نظّم مئات آلاف من المتظاهرين احتجاجات حاشدة في عدد من الدول، معربين عن رفضهم للممارسات العنصرية حول العالم، على خلفية احتجاجات “لا أستطيع التنفس” التي وقعت في الولايات المتحدة منذ 25 مايو الماضي، بعد مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل أفريقي، اختناقا على أيدي الشرطة.

وفي إيطاليا، تجمع عدة آلاف من المواطنين في إحدى ساحات العاصمة، روما، أمس الأول، مطالبين بنبذ العنصرية في الداخل الإيطالي، وفي الولايات المتحدة، وأماكن أخرى من أوروبا، وسلَّط المتظاهرون باحتجاجاتهم الضوء على الحملات التي يطلقها أنصار اليمين المتطرف ضد المهاجرين، خاصة الجاليات الإسلامية في البلاد.

 

 

كما انضم الآلاف من المواطنين البريطانيين إلى المتظاهرين المناهضين للعنصرية ووحشية الشرطة في أنحاء بريطانيا، حيث نزل المحتجون إلى شوارع العاصمة لندن ومدن رئيسية أخرى، معربين عن رفضهم الشديد لاستمرار أي ممارسة عنصرية في دول الاتحاد الأوروبي.

اجتذبت “المظاهرات الصامتة” في ألمانيا، نحو 150 ألف شخص، حيث تعالت أصوات المشاركين في برلين بالهتاف: “اطردوا النازيين!”

واجتذبت “المظاهرات الصامتة” في ألمانيا، نحو 150 ألف شخص، حيث تعالت أصوات المشاركين في برلين بالهتاف: “اطردوا النازيين!”.، وعادت الاتهامات للشرطة بممارسة العنف على أساس عنصري، واستدعى المحتجون حادثة وقعت في عام 2005، عندما أُحرق أوري جالو، وهو طالب لجوء من سيراليون، حتى الموت في زنزانة بأحد أقسام الشرطة، وزعمت الشرطة الألمانية بعد ذلك أنه أضرم النار في نفسه، رغم أنه كان مقيد اليدين والقدمين.

أما في برشلونة، شمال إسبانيا، فقد ضاقت الساحة أمام مقر حكومة كاتالونيا الإقليمية، بمئات المتظاهرين الذين رفعوا لافتات باللغتين الإسبانية والإنجليزية، للتنديد بالعنصرية في إسبانيا وأوروبا بوجه عام، ودعت منظمة “جالية السود والأفارقة والمتحدرين من أصل افريقي”، في برشلونة للتظاهر في نحو عشرة مدن، من بامبلونة في إقليم الباسك إلى جزر الكناري قبالة السواحل الإفريقية.

وتظاهر عشرات آلاف الأستراليين في كافة أنحاء البلاد احتجاجا على عدم “المساواة العرقية” في البلاد، متحدين توصيات الحكومة ومخاطر فيروس كورونا المستجد، وفي سيدني شارك ما لا يقل عن 20 ألف شخص بحسب التقديرات، معلنين رفضهم للعنصرية في أمريكا وأوروبا وأستراليا.

 

وفي تونس، تجمع المئات من نشطاء المجتمع المدني وسط الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة بالعاصمة لإعلان التضامن مع الضحية فلويد، والتنديد بالممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية، ورفع المتظاهرون شعارات منددة بـ “العنصرية ضد السود والعنف والرأسمالية”.

“وباء العنصرية” أخطر

“واشنطن بوست الأمريكية”: أكدت الأحداث الأخيرة أن “وباء العنصرية” أشد خطرا من جائحة كورونا

وقالت صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية” في تقرير لها نُشر مؤخرا بعنوان “المتظاهرون في أوروبا يضغطون من أجل مساءلة جديدة للعنصرية في بلادهم”، إن تمدد احتجاجات مقتل فلويد إلى أوروبا أيضًا، لتتسع محاكمة العنصرية أكثر وأكثر في مناطق أخرى من العالم.

وأضافت الصحيفة: “الملفت للنظر في هذه الصحوة العالمية ضد العنصرية، أنها جاءت في توقيت دولي حاسم، حيث يواجه العالم أجمع وباء كورونا المستجد، فيما أكدت الأحداث الأخيرة أن وباء العنصرية أشد خطرا من الجائحة!”.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المشاركين في احتجاجات لندن، رصدوا ظاهرة ملفتة للنظر، وهي الإحصاءات التي تُظهر كيف أن الأقليات العرقية تتعرض لخسائر بشرية جراء جائحة كورونا، لا تتناسب وطأتها مع عدد هذه الأقليات في المجتمع، وكانت بيانات حكومية بريطانية صدرت الشهر الماضي أظهرت أن احتمالات الوفاة بين البريطانيين من أصل إفريقي بفيروس كورونا تفوق بنحو 4 مرات احتمالات الوفاة بين البيض، بسبب تفاوت الرعاية الصحية التي يحصل عليها كل من الطرفين على حدة.

وقالت شيلا كينسي، الراهبة الأمريكية التي تعيش في لندن: “لقد أدركنا، خلال فترة الحجر الصحي والإغلاق الماضية، ما هو مهم حقا في حياتنا، وقد حفزنا ذلك الآن للقول صراحة إن هناك جائحة من نوع آخر، هي العنصرية”.