رسالة الحكومة المصرية من إضاءة “هرم خوفو” الأكبر بمنطقة أهرامات الجيزة، كانت واضحة أنها ترمي، للالتزام، بالإجراءات التي اتخذتها الدولة لمجابهة فيروس كورونا المستجد، ودعوة المواطنين للجلوس في المنزل، ولكن هذا الأمر يطرح تساؤلات هامة حول السيناريوهات المتوقعة خلال الأسابيع الثلاثة القادمة في مصر.
sss
أطباء مختصون، قالوا إن الأسابيع الثلاثة المقبلة ، _21 يوما_ فاصلة في مدة بقاء كورونا داخل مصر.
وأشاد أطباء بالنجاح الذي حققته الصين في السيطرة على الأوضاع بالبلاد وتعاملها السريع مع الأزمة، لأسباب كثيرة أهمها أنها عانت من قبل من أوبئة، مثل “سارس” و”انفلونزا الخنازير”، وغيرها، ما سهل من عملية السيطرة غير الكاملة على الانتشار.
“إجراءات العزل السريعة ساهمت في السيطرة والحد من الانتشار ، وقدرة الصين نفسها على عزل مدن كاملة، وبصرامة شديدة، تطلبت في بعض المواقف استخدام العنف المفرط ضد المواطنين، عكس ما جري التعامل به إيطاليا وإسبانيا المنكوبتين، بانتشار الوباء بهما، لتهاونهما في البداية”.
الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية وأمراض الدم والمناعة بكلية الطب جامعة شانتو بالصين، قال، إن مصر لم تعبر مرحلة الخطر في مواجهة فيروس كورونا المستجد حتى الآن.
اقرأ أيضًا:بين الإنكار والانتشار.. أسباب دخول “كورونا”
وقال “عطية “، ” مصر لم تتجاوز مرحلة الخطر وأمامنا 3 أسابيع فاصلة لا بد من استمرار الإجراءات الوقائية وحرص الشعب وتناقص معدلات الإصابة والوفيات وزيادة نسبة المتعافين وحينها يمكن القول إننا تجاوزنا مرحلة الخطر.
وحذر عطية، من الانزلاق إلى مصير إيطاليا، والوصول لمرحلة الخطر.
مراهنة على الوعي
وقال رئيس لجنة الصحة بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، الدكتور صلاح سلام، المراهنة خلال الشهر القادم سوف تكون على ” الوعي” وأهمية تفهم المواطنين لخطورة المشهد”.
وقال سلام لمصر 360 “لكننا أيضا نعلم أن شعبنا أغلبه من البسطاء أبناء الريف والصعيد، فلابد من الاستعداد للسيناريو الأسوأ، فإن لم يحدث فخيرًا فعلنا، وإن حدث -لا قدر الله- فنحن مستعدون”.
وتابع” المستشفيات المركزية بالمحافظات، بحاجة إلى ضرورة إعدادها بكافة المستلزمات، بسبب وصول أخبار منها بضعف تجهيزاتها”.
اقرأ أيضًا:“لا تهويل ولا تهوين” .. جنود”القلم” خلف الكواليس في معركة “كورونا”
وتوقع “سلام” أنه في حال تصاعد الأمور، يمكن الاستعانة بطلاب السنة النهائية في كليات الطب للعمل في المستشفيات، وكذلك التمريض العالي ليكونوا جزءًا من الفريق الطبي.
وتصل أعداد طلاب نهائي طب إلى حوالي 8 آلاف طالب.
واقترح سلام، الاستعانة بالأطباء المحالين على المعاش من هم دون الـ 65 عاما، منوها إلى أن “المستشفيات الخاصة هي احتياطي استراتيجي للدولة، ويمكن استخدامها، ولابد من مخاطبتها من إدارة العلاج الحر أن تكون على استعداد لذلك عند الضرورة “.
“وباء كورونا ” ربما يستمر
ومع الانتشار الشديد لكرونا في معظم دول العالم يتساءل الكثيرون، متي ينتهي هذا الكابوس؟،
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن وباء كورونا “أبعد ما يكون عن الانتهاء” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وإن إجراءات كبحه تمنح بعض الوقت للدول للاستعداد لانتقال واسع للعدوى.
