مع إعلان عدد من شركات الطيران العالمية عودة رحلاتها تدريجيا، تتجه الأنظار إلى مصر، ويتساءل الجميع متى تعود الحركة في وقت بدأت البلاد تدخل مرحلة ذروة انتشار فيروس كورونا، وهو ما يفرض تحد جديد يزيد من إشكاليات الأزمة، وسط توقعات بانتظار قرار الحكومة بعودة حركة الطيران الدولي، بعد فرض قيود على الحركة الجوية الدولية، لاحتواء انتشار الفيروس.
وأعلن رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الطيار رشدي زكريا، أن الأيام القادمة قد تشهد إعلان مصر إلغاء الحجر الصحي الخاص بالعائدين من الخارج.
وقال زكريا في تصريحات صحفية مساء أمس، الاثنين، إنه خلال الفترة المقبلة سوف يخضع العائدين من الخارج للعزل المنزلي لمدة 14 يوما وستقوم الجهات المعنية بالمتابعة مع العائدين خاصة بعد أن خفضت مصر خلال الأيام الماضية مدة الحجر الصحي من 14 يوما إلى 7 أيام بمناطق الحجر الصحي و7 بالمنزل، مؤكدًا خضوع جميع العائدين من الخارج إلى التحاليل الطبية من قبل إدارة الحجر الصحي بالمطارات المصرية للتأكد من عدم حملهم المرض.
وسط حذر وتباعد.. أنظار العالم تترقب عودة رحلات الطيران
وأكد أن مصر للطيران تضع في أولوياتها إجراءات السلامة والأمان لعملائها وتتابع كافة المستجدات الخاصة بأزمة فيروس كورونا المستجد COVID-19، على مدار الساعة، موضحا أن إجراءات السلامة هي من أولويات مصر للطيران.
وفي محاولة للرد على استفسارات العاملين في مجال الطيران قال” زكريا”، إن مصر للطيران على أتم استعداد لاستئناف حركة الطيران في أي وقت، مضيفا، “هدفنا هذه الفترة أن نكون جاهزين في أي وقت لقرار عودة الطيران، ونستغل الفرصة إننا نقوم بعمل مراجعات دورية لكل الطائرات وأجزائها والمحركات للحفاظ عليها ونقوم بكل الاجراءات الموصي بها حتى نعود بطيران أمن وصحي”.
أغسطس المقبل
وفقا لما أعلنه رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، في تصريحات متلفزة أمس، فإن التوقعات تشير إلى عودة الطيران مرة أخرى في أغسطس المقبل، حيث لفت إلى أن الحكومة ستعلن ذلك قريبا ولكن حتى الآن الموعد غير مؤكد، مضيفا أن هناك كثير من الدول أعلنت عودة حركة الطيران من منتصف الشهر الحالي.
وكشف “زكريا” عن تسيير170 رحلة، منذ توقف حركة الطيران بمصر في 19 مارس بسبب جائحة كورونا، لعودة المصريين العالقين بالخارج، مشيرا إلى أن 30 ألف راكب قد تم نقلهم، وتبقى 60 رحلة لنقل 12 ألف مصري عالق بالخارج لأرض الوطن.
بحسب ما أكده رئيس الشركة القابضة فإن كل الرحلات التي يتم تسييرها في الوقت الحالي استثنائية وتنفذ بالتنسيق مع مجلس الوزراء ووزارة السياحة والسفراء بمختلف دول العالم، مضيفا أنه يتم اتباع أقصى الإجراءات الوقائية المعلنة من قبل منظمة الصحة العالمية وتجهيز المطارات.
التصريحات الأخيرة جاءت وسط توقعات بدراسة عدد من شركات الطيران استئناف رحلاتها الجوية المنتظمة إلى مطار القاهرة الدولي في شهر منتصف يونيو الجاري.
إرشادات جديدة
وكشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” في بيان له اليوم، الثلاثاء، عن مشاركة الاتحاد بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي والمنظمة العالمية للصحة ومجلس المطارات الدولي لوضع خطة موحدة تمكن جميع الحكومات والأطراف المعنية من اتباع منهجية تضمن تخفيف مخاطر انتشار الفيروس عبر وضع سلسلة من الإجراءات الاحترازية المبنية على حقائق وأسس علمية تخفف من خطر انتقال الفيروس بين الدول كما تهدف الخطة العالمية الموحدة لتعزيز ثقة المسافرين في النقل الجوي.
كيف انتشر كورونا؟.. العالم يتفق على محاسبة “الصحة العالمية”
ودعا محمد على البكري نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، إلى ضرورة تبني الحكومات لهذه الخطة وتجنب طرح الحكومات لإجراءات أحادية لا تتوافق مع غيرها من الحكومات والتي قد تؤدي إلى تباطؤ في عملية إعادة التشغيل.
وحث الاتحاد الدولي للنقل الجوي الحكومات على التنفيذ السريع للإرشادات التوجيهية العالمية لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) لاستعادة الاتصال الجوي بين الدول.
وأكدت المنظمة أن التنفيذ العالمي للمعايير العالمية جعل الطيران آمنًا، ويعد اتباع نهج مماثل أمرًا بالغ الأهمية في هذه الأزمة حتى نتمكن من استعادة الاتصال الجوي بأمان مع إعادة فتح الحدود والاقتصادات.
وتم بناء وثيقة توجيه الإقلاع بأفضل الخبرات الحكومية والصناعية، تدعمها شركات الطيران بقوة.
