ترقد مدينة مينيابوليس الأمريكية على تاريخ طويل من الممارسات العرقية ضد المواطنين من أصول إفريقية، ولم تكن تلك التي تسببت في اندلاع شرارة احتجاجات لم تزل تلقي بظلالها الثقيلة على واقع البلاد حاليا، هي الأولى من نوعها، لكن اللافت كان وجود هذه الممارسات ببروز واضح خلال السنوات القليلة الماضية.
كانت البداية من ضابط شرطة أبيض، يدعى ديريك شوفين، عندما وضع ركبته على رقبة جورج فلويد، مواطن من أصل إفريقي يبلغ من العمر 46 عاما، لأكثر من 8 دقائق، ما أدى إلى وفاته.
الحادث أجج الأوضاع، وكشف عن عدة إحصائيات متعلقة بممارسات عنصرية خلال السنوات القليلة الماضية، مورست بحق المواطنين من أصول إفريقية في المدينة ذاتها.
مدينة الليبرالية
ولم يخفي الاحتفاء بمدينة مينيابوليس باعتبارها مدينة تروج بها السياسات الليبرالية والسياسيين الليبراليين حدة التمييز ضد مجتمع الأمريكيين من أصول إفريقية حتى في السنوات الأخيرة.
الكفاح ضد ألوان التميبز طال لسنوات في هذه المدينة وفي سانت بول أيضا، حيث تعرفان سويا بالمدينتين التوأم.
تحتشد أغلبية كبيرة من السكان البيض في المدينتين، فالسكان غير البيض لا يتعدون حجم ربع السكان، كما أن أحياؤهم معزولة للغاية.
يرجع تاريخ تشكل المدينتين إلى أوائل القرن العشرين، عندما لم يسمح للعائلات السوداء بشراء منازل في أحياء معينة.
تمييز اقتصادي واجتماعي
وجاءت جملة الممارسات العنصرية في أشكال تمييز اقتصادي واجتماعي فج، فقبل جائحة كورونا كان 10 في المئة من السكان من أصل إفريقي عاطلين عن العمل مقارنة بـ 4 في المئة من البيض.
وجاء هذا في تصنيف كشف عن واحدة من أسوأ التفاوتات في الولايات المتحدة، كما يقبع 32 في المئة من السكان السود في المدينتين التوأم تحت خط الفقر مقارنة بـ 6.5 في المئة فقط من البيض.
وفي 2018 قالت دراسة إن معدل ملكية الأمريكيين من أصول إفريقية للمنازل في المدينتين هو من بين أدنى المعدلات في البلاد، في عام 2016، كان متوسط دخل الأسرة البيضاء حوالي 76 ألف دولار سنويا، بينما كان متوسط دخل الأسرة السوداء 32 ألف دولار فقط.
حوادث مشابهة
للشرطة الأمريكية ممارسات مشابهة في أكثر من واقعة، ففي عام 2015، اندلعت الاحتجاجات بسبب مقتل جامار كلارك، البالغ من العمر 24 عاما، والذي كان يلاحق من قبل ضباط شرطة في مينيابوليس.
وفي عام 2016، قُتل فيلاندو كاستيل برصاص ضابط شرطة في حي على بعد 15 دقيقة فقط من مركز الاحتجاج الحالي.
أما عام 2017، فقد قتل جوستين داموند بإطلاق النار عليها بعد أن اتصلت للإبلاغ عن اعتداء جنسي محتمل، وهناك اشتباه في تورط الشرطة في الواقعة، وتسبب هذا الحادث في انطلاق احتجاجات ووصول الأمر للقضاء.
صيحات فرح
تسبب الإعلان عن سجن الضابط السابق شوفين واتهامه بالقتل غير العمد من الدرجة الثالثة، في شعور المتظاهريم بالفرح حيث أطلقوا صيحات فرح في قاعة بلدية مدينة مينيابوليس.
كما انخرط سكان المدينتين ظهر أمس في صيانة مكان التلفيات بالشوارع وإعادة طلاء الأرصفة مجددا.