وحذر المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادئ في منظمة الصحة العالمية، تاكيشي كاساي، من استمرار الوباء، وقال إنه حتى في ظل كل تلك الإجراءات، فإن خطر انتقال العدوى في المنطقة لن يزول ما دام الوباء مستمرا.
اقرأ أيضًا:“لا يهاب الكبار” .. “كورونا” يهدد عرش الاتحاد الأوروبي
وكشف كاساي “أنه ينبغي على الجميع الاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى” مضيفا بأن “الدول التي تشهد انخفاضا في عدد الحالات من التراخي، وإلا فإن الفيروس قد يعود مجددا”.
الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أجاب على التساؤلات بشأن تكرار سيناريو انتشار فيروس كورونا المستجد في إيطاليا، مرة أخرى في مصر.
وقال”جبور”، “كل دولة في العالم لها خصوصيتها بالنسبة للخصائص الاجتماعية والنظم الصحية، واستعدادها للكوارث والأزمات، مضيفا “يجب جميعًا أن نتعلم من السيناريوهات المختلفة للدول”.
وأعرب ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، عن أمنياته بــ “ألا تصل مصر إلى السيناريو، السيئ وهذا من ضمن الإجراءات التي تتخذ على مستوى موجها رسالة للمجتمع المصري والحكومة بشكل عام بـ ” أن يكونا على قدر المسؤولية لعدم الوصول إلى حد الانتشار المجتمعي للفيروس”، ولكنه عاد وذكر بأن استعدادات مصر بعدة سيناريوهات لمواجهة الجائحة، يمكن أن تحمي مصر من هذا السيناريو الصعب.
مدير إدارة الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور إيفان هوتين، وضع سيناريوهين للوضع في مصر، الأول: ما حدث في الصين باتخاذ إجراءات احترازية لاحتواء المرض وترصد المخالطين والعزل، والسيناريو الثاني عدم تطبيق الإجراءات الصحية في الوقت المناسب وأدى لتفاقم الوضع وانهيار المنظومة الصحية.
“هوتين” توقع بأن يستمر السيناريو الأول في مصر بشرط استمرار الترصد وتتبع المخالطين مع تكاتف جميع الجهات المعنية والوعي المجتمعي خلال الأسابيع المقبلة لتحديد أي سيناريو مقبل”.
خطأ إيطاليا القاتل
بحسب مجموعة من الخبراء الصينيين الذين سافروا إلى إيطاليا لتقديم المشورة لنظرائهم الطليان، تحتاج البلاد إلى التحول إلى الحجر الصحي الجماعي لمرضى فيروس كورونا الجديد الذين يعانون من أعراض خفيفة بدلا من السماح لهم بالعزل في المنزل.
بحسب مجموعة من الخبراء الصينيين الذين سافروا إلى إيطاليا لتقديم المشورة لنظرائهم الطليان، تحتاج البلاد إلى التحول إلى الحجر الصحي الجماعي لمرضى فيروس كورونا الجديد الذين يعانون من أعراض خفيفة بدلا من السماح لهم بالعزل في المنزل.
وقال رئيس قسم الجهاز التنفسي بمستشفى غرب الصين التابع لجامعة سيتشوان، ليانغ تسونغ آن، “إن الأطباء في ووهان ارتكبوا نفس الخطأ في وقت مبكر من تفشي فيروس كورونا الجديد، مشيرا إلى أنه ومع بدء المرض في ووهان، تم إدخال المرضى المصابين بأعراض خطيرة إلى المستشفيات، فيما أوصى الأطباء، في ذلك الوقت، بأن يعزل الذين يعانون من أعراض خفيفة أنفسهم في المنزل، وذلك جزئيا للحد من الضغط على نظام الرعاية الصحية”.
اقرأ أيضًا:“كورونا يحكم”.. “الفيروس يتلاعب بطموحات “بوتين”
