يتوقع خبرا ومحللون، انحسار مستقبل الصراع في ليبيا، على عدة سيناريوهات، عقب إعلان المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت الماضي،  فقد تنطوي الأيام المقبلة على انحسار التصعيد، أو ربما نشوب حرب كاملة بالوكالة، أو قد تنتهي الحال إلى تقويض دور خليفة حفتر.

تفاصيل المبادرة

وتقضي المبادرة التي تمخض عنها “إعلان القاهرة”، بوقف كافة الأطراف المعنيّة في الأزمة الليبية إطلاق النار اعتبارا من الساعة 6 من صباح يوم 8 يونيو الجاري، مُرتكزة في الأساس على مخرجات قمة برلين والتي نتج عنها حل سياسي شامل، تضمن خطوات تنفيذية واضحة المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية واحترام حقوق الإنسان.

وتتضمن المبادرة إلزام كافة الجهات الأجنبية بـ”إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها”، حتى يتمكن “الجيش الوطني” من “الاضطلاع بمهامه الأمنية”.

وتنص المبادرة أيضا على ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث، في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

وقال “السيسي” إن “المبادرة ستكون بداية لمرحلة جديدة نحو عودة الحياة الطبيعية والآمنة في ليبيا”.

وأجرى المباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، السبت، مع كلٍ من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المُسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.

ورفضت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا المبادرة، وقال خالد المشري رئيس البرلمان في طرابلس “إن الليبيين ليسوا بحاجة إلى مبادرات جديدة”.

 فيما صرح المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد قنونو، برفض الحكومة عمليًا وقف إطلاق النار.

 

سيناريوهات متوقعة

ويرى البعض أن مستقبل الصراع في ليبيا، سيشمل إما تراجع التصعيد، أو حرب كاملة بالوكالة مع القوى الإقليمية والدولية الكبرى المشاركة في الصراع، وربما تقويض دور خليفة حفتر، وسط تحذيرات من أن رفض حكومة الوفاق للمبادرة المصرية، قد يدفع تركيا للتدخل أكبر في ليبيا، وهو ما يجعل مصر تتصرف بشكل دفاعي.

وكان قد صرح المشير خليفة حفتر، بأن “التدخل التركي سيزيد من الاستقطاب الإقليمي والدولي ضد ليبيا و “يطيل مدة النزاع”، كما حث الرئيس السيسي على العمل لإجبار تركيا على سحب قواتها من هناك.

وبعيدًا عن أهداف المبادرة في إرساء السلام في ليبيا، فإنها ستعمل أيضًا على تقويض دور خليفة حفتر في شرق البلاد، معلقة “صبر مؤيديه على وشك النفاذ”، بحسب “فرانس 24”

وتأييدًا للرأي السابق، قال ولفرام لاتشر، من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن الخطة المصرية تهدف إلى “تقليص نفوذ حفتر” من خلال توسيع دور عقيلة صالح رئيس برلمان شرق ليبيا.

ولفت طارق مجريسي، محلل الشؤون الليبية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أنه من المرجح أن تستمر قوات حكومة الوفاق الوطني في تقدمها إلى أن تواجه مقاومة، بحسب الوكالة.

 

اقرأ ايضًا: خطر القصف يلاحق المدنيين في ليبيا.. ودعوات حقوقية لمساعدة المتضررين

 

التدخل التركي

وكان قد تداولت أخبار حول أسباب زيارة “حفتر” للقاهرة، والتي تكمن في الحد من التدخل التركي ورفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مطلعة، بأن “هناك شعور واضح داخل الأوساط الرسمية بوجود محاولات لإدخال مصر إلى الصراع الليبي”، مما يخاطر باستنزاف الدولة والقضاء على جهودها الحالية لبناء دولة حديثة.

بينما يرى بعض المراقبين، بحسب الصحيفة، بأن لدى مصر ملفات ذات أهمية كبيرة في إشارة إلى قضية سد النهضة الإثيوبي، ومصير المحادثات الثلاثية الجارية بشأنه بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.

 

 

بينما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن منظمة العفو الدولية، مخاوفها من ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات أخرى في طرابلس الفترة المقبلة”، مشيرة إلى أن مدينة “سرت” هي مفتاح الوصول إلى النفط في ليبيا، الذي يعتبر مصدر الدخل القومي الوحيد للبلاد.

اقرأ ايضًا: لم يوقفهم “كورونا القاتل”.. الإرهاب يُصعّد هجماته في العراق وسوريا وليبيا

 

إشادة دولية

“الفكرة ليست سيئة”.. هكذا صرح السياسي الروسي، فلاديمير شامانوف، قائلاً:”من الأفضل دائمًا الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من القتال”، وفق ما نقلته مجلة “دير شبيجل” الألمانية.

وترى المجلة الألمانية، أن المبادرة في أساسها إنجاز هام وطوق نجاة لليبيا إذا تم تنفيذه كما اتفق عليه، ولكن يبقى قبول أو رفض حكومة الوفاق الليبية، هو العامل الأهم في تطبيق المبادرة على أرض الواقع.

في حين، اعتبرت صحيفة “جرينتس” الألمانية، أن إعلان القاهرة مبادرة وقف إطلاق النار، تحذير ضمني من السياسة الحاكمة من قفدرتها على التحرك إذا لزم ذلك”، بحسب الصحيفة.

“مصر ستردع تركيا، فهي لديها واحدة من أقوى الجيوش في المنطقة العربية وأفريقيا”، بحسب ما نقلته الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية، عبد الخالق عبدالله.

                                                                                                                                                                                                                              

اقرأ ايضَا: “ثنائية الوباء والحرب”.. ليبيا في مواجهة صراع البقاء

 

وحذر “السيسي” من خطورة الوضع الراهن في الساحة الليبية، مشيرًا إلى “أن تلك الأزمة لا تمتد تداعياتها إلى ليبيا فقط ولكن إلى دول الجوار، وأن ما يقلقنا ممارسات بعض الأطراف على الساحة الليبية رغم الكثير من الجهود لإيجاد حل مناسب للأزمة”، محذرًا من استمرار أي طرف في الاستمرار في البحث عن أي عمل عسكري في ليبيا.