تطور المشهد الأمريكي حاليًا، واجتياح الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد عدة مدن، دفع البعض إلى التنبؤ بانتهاء عصر قيادة واشنطن للعالم، وبأن الفرصة سانحة لاستلام القيادة بدلًا عنها، وآخر المتنبئين كان  الزعيم الروحي لحزب التحرير في أستراليا إسماعيل الوحواح، الذي أكد أنه حان الوقت لأن “يستولي المسلمون على قيادة العالم، وفرض الشريعة الإسلامية”.

sss

وبحسب المحلل السياسي الألماني المتخصص في الشأن الأمريكي كريستيان هاكه من بون، فإن الولايات المتحدة تواجه أصعب أزمة منذ الحرب العالمية الثانية”، مشيرًا إلى أن “وفاة فلويد هي في النهاية شرارة أدت إلى احتراق جميع البلاد”.

 

 

وعدد “بون” الأسباب التي تجعل من الأحداث الجارية أمرًا ثقيلًا على واشنطن، موضحًا أنه “من جهة يوجد اليأس البين من العنصرية التي تتفجر مجددا مع وفاة فلويد، ومن جهة أخرى هناك الانهيار الاقتصادي والمشاكل السياسية الداخلية، كذلك تبعات فيروس كورونا التي تؤدي بعدد أكبر من الأمريكيين إلى اليأس”، وفق الإذاعة الألمانية.

ما يحدث في أمريكا تدمير

كانت 9 دقائق هي مدة الفيديو الذي وثق واقعة وفاة المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، على يد الشرطة، كافية لاندلاع احتجاجات ما فتئت وعمت معظم المدن الأمريكية، متغلبة على المخاوف من تداعيات وتطورات فيروس كورونا المستجد، وباتت كلمات فلويد الأخيرة “لا أستطيع التنفس”  شعار حركة احتجاج على مستوى البلاد لم تشهدها أمريكا منذ عقود من الزمن، وعم الغضب والعنف البلاد.

 

اقرأ أيضًا:

بالفيديو.. وحشية الشرطة الأمريكية خلال احتجاجات “فلويد”

 

وفي تعليقه على الأحداث قال اريك جارسيتي، عمدة بلدية لوس انجليس، “الولايات المتحدة الأمريكية تنغمس في موجة عنف من كاليفورنيا إلى نيويورك ومن مينيابوليس إلى الساحل في تكساس: في أكثر من 75 مدينة وقعت في الأيام الماضية صدامات قوية. وفي مدينة نيويورك احترقت سيارات شرطة وفي لوس أنجليس حصلت أعمال نهب. “إنها لم تعد احتجاجات.. إنه تدمير”.

كما ساهمت الحادثة في إثارة الجدل مجددًا حول الانقسام الاجتماعي في البلاد، تزامنًا مع أزمة كورونا التي كشفت عن التفاوت بين الأمريكيين، فمن لم يكن يمتلك وظيفة محترمة وتأمين صحي معقول ودعامة مادية قبل تفشي كورونا، فإنه معرض لأن يفتك به الفيروس، ويقع الأمريكيون من أصل إفريقي في الغالب ضحية حيث تكشف كوورنا عن هوة التفاوت بين أفراد المجتمع.

حلول “ترامبية”

ومنذ وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى سُدة الحكم في البيت الأبيض، وقراراته تثير الكثيرمن علامات الاستفهام والإستهجان في الداخل الأمريكي، آخرها طلبه استدعاء  قوات الحرس الوطني لمواجهة المظاهرات.

وخرج “ترامب”، الجمعة، وجدد دعوته باقتراحه على بعض حكام الولايات استدعاء الحرس الوطني لمواجهة مظاهرات تخللتها أحداث شغب، في أنحاء البلاد احتجاجا على وفاة جورج فلويد عقب اعتقاله.

