تباينت ردود الأفعال علي مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب فرار البعض من اكتئاب كورونا، والاتجاه إلى المدن الساحلية والمصايف والشاليهات الخاصة، لاسيما بعد عودة السياحة الداخلية بشكل بسيط، بين مؤييد للفكرة ومعارض لها، الأمر الذي يطرح تساؤل حول الخط الفاصل بين الحرية الشخصية وبين المسئولية الاجتماعية.

جاءت وجهة النظر الأولى عبر “انستجرام”،  فبعض ممن يمتلكوا شاليهات أو شقق مصيفية قرروا نشر صورهم خلاله، وعبروا عن حقهم الخروج من زحام القاهرة وما خلفته جائحة كورونا من ضغط وتور وقلق، مع الآخذ في الاعتبار سبل الوقاية، وإجراءات التباعد الاجتماعي، وعدم اصطحاب أي فرد من خارج الأسرة وأصحاب البيت الواحد.

أما وجهة النظر الأخرى والتي اتخذت “فيس بوك” معقل لها، رأت أن الجميع في “مركب واحد”، وأن كورونا لا يفرق بين غني وفقير، ومن معزول في بيت بحارة أو شاليه على البحر، وكان يجب عليهم أن يمكثوا في بيوتهم، أوعلى الأقل عدم تصوير أنفسهم وعرض الصور في الفضاء الالكتروني حفاظ على شعور الباقية خاصة أننا شعب يقع أكثر من 60% تحت خط الفقر، وفقا للبنك الدولي.

خبير علم الاجتماع عبد الحميد أبوزيد يرى أن تصرفات الفرد وسلوكياته تحددها معايير عدة، تتعلق بالتعليم والثقافة والحالة المادية والنفسية أيضا، والجميع فرض عليه الإجراءات التي حددها المجتمع فيما يخص التباعد الاجتماعي لمواجهة فيروس كوفيد 19.

يوضح أبوزيد لـ”مصر 360″، أنه لا يوجد عرف مجتمعي أو قيم تمنع أصحاب الشاليهات من قضاء وقتهم فيها هربا من الضغط الذي خلفته جائحة كورونا، طالما هناك حفاظ على سبل الوقائية وإجراءات التباعد الاجتماعية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.


“من حق كل إنسان أن يتمتع بما حباه الله من ممتلكات، والمرض لايفرق بين غني وفقير، لكن الكل يحاول إيجاد مخرج للتباعد الاجتماعي أو تقليل التكدس، أو معالجة الضغط العصبي الناجم عن مكوث الناس طيلة شهرين بالبيوت” وفقا لرأي خبير علم الاجتماع.

كما يرى أبوزيد أن اتجاه البعض لاستغلال ممتلكاتهم خارج القاهرة أمر جيد، لتقليل التكدس في الشوارع أو التحميل على المرافق أو المتاجر، طالما لايخلّ بإجراءات التباعد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن كل فئة تلقى متنفس فالبعض يذهب للعب الكرة بالشارع أو المشي حول المنزل.

ويتساءل خبير علم الاجتماع “هل المصيفين قبل أزمة كورونا كانوا يراعوا غير المصيفين ولاينشروا صورهم، لأن هناك قطاعات كبيرة لا تستطع السفر أو الذهاب للمصيف؟”، متابعا “لا اتصور أن هناك شخص لا يستطع أن يخلوا بنفسه بعيدا عن أجواء كورونا ولم يفعل حفاظا على مشاعر الآخرين”.

فالمسألة ليست بمن يملك ومن لا يملك وليست بالمستوي المادي أو الاجتماعي، فالإصابة لاتفرق بين شخص وآخر، إنما كل شخص يتمتع بما حباه الله من نعم، حسبما أشار أبوزيد حيث أن التصرف السلوكي للأفراد سواء من نشر الصور أو من عدمه أمر يرجع لحالة القيم والأخلاق لكل فرد.

ويدلل خبير علم الاجتماع على قوله بمشهد شخص موجود في مطعم يدفع في عشاء مبلغ وقدره، وبينه وبين طفل يتسول مجرد لوح  زجاجي لسور المطعم، يختلف ردة فعل كل شخص هناك من سيعطف على الطفل وهناك من لايعيره اهتمام.

اقرأ أيضا: 

للحجر وجوه أخرى .. الطريقة الصينية لتنشيط السياحة والثقافة عن بعد

وسط حذر وتباعد.. أنظار العالم تترقب عودة رحلات الطيران