يصل متوسط عمر الشباب في القارة الإفريقية  إلى 19,4 بينما يتألف  70% من عدد السكان البالغ 1,2 مليار نسمة من شباب دون الثلاثين من العمر ، و كثير منهم يشعربتفاؤل كبير في إصلاح أوضاع بلدانهم ، وخاصة في ملف الفساد الحكومي و توفير فرص العمل والتطور التكنولوجي ، حيث يرى معظمهم أنهم يشهدون بداية “القرن الإفريقي ”

مفاستو إليزابيث جاما ، الطالبة البالغة من العمر 19 ربيعا ،والتي تعيش في العاصمة المالاوية ليلوجوي  ويغلب علي ملبسها الطابع الريفي ، ورغم ذلك لديها يقين من حصولها على فرص أفضل  من فرص أبويها ، بفضل التكنولوجيا ، مؤكدة أنه جيل جديد يملك تكنولوجيا متطورة و لديه فرصة أكبر للحصول على المعلومات .

و تستخدم  الفتاة هاتفها المصنوع في الصين ، في التحدث إلى الأصدقاء و تحميل الموسيقى و البحث عن المواد الدراسية ، كما حولته إلى وسيلة للعمل ، قائلة :” إننا نطلب أشياء م تنزانيا وجنوب إفريقيا ، كالملابس و الأحذية و نتلقى طلبات ونقوم بتسليمها “

وأضافت :” إنها تنشر إعلانت على مجموعات رسائل واتس آب و أنها تدفع أموالا لبعض البائعين من خلال استخدام التليفون المحمول “

وأكدت أن الشباب لديهم أفكار عمل جيدة ،حتى وإن كان رأس المال ينقصهم ، لبدء المشروعات .

وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن “خبرة ” الفتاة “جاما ” تتماشى تقريبا مع مسح جديد أجرته مؤسسة “الشباب الإفريقي ” والذي توصل إلى أن كثيرا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عاما  عبر القارة يعملون في مشروعات ويتميزون بالتفاؤل و الخبرة التقنية .

بينما يعتقد 4 من 5 تقريبا ضمن 4200 شاب شملهم مسح أجرته مؤسسة “بي إس بي ” للأبحاث الأمريكية ، والذي ركز على 14 دولة تقع في إفريقيا جنوب الصحراء ، أن “الواي فاي ” حق من حقوق الإنسان ، بينما يؤكد الثلثان أنهم يشهدون بداية ما أسموه بـ”القرن الإفريقي “

وقالت الصحيفة البريطانية إنه المسح سعى إلى رصد توجه الشباب الذي ولد عقب نهاية حقبة الفصل العنصري في 1994 ، وبعد عقود من الاستعمار الذي تداعى منذ نهاية الخمسينيات .

وأشارت إلى أن من بين النتائج الأكثر إثارة للدهشة ، هو أن ثلثي الشباب يتصلون بشكل منتظم بالإنترنت ، وإنه إذا حصل أحدهم على مائة دولار سيبدأ في نشاط تجاري ، في حين يعتقد 82% أنهم سيكونون أفضل حالا في غضون عامين .

كما توصل المسح ، الذي أجرى حوارات في العمق مع الشباب الريفي والحضري من نطاق دخل واسع ، إلى أن قرابة 90 % من الشباب لديهم هواتف ذكية ، وهي نسبة تفوق عدد السكان بكثير ، حيث يشكل توغل التليفونات الذكية نحو 40% ، بينما لا يتجاوز هامش الخطأ 2% في جميع الأحوال .

ولفتت الصحيفة إلى أن النتائج تأتي في تناقض شديد مع الرأي السائد بأن الشباب الإفريقي “محبط ” ويفتقر إلى فرص الحصول على وظائف ، ويشعر بالسخط إزاء النخب الحاكمة ، التي يعتبرها “فاسدة ” ، مضيفة أن بعض بعضا من الشباب محترفون وقادوا الاحتجاجات العالم الماضي في الجزائر والسودان ، بينما كانت الاحتجاجات الشبابية أحد الملامح السياسية في دول إفريقية تضم إثيوبيا و أوغندا .

وقالت مؤسسة عائلة ” إشيكوتس ” التي أجريت الدراسة تحت رعايتها ، إنها سعت لمواجهة الصورة النمطية التي تظهر الشباب الإفريقي وهو يشعر باليأس والسخط ، وفي المقابل تقر بأن عديدا من الشباب كانوا يسعون إلى حل مشكلاتهم الخاصة بهم ، نافية في الوقت نفسه التلاعب بنتائج المسح للخروج بصورة “متفائلة ” عن القارة التي يعيش فيها واحد من بين ثلاثة أشخاص على أقل من 1,9دولار في اليوم .

وبسؤالهم عن أكبر التحديات بالقارة ، تحدث من شملهم المسح عن “خلق الوظائف ” كثاني أهم أولوية ، بينما كان الحد من الفساد الحكومي على رأس الأوليات .

وتقوم الطالبة ذات الـ19 ربيعا ، مونيكا تاي ، في أبيدجان ، المدينة التجارية الرئيسية بساحل العاج ، ببيع منتجات طبيعية للشعر على “انستجرام ” ، فقد عثرت على فرصة لها في بلدها ولم تغرها فركة الهجرة ، قائلة :” أشعر بمستقبلي هنا ، إذا رحل كل فرد ، فمن سيساهم في البلاد ؟

وفيما يتعلق بتأثير الاستعمار على القارة ، قالت :” إننا دائما ما نلوم الغرب على السرقة من إفريقيا ، ولكن إذا لم تكن شوارعنا نظيفة ، فليس هذا خطأ أوروبا ، فيجب أن نتحمل المسؤولية نحن الأفارقة “