وقالت المنظمة “نحن نعتمد الآن على الحكومات لتنفيذ التوصيات بسرعة، لأن العالم يريد السفر مرة أخرى ويحتاج إلى شركات الطيران للعب دور رئيسي في الانتعاش الاقتصادي”.
وقال ألكسندر دي جونيك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، “يجب علينا القيام بذلك من خلال التنسيق العالمي والاعتراف المتبادل بالجهود المبذولة لكسب ثقة المسافرين وعمال النقل الجوي”.
تدابير الصحة العامة
واقترحت المنظمة للإقلاع نهجًا مرحليًا لإعادة تشغيل الطيران ويحدد مجموعة من التدابير القائمة على المخاطر القابلة للتطبيق بشكل عام، تماشيًا مع التوصيات والتوجيهات من سلطات الصحة العامة، ستخفف من خطر انتقال الفيروس أثناء عملية السفر.
الإجراءات الجديدة شملت التباعد الجسدي بالقدر الممكن وتنفيذ “التدابير الملائمة القائمة على المخاطر عندما يكون التباعد غير ممكن، على سبيل المثال في كبائن الطائرات، وارتداء أغطية الوجه والأقنعة من قبل الركاب وعمال الطيران.
الإغلاق الكامل.. ضرورة صحية “ممنوعة” بأمر الاقتصاد
وأوصت المنظمة بالتطهير الروتيني لجميع المناطق التي يمكن أن تتلامس مع البشر وانتقالهم والفحص الصحي، الذي يمكن أن يشمل الإعلانات الذاتية قبل الطيران وبعده، إضافة إلى فحص درجة الحرارة والمراقبة البصرية، “التي يجريها المهنيون الصحيون.
ونبهت المنظمة الدولية لتتبع جهات الاتصال للمسافرين وموظفي الطيران: يجب طلب معلومات الاتصال المحدثة كجزء من الإعلان الذاتي للصحة، ويجب إجراء التفاعل بين الركاب والحكومات مباشرة عبر البوابات الحكومية.
في وقت سابق دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» الأطقم الجوية والمسافرين إلى وضع كمامات الوجه على متن الطائرة وطوال رحلاتهم، كإجراء احترازي للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) يجري تطبيقه بشكل مؤقت في الفترة الأولى من العودة إلى السفر جواً، ولم يشجع الاتحاد شركات الطيران بتطبيقها لتدابير التباعد الاجتماعي من خلال ترك المقعد في المنتصف فارغاً.
تخفيف القيود
الإجراءات الجديدة للمنظمة جاءت بالتزامن مع قرارات للعديد من الدول بتخفيف قيود السفر مثل إيطاليا وألمانيا اللتين قررتا تخفيف إجراءات قيود السفر داخل الاتحاد الأوروبي، وقرار عدد من شركات الطيران العالمية استئناف رحلتها تدريجيا مثل الخطوط السويسرية التي قررت العودة للتحليق من خلال 190 رحلة إلى 41 وجهة أوروبية بينما أعلنت الخطوط الجوية الألمانية “لوفتهانزا “، استئناف رحلاتها من جديد نحو 180 وجهة خلال يونيو المقبل من ضمنها دبي عبر 3 رحلات أسبوعية إلى فرانكفورت، في حين تستأنف شركة الطيران الفنلندية فين إير الرحلات من جديد إلى وجهات أوروبية وآسيوية اعتباراً من يوليو المقبل.
دعم حكومي
وربط مراقبون اتجاه الحكومة المصرية مؤخرا بتخفيف إجراءات الحجر الصحي، بتقديم شركات الطيران البريطانية طلب استثناء 45 دولة من ضمنها مصر، من العزل الإلزامي المفروض للقادمين إلى مطارات بريطانيا بحسب تقرير نشرته صحيفة تليجراف.
لا فتح ولا إغلاق.. هل اتخذت الحكومة القرار الأصوب في التعامل مع “كورونا”؟
في 16 مايو الماضي، أعلن الدكتور محمد معيط وزير المالية، أنه تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية بمساندة قطاع الطيران المدني في مواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، التي تسببت في توقف حركة الطيران عالميًا، فإنه سيتم منح الشركة القابضة لمصر للطيران ٢ مليار جنيه قرض مساند وتتحمل الخزانة العامة للدولة أعباءه لحين تحقيق الشركة معدلات تشغيل تُعادل ٨٠٪ من حجم التشغيل عام ٢٠١٩.
الدعم الحكومي جاء بعد مناشدات من أصحاب الشركات الخاصة، والعاملين في مجال الطيران، بسبب توقف حركة الطيران عالميًا نتيجة جائحة كورونا مما أثر بشكل كبير على الشركة القابضة لمصر للطيران والشركات التابعة لها، حيث توقفت الإيرادات تمامًا مع استمرار تحملها للمصروفات الثابتة من أجور العاملين وغيرها.
بحسب “معيط” فإن هذا القرض المساند لقطاع الطيران المدني يأتي ضمن حزمة الإجراءات الداعمة للقطاعات الاقتصادية والخدمية والإنتاجية المتضررة من جائحة كورونا، التي اتخذتها الحكومة تنفيذًا لتكليفات القيادة السياسية، لتحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين، واستمرار عجلة الإنتاج للاحتفاظ بالعمالة، وتوفير متطلبات السوق المحلية، واستدامة تقديم الخدمات العامة للمواطنين، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولتخفيف حدة الأزمة القاسية على أداء الاقتصاد القومي، على النحو الذى يُسهم في الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات للإصلاح الاقتصادي، بما فيها ضمان استقرار السياسات المالية، والحفاظ على المسار الاقتصادي الآمن للدولة.