لم تتوقف الاتهامات التى تكال لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نهجه في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وسط تصدر البلاد عدد الضحايا على مستوى العالم، كذلك تزامنا مع احتجاجات اندلعت إثر مقتل مواطن من أصل إفريقي يدعى جورج فلويد على يد رجل شرطة أبيض.
الاتهامات الموجهة لترامب تضمنت في أغلبها تعزيز الانقسام ورفض التعاون والتهوين من شأن أزمة كورونا ما حدا بتفجر أزمات متلاحقة مثل الاحتجاجات الرافضة للعنصرية وتفشي الفيروس.
وتصدرت الولايات المتحدة العالم في عدد الإصابات بفيروس كورونا، بنحو 1.3 مليون حالة، كما تجاوز عدد الوفيات 77 ألفاً.
نهج فوضوي
كانت آخر الاتهامات قد صدرت من الرئيس السابق، باراك أوباما، حيث وصف نهج ترامب في التعامل مع الأزمة بـأنه “كارثي وفوضوي”.
تصريحات أوباما الهجومية جاءت في اتصال هاتفي مع عدد من أفراد إدارته السابقين، حيث تطرق خلالها لضرورة دعم المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو بايدن.
في المكالمة التي استمرت نصف ساعة اتهم الرئيس السابق نهج التعامل مع الأزمة، معتبرا إياه السبب في تفشي الفيروس عن طريق رؤية الجميع أعداء وتعزيز الانقسام حيث قال:” إن ما نكافح ضده هو هذه الاتجاهات طويلة المدى التي تكون فيها أنانية، وكونك قبلياً، منقسماً، وترى الآخرين على أنهم عدو، وأخشى أن يصبح هذا النهج متبعا باستمرار في الحياة الأمريكية”.
وأكد أن ذلك “جزء من السبب في ضعف الاستجابة لهذه الأزمة العالمية.. كان سيكون سيئا حتى مع أفضل حكومة.. لقد كانت كارثة وفوضى مطلقة عندما سيطرت عقلية – “ما الذي سأستفيده” و”الدخول في صراع مع الجميع” – هذه هي العقلية التي تسير قرارات الحكومة الآن”.
اتهامات متواصلة
يواجه ترامب اتهامات عديدة بشكل متواصل خاصة مع تصدر بلاده حجم الإصابات والوفيات، والاتهامات الموجهة إليه هي تقليله من خطر الوباء، ثم إصدار توجيهات متضاربة ومشوَّشة، راوحت بين الدعوة للحيطة والتسرّع في استئناف النشاط الاقتصادي.
وأكسب قرب موعد الانتخابات بعدا جديدا للنقد الموجه لترامب حيث يرى منتقدوه أنه يهدف لإعادة انتخابه حيث انتُقد بأنه يضع مصالحه السياسية قبل حياة البشر من خلال دفع الدول بقوة لإعادة فتح اقتصاداتها دون مخطط واضح لكيفية القيام بذلك بأمان.
وفور تفشي الفيروس القاتل في مارس تبنت البلاد العديد من إجراءات الإغلاق لكنها رفعت الآن القيود، للسماح للناس بالعودة إلى العمل.
وأثار الرئيس الأمريكي جدلا كبيرا بتصريحاته التي عمدت إلى بيان ضرورة فتح الاقتصاد والعودة للعمل فيما رآه البعض تقليلا من أهمية صحة المواطنين.
منظمة العفو الدولية تدين
من جانبها أدانت منظمة العفو الدولية السلطات الأمريكية بسبب استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في الاحتجاجات التي انتشرت بالولايات المتحدة، معتبرة أن شرطة البلاد فشلت في تنفيذ التزاماتها.
وقالت مديرة الأبحاث للمنظمة في الولايات المتحدة، رايتشيل وورد، في بيان أصدرته اليوم، “في مدينة تلوى الأخرى نشاهد تصرفات يمكن اعتبارها عنفا غير ضروري ومفرطا، تجهيز الضباط بطريقة أكثر ملائمة لساحة المعركة، قد يضعهم في حالة ذهنية وكأن المواجهة والصراع أمر لا مفر منه”.
وشددت مسؤولة “منظمة العفو الدولية ، علي ضرورة التزام الشرطة الأمريكية في كل أنحاء البلاد في تنفيذ التزاماتها في إطار القانون الدولي الخاصة باحترام وتسهيل الحق في التظاهر سلميا، وتزيد من توتر الأوضاع وتعرض حياة المتظاهرين للخطر”.