احتدت الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة مواطن أمريكي من أصل إفريقي بمدينة مينيا بوليس، عقب وضع شرطي أبيض ركبته فوق رقبته لأكثر من 8 دقائق، حيث رافقت الأحداث عمليات سلب ونهب، ماحدا بخروج تصريحات على أعلى مستوى بالبلاد تحذر وتنبه بإمكانية تدخل الجيش، إلا أن تطورات لاحقة خرجت بالواقعة من حدود البلاد، وامتدادها إلى عواصم دول العالم، تنديدا بالتعامل العنيف من قبل رجال الشرطة مع المحتجين.
تضامن واسع في لندن
فعلى بعد آلاف الكيلو مترات خرج الآلاف في مدينة الضباب العاصمة البريطانية لندن تنديدا بالتعامل مع الاحتجاجات وتضامنا مع المحتجين.
احتجاجات لندن الحاشدة رافقها رفع لافتات كُتب عليها “العدالة لجورج فلويد”، جثا المحتجون على ركبهم في ميدان “ترافلغرسكوير” بوسط العاصمة ورددوا هتافات “لا عدالة.. لا سلام” و ” لافتات “لا مكان للعنصرية”.
واتجه المتظاهرون إلى السفارة الأمريكية، وتوقفت حركة المرور في عدة أماكن بسبب التظاهرات، وتلقى المتظاهرون تصفيقا وتضامنا من المارة.
فيما امتدت المظاهرات التي اندلعت إثر موت المواطن الامريكي ذو الأصل الافريقي، إلى العاصمة الألمانية برلين، ورفع المتظاهرون لافتات تعبر عن رفضهم التام للعنصرية والتميز العرقي .
وكان قد احتج المئات في منطقة بيكهام في جنوب لندن، التي تقطنها غالبية من المواطنين من أصول إفريقية، على ما وصفوه بـ “وحشية الشرطة” في الولايات المتحدة.
تطور الأحداث
سخونة الاحتجاجات أدت إلى نشوب مواجهات عنيفة مع الشرطة في وقت استغله على الأنسب مثيرو الشغب، باقتحام المحال التجارية والشروع في عمليات سلب ونهب.
عدة مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل، لا سيما “تويتر” وثقت ارتكاب هذه الجرائم، وأظهرت اقتحام ونهب متاجر كذلك تحطيم عدد من السيارات فى المعروضة فى متجر لمرسيدس بينز.
مقاطع الفيديو رصدت اقتحام العشرات محلات الهايبر ماركت، كانت الأجهزة الكهربائية والسلع الغذائية وكل ما تطاله أيديهم محل نهب، ولم يكتفوا بالسلب والنهب فقط، بل خلفوا وراءهم الدمار والخراب أيضًا، بتحطيم الأرفف وكشافات الإنارة وأجهزة الكمبيوتر والواجهات الزجاجية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أشعل مثيرو الشغب النيران فى بعض المبانى التى انهارت بالكامل إثر الحرائق الهائلة التى شبت بها دون أن تتمكن سيارات الإطفاء من التوجه لها للسيطرة عليها.
20 مدينة
لم يوقف اتهام الضابط وفصله من العمل في التخفيف من حدة الاحتجاجات أو انحصارها، كما أنها لم تقتصر على ولاية فقط بل طالت 20 مدينة أمريكية على الأقل، كما وصلت الاحتجاجات إلى أبواب البيت الأبيض.
التطورات المتلاحقة دفعت بقوات الخدمة السرية إلى إصدار قرار بإغلاق البيت، فبسبب وصول المتظاهرين إلى شارع بنسلفانيا – لافاييت بارك، تم إغلاق المقر الرئاسي، كذلك قاعة المؤتمرات الصحفية ومكاتب الصحفيين، كما استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق المحتجين.
تدخل القوة العسكرية
في مشهد غير مألوف، يعكس عمق الأزمة الراهنة، هدد الرئيس دونالد ترامب، باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة ضد المتظاهرين.
ترامب اعتبر أن “80% من المشاغبين في مينيابوليس قدموا من خارج الولاية، وقال إنهم “يضرون الأعمال (خاصة التابعة للأمريكيين من أصول إفريقية) والمنازل ومجتمع أهالي مينيابوليس الطيبين والمحبين للعمل، الذين يريدون السلام والمساواة.
تهديدات رئيس أقوى دولة في العالم أطلقها عبر تويتر في تغريدتين متتابعتين،قال “ترامب” “عبور حدود الولاية من أجل التحريض على العنف جريمة فدرالية! على الحكام ورؤساء البلديات الليبراليين أن يكونوا أكثر صرامة وبشكل كبير، وإلا فستتدخل الحكومة الفدرالية وستفعل ما يجب فعله، وهذا يشمل استخدام القوة غير المحدودة لعسكريينا وتنفيذ اعتقالات كثيرة. شكرا لكم!”.
وفي تهديد صريح ولافت أكد “ترامب” أن القوات المسلحة تستطيع الانتشار في مينيابوليس بشكل سريع جدا حال طلبت السلطات المحلية ذلك.
سبب الوفاة
الطب الشرعي في أمريكا، بعد التشريح الأولي للجثة كشف في بيانٍ صادر عن محكمة مقاطعة هينيبين نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، سبب الوفاة.
وقال إن النتائج الأولية لتشريح جثة فلويد لم تكشف عن أي دليل مادي على الخنق.
ورجح البيان، أن “سبب الوفاة يعود لتعرضه للخنق علاوة على ظروفه الصحية التي كان يعاني منها ونسبة الكحول المحتملة في جسده”، موجها إلى الشرطي ديريك شوفين تهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير المتعمد من الدرجة الثانية، أي ما يعادل عقوبة أقصاها 35 سنة.
إلا أن عائلة جورج فلويد أرادت توجيهَ اتهامات أكثر صرامة للضابط تذهب إلى حد القتل من الدرجة الأولى، وهي تهمة تتطلب من المدعين العامين إثبات أن ديريك شوفين كان ينوي قتلَ جورج فلويد.
واتهام القتل من الدرجة الثالثة لا يتضمن نية للقتل، وَفقا لقانون مينيسوتا، بل فقط يدين الجاني بالتسبب في وفاة شخص ما نتيجةَ عمل خطير “دون اعتبارٍ للحياةِ البشرية”.