لا حديث يتصدر العالم في الوقت الراهن، مثل الحديث عن فيروس “كوورنا” وضرورة إيجاد لقاح فعال ضده، إلا أن ملمحًا جديدًا للأزمة طفا على السطح مؤخرًا، يتحدث عن ضعف الفيروس وبطء انتشاره، تزامنًا مع رصد انحسار العدوى في عدة دول، كانت لها الصدراة في الفترة الماضية من حيث عدد الإصابات والوفيات، كإيطاليا وإسبانيا، وهو ما يتناقض مع الآراء بشأن مصر التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الإصابة بالعدوى خلال الأيام القليلة الماضية.
وزارة الصحة والسكان المصرية، أعلنت أمس الاثنين، ارتفاع العدد الإجمالي للإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد في البلاد إلى 35444 حالة من ضمنها 9375 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و1271 حالة وفاة.
وصرح الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، بأن أسبوع العيد وما تخلله من سفر ولقاءات أسرية، هو السبب وراء ارتفاع أعداد الإصابات، مضيفًا أن “الإصابات منذ العيد أصبحت في عائلات وليس في شخص كما كان في السابق”.
بدون أساس علمي
ومن التصريحات التي أثارت ضجة حول ضعف فيروس كورونا، كان ما أدلى به البروفيسور الإيطالي، ألبرتو زانجريلو، رئيس العناية المركزة في مستشفى سان رفاييل، في ميلانو، بمنطقة لومباردي شمال البلاد والتي تحملت العبء الأكبر لعدوى فيروس كورونا، حيث قال للتلفزيون الرسمي إن الفيروس “لم يعد موجودًا إكلينيكيًا” في إيطاليا.
لكن ماريا فان كيرخوفي، المتخصصة في علم الأوبئة في منظمة الصحة العالمية وعددًا من الخبراء الآخرين في الفيروسات والأمراض المعدية قالوا إن “تصريحات البروفيسور الإيطالي لا يدعمها دليل علمي”.
وأكدوا أنه لا توجد بيانات تظهر أن فيروس كورونا المستجد يتغير بشكل كبير سواء في طريقة انتقاله أو من ناحية شدة المرض الذي يسببه.
وليس من المعتاد أن تتحور الفيروسات وتتأقلم وهي تنتشر، وتبرز المناقشة التي حدثت كيف أن العلماء يرصدون الفيروس المستجد ويتتبعونه، وحتى الآن أودى كوفيد-19 بحياة أكثر من 370000 شخص وأصاب أكثر من 6 ملايين على مستوى العالم.
وقال مارتن هيبرد، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في كلية لندن للنظافة والطب الاستوائي، أن الدراسات الكبيرة التي تبحث في التغيرات الجينية في فيروس سارس-كوف-2 المسبب لكوفيد-19 لا تدعم بأي شكل فكرة أنه يصبح أقل قوة أو يضعف.
وأكد “أوسكار ماكلين” وهو خبير في مركز البحوث الفيروسية في جامعة جلاسجو، أن الافتراضات القائلة بأن الفيروس يضعف “لا يدعمها أي شيء في الأدبيات العلمية وتبدو أيضًا غير قابلة للتصديق على أسس جينية”.
الفيروس يضعف
وعلى عكس التصريحات السابقة، أكد مجموعة من الأطباء في المركز الطبي بجامعة بيتسبرج الأمريكية أن فيروس كورونا المستجد يبدو أنه أصبح أقل قوة.
وأوضح الدكتور دونالد يالى، رئيس طب الطوارئ في الجامعة، في مؤتمر صحفي، أنه يبدو أن الناس يصابون بالفيروس بسهولة أقل الآن، ويبدو أن الحالات أصبحت أقل شدة، عن الوقت الذى انتشر فيه الوباء لأول مرة في الولايات المتحدة في وقت مبكر من هذا العام.
وأشار “يلي” إلى أن المركز الطبي لجامعة بيتسبيرج، قد عالج بنجاح أكثر من 500 مريض بالفيروس التاجي منذ مارس ، وفي الأسابيع الأخيرة، قل عدد المرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة لمساعدتهم على التنفس.
أما رئيس المجلس العلمي في فرنسا البروفسور جان فرنسوا ديلفريسي، قال في حديث لإذاعة “فرنسا الدولية”، إن وباء فيروس كورونا “تحت السيطرة” حاليًا في فرنسا، متابعًا أن “الفيروس لا يزال موجودًا وخصوصًا في بعض المناطق، لكن انتشاره بطيء”.
