خسرت أنثى فيل حياتها وهي حامل بعدما تناولت فاكهة مليئة بمفرقعات في جنوب الهند، فقد غامرت ودخلت قرية قريبة من متنزه “سايلنت فاليه” الوطني في ولاية كيرالا باحثة عن الطعام، فتناولت فاكهة أناناس تحوي مفرقعات أدت إلى موتها، وموت جنينها.

أثار الحادث غضب الكثيرين حول العالم، خاصة بعد انتشار أخبار عن فاعل الواقعة بأنهم مجموعة من الشباب أرادوا أن يلعبوا، فتتبعوا أنثى الفيل من وقت دخولها القرية ووضعوا لها المتفجرات في الأناناس وقدموها لها وتابعوا الانفجار على مهل، حتى تشوه وجه أنثى الفيل وجابت القرية ذهاباً وإياباً وهي تنزف ووجهها ممزق، فاضطرت في نهاية الأمر إلى إلقاء نفسها في النهر للتخلص من الذباب والحشرات التي استقرت على الجرح لفترات طويلة، وعلى الرغم من تداول أخبار أخرى تفيد بأن فاعل الواقعة هم المزارعون ويفعلون ذلك بشكل عشوائي حتى يبعدوا الحيوانات المفترسة عن محاصيلهم، إلا أنه بالرجوع لوقائع مماثلة تبين أن هناك عدد كبير من الحوادث تعرضت له الفيلة وحيوانات أخرى، سواء في الهند أو في دول أخرى تم تنفيذ معظمها بشكل سادي، فيه تلذذ بتألم الحيوان وضحك حتى الموت.

 

اقرأ أيضًا:

الفتوة.. عالم الرجال الخاص الذي اقتحمته النساء

 

الاستمتاع بإيذاء الآخرين

ويقول محمد سامي أخصائي علم النفس بجامعة القاهرة، إنه في واقعة مقتل أنثى الفيل في الهند، فإنه يرى اضطرابات مضاعفة، فالعنف مهما كان نوعه وحجمه يعتبر بطبيعة الحال أحد الانحرافات النفسية كما أنه مؤشر لشخصية غير سوية، أما التلذذ بالعنف فهو اضطراب آخر يجمع الاثنين تحت مصطلح السادية، وهو ما توفر في حادث الفيل بالهند وتمثل ذلك في تصوير مقاطع فيديو أثناء تعذيب الحيوانات من أجل التباهي وإثبات القوة عند بعض الشباب، وهذا في حد ذاته يعتبر نقصاً في شخصية الفرد، ويشير إلى اضطراب كبير في الطبيعة البشرية التي من المفترض أن تحزن من رؤية هذه الأمور.

 

 

ويضيف “سامي” أنه يمكن معرفة الشخص السادي من خلال الأعراض الثابتة في معاملته اليومية، وغالباً ما تظهر تلك الأعراض منذ الطفولة فيستمتع بإيذاء الحيوانات الأليفة، ثم في مرحلة متقدمة يستمتع بتعذيب من يعمل تحت إمرته، إذا كان هو المسؤول في العمل، وفي نهاية كل موقف يجمعه بالآخرين به إيذاء نجده يتلذذ بإلحاق الأذى بالآخرين، أو عند استماعه إلى عبارات التوسل والرجاء.

قوانين صارمة

وبالرغم من انتشار الدراسات التي تبرر فعل العنف في ظل الضغوط المختلفة التي يمر بها الجميع خلال هذه الفترة على وجه الخصوص، من فقر وبطالة ووباء عالمي وغيرها، إلا أن علماء الاجتماع يفسرون عملية العنف ضد الحيوان بشكل آخر يعتمد بشكل كلي على التربية الخاطئة كسبب رئيسي له، وهو ما أوضحته الدكتورة منال زكريا أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس.

وتؤكد “زكريا” أن واقعة فيل الهند تعد ناقوس خطر يجب تداركه في المنازل أولاً، حتى لا تتكرر الواقعة في دول أخرى، مشددة على ضرورة وضع قوانين صارمة تضمن حقوق الحيوانات للحدّ من هذه التصرفات المشينة، واللعب على الجانب النفسي لدى الأطفال، وإدخال مفهوم الرحمة على الحيوان وضرورتها سواء بالمناهج الدراسية أو عن طريق نشاطات مدرسية.

 

 

اقرأ أيضًا:

فيروس كورونا.. الفرار إلى التنزه بين الحرية الشخصية والمسئولية الاجتماعية

من جانبه يقول رضا النحاس المحامي الحقوقي، إن هناك في كل دولة قانون من شأنه أن يحمي حقوق الحيوان، ففي مصر ينص قانون العقوبات في المادة 355 منه على أنه يعاقب بالحبس مع الشغل كل من قتل عمدًا حيوانًا من دواب الركوب أو الجر أو الحمل أو من أي نوع من أنواع المواشي أو أضر به ضررًا كبيرًا، و كل من سم حيوانًا من الحيوانات المذكورة بالفقرة السابقة، وكل من ساهم وساعد في الجرائم السابقة يعاقب بالحبس مع الشغل مدة لا تزيد عن سنة أو الغرامة، بينما نصت المادة رقم 357 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر أو الغرامة كل من قتل عمدًا ودون مقتضى أو سم حيوانًا من الحيوانات المستأنسة غير المذكورة في المادة 355 أو أضر به ضررًا كبيرًا.