اعتقلت سلطات الأمن الألمانية، أمس الإثنين، شابًا من أنصار اليمين النازي المتطرف يبلغ من العمر 21 سنة، بعد أن أعلن عبر حسابه على شبكة الإنترنت أنه يعتزم تنفيذ هجمات ضد مساجد ومراكز تجمع المسلمين في البلاد، على غرار مذبحة “كرايست تشيرش” في نيوزيلندا، التي وقعت في مارس 2019، وأودت بحياة 51 شخصًا في مسجدين.

رهن التحقيق

وذكر المكتب المركزي لمكافحة الإرهاب، التابع لوزارة الداخلية الألمانية، أن الشاب أُودع السجن لأجل غير محدد، بعد اعتقاله في مدينة “هيلدسهايم” بمقاطعة ساكسونيا السفلى، لإجراء التحقيقات اللازمة بمعرفة الجهات الشرطية والقضائية، والتأكد من عدم اشتراك آخرين في مخططه.

 

 

وأوضح المكتب أنه تم العثور لدى مداهمة رجال الشرطة والضبط القضائي مسكن المتهم، على أسلحة نارية غير مخبئة، ومجهزة لشن الهجوم المخطط له بدقة، وأن الشاب كان ينوي تنفيذ الهجوم بالأسلوب نفسه الذي ارتكبت به مذبحة نيوزيلندا، أي عن طريق فتح النار من بنادق آلية سريعة الطلقات على تجمعات المسلمين لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.

اقرأ أيضًا:

أمريكا.. تاريخ من التفرقة العنصرية والإبادات الجماعية (2-2)

 

كما عثر محققو الشرطة في أجهزته الإلكترونية على ملفات “ذات محتوى يميني متطرف”، وتتضمن شعارات وأدبيات جماعات “النازيين الجدد”، التي باتت تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الألماني، خصوصًا بعد تصاعد عمليات الاغتيال والقتل والهجمات على المسلمين والمهاجرين، وحتى على السياسيين الألمان المحليين.

وكان الشاب قد أعلن على سبيل التفاخر أثناء تواصله على الإنترنت مع فتاة ألمانية، عن أنه يخطط لشن هجوم ضد مصالح مسلمين، مستوحى من هجوم “كرايست تشيرش”، فأبلغت الفتاة الشرطة عبر البريد الإلكتروني، وتم مراقبة الشاب، وفحص صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

مخططات مرعبة

يأتي ذلك بعد بضعة أشهر من إحباط مخطط مشابه في فبراير الماضي، عندما كشفت السلطات مخططات وصفتها بـ”المرعبة”، تضمنت تنفيذ هجمات على مساجد وضد سياسيين ولاجئين في البلاد، أعدّتها مجموعة من اليمين المتطرف، وأرادت الاحتذاء خلالها بمجزرة “كرايست شيرش” أيضًا.

وكانت السلطات الألمانية أوقفت في 14 فبراير، 12 شخصًا في عدة مناطق بالبلاد، قبل فرض الإغلاق العام بسبب وباء “كورونا”، ينتمون إلى مجموعة صغيرة من اليمين المتطرف، وتم التحقيق معهم بعد ورود معلومات أفادت بأنهم كانوا في طور التحضير لاستهداف ستة مساجد على الأقل خلال الصلاة، كما تم العثور على “فؤوس وسيوف” وأسلحة نارية قديمة، خلال مداهمة منزل كانت تستخدمه تلك المجموعة.

وفي الشهر نفسه (فبراير الماضي)، قَتل رجل تسعة أشخاص جميعهم أجانب في إطلاق نار مزدوج على مقهى لتدخين الشيشة في مدينة “هاناو”، قرب فرانكفورت، قبل أن ينتحر. كما أعلن عن إفشال عدة مخططات بمعرفة هيئة حماية الدستور الألمانية وأجهزة مكافحة الإرهاب، لهجمات أخرى ضد المسلمين خلال الأشهر الماضية، كان أشخاص من اليمين النازي المتطرف يخططون للقيام بها.

 

ازدياد أعداد المتطرفين

من جانبها، كشفت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في 4 يونيو الحالي، عن أن عدد الأشخاص المنتمين إلى التيارات اليمينية ازداد خلال العام الماضي، إلى أكثر من 30 ألف شخص.

وقال هانز غيورغ إنغلكه، وكيل وزارة الداخلية الألماني في تصريحات له: “ازداد عدد المنتمين لليمين المتطرف خلال العام الماضي، وقد يرتبط ذلك بأن أجهزتنا الأمنية ترصد على نحو أدق مما كانت عليه سابقًا، وتقوم بتحسين أسلوبها دائمًا”.

اقرأ أيضًا:

الديمقراطيون قادمون.. ماذا لو حكم بايدن الولايات المتحدة؟ (3- 4)

 

ويذكر أن عدد المحسوبين على التيار اليميني المتطرف في ألمانيا بلغ 24100 شخص في عام 2018، وكان من بينهم 12700 شخص يميلون للقيام بأعمال عنف.  وتتوقع الحكومة الاتحادية استمرار زيادة عدد اليمينيين المتطرفين الذين يتم تصنيفهم من قبل الشرطة على أنهم “مصدر خطر إرهابي”.

ويذكر أن عدد المحسوبين على التيار اليميني المتطرف في ألمانيا بلغ 24100 شخص في عام 2018، وكان من بينهم 12700 شخص يميلون للقيام بأعمال عنف.  وتتوقع الحكومة الاتحادية استمرار زيادة عدد اليمينيين المتطرفين الذين يتم تصنيفهم من قبل الشرطة على أنهم “مصدر خطر إرهابي”.