أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، مساء الجمعة، عن مقتل الجزائري عبد المالك درودكال، زعيم “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، في عملية عسكرية مشتركة شمال دولة مالي، تم تنفيذها يوم الأربعاء الماضي، ولم يكشف النقاب عنها إلا بعد التأكد من هوية “درودكال”، وكنيته “أبو مصعب عبد الودود”، وهو أحد أخطر قادات “القاعدة” المطلوبين في شرق أفريقيا.

وقالت وزيرة الدفاع فلورنس بارلي، إن “القوات الفرنسية قتلت زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال بشمال مالي”.

وأضافت على “تويتر”: “في الثالث من يونيو قتلت قوات الجيش الفرنسي بدعم من شركاء محليين أمير القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك دروكدال وعدد من أقرب معاونيه خلال عملية في شمال مالي”.

 

 

 

و”دوردكال”، مُدرج على قائمة مجلس الأمن الدولي الصادرة عام 2007. وذلك لمشاركته في “تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها تنظيم “القاعدة” أو معه أو باسمه أو بالنيابة عنه أو دعمًا له؛ أو في التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها”، بحسب النشرة الأممية الصادرة بشأنه وقتها.

اقرأ أيضًا:

«قنبلة داعش البشرية ».. آخر وجوه الإرهاب في زمن كورونا

أخصائي المتفجرات

ولد “درودكال”، في 20 أبريل 1970 بقرية زَيان التابعة لولاية البليدة الجزائرية، ونشأ في عائلة متدينة، وأنهى دراسته المتوسطة والثانوية في بلدية “مفتاح”، في عام 1989 حصل على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات، بعدها التحق بجامعة البليدة فرع التكنولوجيا من سنة 1990 إلى 1993.

 

وفي عام 1992 قام بالاتصال بالسعيد مخلوفي أمير “حركة الدولة الإسلامية”، ثم التحق بالحركة في 1993، وأُسندت له مهام صُنع المُتفجرات، وذلك بحُكم تخصّصه العلمي واطلاعه على المواد الكيميائية والقواعد الميكانيكية، وعُرف بلقب “أخصائي المتفجرات”.

وفي 24 يناير 2007 أعلن “درودكال”، عن انضمامه إلى تنظيم “القاعدة” الأم، وتغيير اسم تنظيمه من “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، إلى “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”.

أشرف “درودكال” على الهجمات الإرهابية التي شُنت على قصر الحكومة ومكتب قسم التحقيقات الجنائية التابع لشرطة الجزائر العاصمة، وذلك يوم 11 أبريل 2007

هجمات دموية

شن “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، تحت قيادة “أبو مصعب” سلسلة من الهجمات الإرهابية الدموية، من بينها الهجمات المنفذة بالسيارات المفخخة في أكتوبر 2006 على مخفري الشرطة في درغانة والرغاية في الضواحي الشرقية من الجزائر العاصمة، والهجوم على حافلة تقل مستخدمين أجانب يعملون في شركة النفط الجزائرية الأمريكية “براون أند روت كوندور” على مقربة من بوشاوي، في 10 ديسمبر 2006.

وأشرف “درودكال” أيضًا على الهجمات الإرهابية التي شُنت على قصر الحكومة ومكتب قسم التحقيقات الجنائية التابع لشرطة الجزائر العاصمة، وذلك يوم 11 أبريل 2007 وأسفرت هذه التفجيرات بالسيارات المفخخة عن مصرع 33 شخصا، وإصابة 245 آخرين بجراح، معظمهم من المارة وسكان الحي.

اقرأ أيضًا:

الأرض تضيق على “داعش”.. ما الذي يحدث في العراق؟

وبعد مرور بضع ساعات على الهجمات، بث “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” شريطًا بالفيديو في مواقع على شبكة الإنترنت، أعلن فيه المسؤولية عن هذه الهجمات الانتحارية، وأثار ذلك إدانة بالإجماع داخل الجزائر وخارجها على السواء، بما في ذلك من جانب مجلس الأمن.

كما أعلن التنظيم المسؤولية عن هجمات 11 ديسمبر 2007 على مكاتب الأمم المتحدة، ومبنى المحكمة الدستورية في الجزائر العاصمة، وذلك في بيان صدر في اليوم نفسه. وأدان مجلس الأمن على الفور هذه العمليات بأشد العبارات.

وفي فبراير 2017 حكمت محكمة الجنايات شرق الجزائر على “درودكال” بالإعدام غيابيًا، إلى جانب 24 متهمًا مازالوا هاربين، حيث تم إصدار الأوامر إلى الشرطة الدولية “الإنتربول” للقبض عليهم داخل وخارج الجزائر وتسليمهم إلى العدالة الجزائرية لمحاكمتهم، كما تم تصنيفهم بأنهم “أدمغة” التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل الأفريقي.