وقال “ترامب” في تصريحات بالبيت الأبيض “أقترح على بعض هؤلاء الحكام الذين يبالغون في الفخر لا تغتروا.. انجزوا المهمة.. سيكون عملكم أفضل كثيرا في النهاية باستدعاء الحرس الوطني”.وأضاف قائلا “عليكم أن تسيطروا على الشوارع. ما كان ينبغي لكم أن تدعوا هذا يحدث”.

 

 

منذ بداية الاحتجاجات وتصريحات “ترامب” بشأن التعامل مع الأزمة يراها أمريكيون على أنها متشددة وتسببت في تصاعد الأحداث، وتكمن خطورتها في أنها تأتي عبر حسابه الخاص علي موقع التدوينات القصيرة ” تويتر” وليس من قبل المتحدث باسم البيت الأبيض، حيث دعا  قبل أيام من خلاله إلى الصرامة في التعامل مع أحداث الشغب التي شابت بعض التجمعات”.

دعوة المسلمين إلى قيادة العالم

في هذه الأجواء العاصفة، هناك من ارتأى أن انهيار القيادة الأمريكية للعالم، على بعد رمية حجر، كما أن الفرصة إلى استلام القيادة بعدها أصبحت سانحة.

الزعيم الروحي لحزب التحرير في أستراليا إسماعيل الوحواح، قال إنه سعيد بما يحدث في أمريكا، وأنه حان الوقت لأن “يستولي المسلمون على قيادة العالم، ويفرضون الشريعة الإسلامية”، مضيفًا أن الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تحدث في أمريكا، فرصة لأن “نستلم المسئولية”.

وقالت صحيفة “ديلي ميل” الأسترالية، إن “الوحواح” أكد أن ما يحدث في الولايات المتحدة سيؤدي إلى سقوط القوة العظمى الأمريكية العالمية، وأن “الإسلام” سيحل محلها، نافيًا في مقطع فيديو أن تكون أوروبا أو الصين أو روسيا هي المؤهلة لقيادة العالم، ولكن المسلمين لأنهم في رأيه يملكون القيم الحقيقية.

وذكر أنه لابد أن يغتنم المسلمون الفرصة للعودة وتولي قيادة العالم مرة أخرى، كما قال: “وأنا أعلم أنها ليست مهمة سهلة، وأعرف أن هذا سيكلفنا الكثير، لكنني أعرف 100 في المائة أننا قادرون، يمكننا القيام بذلك”.

 

اقرأ أيضًا:

جورج فلويد.. سكين “بايدن” الحادة للإجهاز على “ترامب”

وحزب التحرير حزب سياسي إسلامي، لا يعترف بالدولة الوطنية، ولا بالحدود ويعتمد الفكر أداة رئيسية في التغيير و”إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه”، وتقوم دعوته على وجوب إعادة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، وعودة الحكم بما أنزل الله، واستئناف الحياة الإسلامية.

وأسس الحزب الشيخ تقي الدين النبهاني، وهو فلسطيني من مواليد قرية إجزم قضاء حيفا عام 1952، تفرغ لرئاسته وإصدار الكتب والنشرات التي تعد المنهل الثقافي الرئيسي للحزب، وبعد وفاة “النبهاني” ترأس الحزب عبد القديم زلوم عام 1977، وفي عام 2003 آلت الرئاسة إلى عطا خليل أبو الرشتة، وأصبح الآن موجودًا في أكثر من 50 دولة، وخاصة في الغرب، ويريد فرض الإسلام كنظام سياسي، واستبدال حكومات العالم بخلافة قائمة على حكم الشريعة.

وتدعو “مسودة دستور دولة الخلافة” التابعة للجماعة الإسلامية، وهي خطة لكيفية حكم خلافتها، إلى قتل المسلمين السابقين المعروفين بـ “المرتدين”.

ويقول موقع إسلام ووتش إنه على الرغم من أيديولوجية حزب التحرير الإسلامية الأصولية تؤيد العبودية وتسمح فقط للرجال المسلمين بالحكم، فهذا الحزب يدعي أنه حزب الحقوق المدنية وهو مقتنع بأن أعمال الشغب ضد وحشية الشرطة ستعجل بسقوط الولايات المتحدة.