أكد الجيش الأمريكي لإذاعة صوت أمريكا أنه يرجح مقتل أحد زعماء حركة الشباب الصومالية في قصف بطائرة مسيرة الشهر الماضي. ليصل عدد الضربات الجوية الأمريكية في الصومال هذا العام إلى 24، والتي أثارت انتقادات لوقوع ضحايا من المدنيين الصوماليين.

sss

قال المتحدث باسم قيادة الجيش الأمريكي في أفريقيا (أفريكوم)، الكولونيل كريس كرانز، لإذاعة صوت أمريكا: “يعتقد أن بشير محمد محمود، وشهرته بشير قورغاب، قد قتل بالفعل” في قصف جوي أمريكي في 22 فبراير، ووقع القصف في مدينة ساكو بمنطقة جوبا الوسطى.

وكان قورغاب واحدا من أكثر قادة المعارك المخضرمين في حركة الشباب. وكان أحد مهماته الأخيرة هي قيادة ثلاث وحدات، تعمل منها اثنين في كينيا، بما في ذلك الوحدة العنيفة التي تدعى جيش أيمن في منطقة ماندا باي. ويقود تنظيم الشباب حاليا أحمد عمر، وشهرته أبو عبيدة، وجاء على رأس التنظيم في 2014، خلفا لزعيم التنظيم السابق الذي قتل في قصف أمريكي بطائرة مسيرة، أحمد عبدي جودان.

وكانت (أفريكوم) أوردت في 25 فبراير الماضي أن قائد بارز في حركة الشباب والذي كان وراء الهجوم الذي تم شنه في 5 يناير في ماندا باي قد قتل في قصف بمدينة ساكو.

وفي هجوم 5 يناير الماضي، قامت مجموعة مسلحة من حركة الشباب باختراق قاعدة عسكرية كينية كانت تستخدمها القوات الأمريكية في ماندا باي، وقتل في الهجوم جندي أمريكي واثنين من المتعاقدين الأمريكيين. كما قام المسلحون بتدمير ست طائرات.

وفي أول تقرير عام عن عمليات الجيش الأمريكي في الصومال نشر في فبراير الماضي، أكد على أنه جزء من المهمة المعلنة لقيادة الجيش الأمريكي في أفريقيا هو أنه بحلول 2021 سيتم تحييد حركة الشباب، والدولة الإسلامية في الصومال والمجموعات الإرهابية الأخرى بحيث لا تشكل تهديدا جسيما على مصالح الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من الضربات الجوية الأمريكية المستمرة في الصومال ومساعدة الولايات المتحدة للقوات الأمريكية الشريكة، إلا أن حركة الشباب يبدو أنها تمثل تهديدا متزايدا يطمح لتنفيذ ضربات على الأراضي الأمريكية.

وأشارت فرانس برس إلى أن بعض المسؤولين الأمريكين قد أعربوا عن مخاوفهم بشأن غياب نتائج ملموسة للحرب التي لا يعلم عنها كثير من الأمريكيين، وهي التي تتم بصورة كبيرة اعتمادا على الطائرات المسيرة وقوة نخبة صغيرة على الأرض.

وأوردت أن قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، الجنرال ستيفن تاونسند، قال في معرض دفاعه عن استراتيجية الولايات المتحدة عند سؤاله من قبل أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أنه لا يعتقد أن الأمر لعبة عقيمة ليس من الممكن الفوز فيها، قائلا إن القوات الأمريكية تبحث سبلا لخفض قدرات تلك المجموعات أينما أتيحت فرصة.

وتهدف سياسة الولايات المتحدة المعلنة في الصومال إلى الحيلولة دون أن تصبح البلاد ملجأ للمجموعات الإرهابية لتدبير هجمات على الولايات المتحدة وزعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي. وذلك مع المخاوف التي أثيرت في السنوات الماضية عن وجود تعاون بين المنظمات الإسلامية المسلحة في المنطقة، التي تضم حركة الشباب، وبوكو حرام، والقاعدة في المغرب الإسلامي، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وتعود تسمية التنظيم لأنه بدأ كمجموعة منشقة عن تنظيم الاتحاد الإسلامي تحالفت مع اتحاد المحاكم الشرعية الصومالية في بداية الألفية الثانية، وعملت كجناح الميليشيا المكونة من الشباب لها، واستطاعوا في 2006 السيطرة على العاصمة الصومالية مقديشيو ومساحات واسعة من المناطق الزراعية بالصومال، غير أنه في السنوات الأخيرة نجحت حملة عسكرية بقيادة الاتحاد الأفريقي وبتفويض من الأمم المتحدة في دفع حركة الشباب إلى خارج المراكز السكنية.

وخلصت كاثرين دبيستمان من معهد واطسون، المركز البحثي بجامعة براون بالولايات المتحدة، والذي يقوم بإحصاء تكاليف حروب الولايات المتحدة سنويا، في تقرير لها العام الماضي إلى أن التدخلات العسكرية الأجنبية لم تحدث أي تحسنا فيما يتعلق بتأثير أنشطة حركة الشباب، بل رأت أنها قد عززت من سيطرتها على السكان المحليين.

وأضافت أن حركة الشباب قد استفادت من اقتصاد الحرب عبر ممارسة الابتزاز على السكان المحليين وسحب المساعدات الدولية المرسلة إلى هذا البلد الفقير.

كما أوردت منظمة العفو الدولية أن ضربات الولايات المتحدة قد أودت بحياة الكثير من المدنيين، الأمر الذي ينفيه الجيش الأمريكي.

وقالت تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2019 إن الضربات الجوية الأمريكية- التي كانت لا تقوم بالتمييز في بعض الأحيان بين الأهداف من حركة الشباب والمدنيين- قد نجم عنها مقتل مزارعين وحتى أطفال.

واتهمت المنظمة الجيش الأمريكي بإظهار عدم اعتبار مزري نحو المدنيين.