خلال الأيام القليلة الماضية انتشرت بروتوكولات لعلاج المصابين بفيروس كورونا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ينذر بكارثة وحذر منه عددا من الأطباء، وبالتوازي مع انتشار تلك البروتوكولات انتشرت أيضًا استغاثات لاختفاء الأدوية الموصوفة من الصيدليات مما جعل المرضى في موقف صعب بسبب تخزين المواطنين للأدوية الموصوفة للبروتوكول خوفا من الإصابة.
وفي هذا الصدد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لروشتة لبعض الأدوية التي نصحوا غيرهم باستخدامها في حال الاشتباه في الإصابة بكوفيد 19، عبارة عن بروتوكول علاج كورونا من مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد الفرنساوي والذي يتم فيه استخدام الأدوية وسيلتاميفير، هيدروكسي كلوروكين، وزيثروماكس.
الأمر الذي حذر منه طبيب مكافحة العدوى في مستشفى العزل بأسوان محمد حمزة، قائلا إن هذا العلاج المتداول يستخدم في المستشفيات فقط ولا يجوز للمريض أخذه من تلقاء نفسه فهو يؤخذ بتركيزات معينة حسب حالة المريض بناء على تقييم طبي.
وحذر طبيب مكافحة العدوى من الأثار الجانبية لهيدروكسي كلوروكين الذي قد يسبب العمى إذ تم أخذه دون استشارة طبيب، قائلا: “الشخص لو اتعزل في البيت بيبقى ليه أدوية معينة وبتتاخد باستشارة الطبيب فقط”.
من ناحيته أكد الدكتور علاء عوض أستاذ الكبد والجهاز الهضمي على خطورة الأمر، لأن هناك قاعدة طبيبة عامة فلا يتم أخذ دواء إلا تحت إشراف طبيب، ولايوجد ما يسمى بالعلاج الموحد فلكل حالة تداعياتها فهناك المصابون بأزمات في الرئة وغيرهم باحتقان وغيرهم بتجلطات، وبالتالي فكرة العلاج الموحد خاطئة وخصوصا أن هناك من الروشتة المنتشرة بعض الأدوية التي لازلت تحت التجربة وهناك بعض الدول قررت إلغائه من قائمة العلاج مثل هيدروكسي كلوروكين”.
وأوضح عوض أن مجموعة الفيتامينات والأدوية الموصوفة بالروشتة المتداولة، لها دور فعال مع مريض كورونا، بالإضافة إلى التغيرات المرضية للحالة والمضاعفات التي من الممكن أن تحدث أثناء أخذ تلك الأدوية وبالتالي يرجى عدم أخذها إلا تحت استشارة طبيب.
ويقول أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، إن سبب انتشار هذا الأمر ولجوء بعض المواطنين لشراء تلك الأدوية واستخدامها عند احساسهم بأعراض كورونا، هو الخوف من الازدحام والتكدس في مستشفيات العزل والفرز، وبالتالي أرى أن هناك ضرورة طبية لزيادة المستشفيات المخصصة للفرز والعزل، وإتاحة أطباء للإشراف علي حالات العزل المنزلي.
الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أصدرت مؤخرا قرار بتعليق تجارب عقار الهيدروكسي كلوروكوين (دواء الملاريا والأمراض الروماتيزمية) لعلاج مرضي الكورونا حول العالم نظرا لتحفظات تتعلق بسلامته علي المرضى.
وأفادت دراسة نشرت في دورية “لانسيت” الطبية، أن عقار هيدروكسي كلوروكوين يفاقم خطر موت المصابين بالمرض، وقد شملت الدراسة المنشورة في دورية “لانسيت” 96 ألف مصاب بفيروس كورونا، أعطي حوالي 15 ألف منهم علاج يدروكسي كلوروكوين أو علاج مشتق منه، إما وحده أو مع مضادات حيوية.
ووجدت الدراسة أن احتمال موت المرضى الذين تناولوا العقار في المستشفى أو تعرضهم لمشاكل صحية في القلب أكبر من أولئك الذين لم يتناولوه، أما نسبة الوفيات فكانت كالآتي: المرضى الذين أعطوا هيدروكسي كلوروكين: 18 في المئة، والمرضى الذين أعطوا كلوروكين: 16.4 في المئة، ومجموعة التجربة (بدون إعطاء أي من العلاجين): 9 في المئة. أما الذين تناولوا عقار هيدروكسي كلوروكين أو كلوروكين مع مضادات حيوية فقد كانت نسبة الوفاة بينهم أعلى.
وحذر معدو الدراسة من إعطاء المرضى هيدوكسي كلوروكين خارج نطاق التجارب الطبية.