وتابع قائلا: إن “الفيروس لا يزال موجودا وخصوصا في بعض المناطق، لكن انتشاره بطيء. وبعدما كان لدينا عشرات آلاف الحالات تقريبا، ما يقارب 80 ألف حالة جديدة في مطلع مارس قبل العزل، نعتبر الآن أنها باتت حوالي ألف حالة”.
ولفت عالم الفيروسات البلجيكي، إيف فان لاتيم، المتحدث باسم المركز الوطني لإدارة الأزمات في بلجيكا، إلى أن “معدل الانتشار يشكل مؤشرًا هامًا في دراسة تطور خطورة كورونا، وانخفاضه يعني أن الفيروس بات ينتقل بشكل أبطأ من شخص إلى آخر”، بحسب روسيا اليوم.
حقيقة كورونا
“لا حديث عن ضعف الفيروس بدون لقاح”، هكذا صرح الدكتور يحيي الشاذلي، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، موضحًا أن التطور الجيني في معظم الفيروسات يمر بمراحل أو دورة كاملة إلى أن ينتهي، وهي طبيعية الفيروسات بشكل عام، لكن فيروس كورونا مازال غامضًا ورغم كل الأبحاث والدراسات لم تصل لدراسة كاملة ودقيقة عن تكاثره أو أسباب ضعفه، لذا لا نستطيع الجزم بضعف الفيروس من عدمه ولا وجود لدواء فعال للقضاء على كورونا بعد.
وتابع “الشاذلي” لـ “مصر 360″، أن جميع الفيروسات لها دورة وتنتهي من تلقاء نفسها، وهو ما يجعلنا نكتسب مناعة ضدها، وقليل من يصابون بها مرة أخرى لكن فيروس كورونا مشابه للإنفلونزا ما يجعل من زيادة انتشاره في الوقت الراهن أمر طبيعي، رغم نسب التعافي في بعض الدول ولكنها ليست قاعدة عامة نبني عليها نتائج صحيحة.
ويقول الدكتور على الوعرى أستاذ الصدر والجهاز التنفسى، إن الدراسات التى أجريت حتى الآن لم تكشف بأن فيروس كورونا بدأ فى الضعف، مشيرًا إلى أنه لا يمكن القضاء على الفيروس بصورة كاملة، ولا يوجد حتى الآن أى دواء فعال له.
وتابع “الوعرى”، في تصريحات متلفزة أنه لا توجد أى تعاملات من الصين والولايات المتحده بشأن لقاحات فيروس كورونا، ولكن يوجد علاقات بين الصين وعدد من الدول الأخرى بالنسبة للقاحات.
اقرأ ايضًا: الصحة العالمية تؤكد أهمية “الكمامة”.. ومصر تسعى لتوفير 30 مليون قطعة شهريًا
فيما أشارت الدكتورة أماني مختار أستاذ الطب الوقائي، في تصريحات سابقة، إلى أنه بالنظر إلى تاريخ الفيروسات حتى القديم منها مثل الطاعون والإنفلونزا الإسبانية فإنها تنتشر حتى تضعف من خلال عدة عوامل سواء مناعة القطيع أو التحور الجيني لها، وهو ما قد يحدث لفيروس كورونا ولكننا لا نزال لا نعرف تحوراته حتى الآن.
بينما يرى الدكتور عاصم عيسوي، أستاذ الفيروسات، أن من الملاحظ أن التحور الجيني لفيروس كورونا أصبح أقل شراسة عن بدايته، وهو ما يرجحه ارتفاع نسب التعافي في البلدان التي كانت تتصدر قائمة أعلى الإصابات في العالم، كإيطاليا وإسبانيا، ولكن للحزم بالقضاء على الفيروس يجب أن يكون هناك لقاح فعال وثبت نجاحه.
وأوضح أستاذ الفيروسات، لـ “مصر 360″ أن الدراسات التي أكدت ذلك أو ذهبت إليه، لا نستطع نفي صحتها، فهي طبقت على مناطق دون أخرى، وبالنسبة لضعف الفيروسات فهو وارد جدًا، كما حدث مع فيروس”سارس” هو ما يجعلنا نأمل في انتهاء الفيروس قبل بداية العام الجيد، ومع ذلك يجب اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وعدم التماشي مع هذه الدراسات إلا أن يطرح دواء لفيروس كورونا في الأسواق.