العاشر من رمضان، منوهًا أنه يتم الحصول على الموافقات اللازمة من الجانب الياباني”.
وذكر الدكتور حسام عبدالغفار، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، خلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج الفضائية، أن “مصر تسعى إلى تصنيع المادة الخام لهذا الدواء الذي حقق نجاحا جيدا حتى الآن ويحول النتائج إلى سلبية بنسبة 91%، وفى حال نجاح التجارب السريرية التي تجرى على هذا الدواء، فستبدأ مصر على الفور في انتاجه مباشرة في مصانع الدواء المصرية”.
دراسة
أفادت دراسة بحثية أجراها علماء بجامعه ووهان الصينية، عن فعالية وسلامة دواء “أفيجان” الياباني لعلاج مرضى فيروس كورونا، عن معدل الشفاء السريري لمدة 7 أيام، بعد تناول العقار،حيث أجريت التجربة على المرضى الذين لديهم فيروس كورونا المؤكد في 3 مستشفيات بمدينة ووهان الصينية بؤرة تفشي الفيروس في نهاية ديسمبر الماضى.
ووفق الدراسة، جرى إخضاع 120 مريضا من مصابى فيروس كورونا ممن لا يعانون من أمراض مزمنه لعقار favipiravir وأظهرت النتائج معدل التعافي السريري لمدة 7 أيام بنسبة 71.43٪ ، وتضمنت النتائج نجاح العقار الياباني في تخفيف أعراض الحمى والسعال بالنسبة لمرضى كورونا المصابين بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
وقال الدكتور أحمد قنديل، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، إن ما يتم في مصر هي تجربة إكلينيكية للعقار، فهو علاج معتمد بالفعل وثبت فعاليته في عدة دول، مضيفًا أنه في حال إثبات فاعليته سيتم تعميمه بالعالم ثم إعلان براءات الاختراع نظرًا لانتشار الوباء بالعالم وحصول الدول على المادة الفعالة من اليابان وإنتاجه في مصانعها المحلية”.
وقال “قنديل” لـ مصر 360 إن عقار “أفيجان” يعتبر من المضادات للأنفلونزا واستخدمته الصين في علاج مصابى كورونا ووفق لدراسات البحثية فأنه يعطى نتائج نجاح 70% في علاج مرضى كورونا، كاشفًا أن العقار سيتواجد بمستشفيات العزل الأسبوعين القادمين لاستخدامه لعلاج مرضى كورونا ضمن بروتكولات العلاج في الحالات التي لا تستجيب لدواء التاميفلو”.
وأضاف “أفيجان” عقار قديم وليس مستحدث، ويعد مضاد للفيروسات، حيث كان يستخدم للإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي لليابان، وقد أثبت فاعليته على فيروسات حمى الوادي المتشقق ومرض السعار، لافتًا أن مهمته هو ضرب الإنزيمات المسئولة عن تكاثر الفيروسات، والتأثير على البروتينات المسئولة عن انقسام الفيروس داخل الخلية” .
بينما أفاد حسين أحمد، عضو نقابة الأطباء، أن عقار “أفيجان” يعمل على إيقاف نمو الـDNA للفيروس داخل الخلية لذلك حقق نتائج جيدة في عدد من الدول لعلاج كورونا، لكنه يستخدم بالتوازي مع عقار هيدروكسي كلوروكوين الذي يمنع التصاق الفيروس بكرات الدم الحمراء، على أن يمنع الأول نمو خلية الفيروس وانقسامها، وبالتالي يتم القضاء على الفيروس.
واستطرد عضو نقابة الأطباء، أن “عقار فيجان آمن على الانسان ومن المفترض أنه سيتم تجربته على مصابين كورونا بمصر وإجراء التحاليل لهم قبل وبعد الحصول على العقار وذلك لإثبات مدى فاعليته ضد الفيروس، ولكن من المحتمل أن يختلف تأثيره من شخص لأخر وذلك لاختلاف طبيعة جسم إنسان عن آخر”.
وأردف قائلا” بدأ استخدام عقار “أفيجان” منذ سنوات، وهو مضاد للفيروسات يعمل على إيقاف نمو الخلية، وكان يستخدم عقار مماثل بمصر في علاج فيروس الإيدز”.