في جنازة مهيبة، بثت على مدى أربع ساعات على الهواء مباشرة على كل شبكات التلفزيون الأمريكي، ودع آلاف الأمريكيون “جورج فلويد”، آخر ضحايا العنصرية في التاريخ الحديث، حيث أجريت مراسم التشيع بعد أسبوعين على واقعة مقتله على يد شرطي أبيض في 25 مايو الماضي، واقعة، اندلع في أعقابها احتجاجات واسعة شهدت أعمال عنف في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض مدن العالم .

في جنازة مهيبة، بثت على مدى أربع ساعات على الهواء مباشرة على كل شبكات التلفزيون الأمريكي، ودع آلاف الأمريكيين “جورج فلويد”، آخر ضحايا العنصرية في التاريخ الحديث، حيث أجريت مراسم التشييع بعد أسبوعين على واقعة مقتله على يد شرطي أبيض في 25 مايو الماضي، واقعة، اندلعت في أعقابها احتجاجات واسعة شهدت أعمال عنف في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض مدن العالم.

شارك في مراسم التأبين، التي أقيمت بإحدى كنائس هيوستن حيث نشأ “فلويد”، أسر الأمريكيين من أصول إفريقية الذين قضوا في أعمال عنف مشابهة على يد قوات الشرطة، إضافة إلى أقرباء فلويد وأصدقائه ومتضامنين وحقوقيين.

وحث أفراد عائلة الراحل ورجال الدين والساسة الشعب الأمريكي على تحويل الحزن والغضب على وفاته إلى لحظة حساب للأمة، وقال فيلونيس فلويد، شقيق جورج، وهو يبكي: “يا له من أمر مؤلم، سنحقق العدالة. سنحققها. لن نسمح بغلق هذا الباب”.

وعلقت “بروكلين” ويليامز ابنة شقيقته خلال مراسم التأبين “يمكنني التنفس. ما دمت أتنفس، فسوف تتحقق العدالة، هذه ليست مجرد جريمة قتل، بل جريمة كراهية”.

وتم نقل نعش “فلويد” إلى مقبرة في بيرلاند، جنوبي هيوستن، وفي الميل الأخير من الجنازة، سيتم نقله في عربة تجرها الخيول، وأقيمت حواجز على طول الطريق، للسماح للجمهور بتأبين فلويد بأمان خلال مرور الموكب.

وتم عرض رفاته في الكنيسة لمدة ست ساعات، كما أقيمت الصلوات التذكارية في مدينتي مينيابوليس ونورث كارولينا، حيث ولد فلويد.

 

 

 

مارتن لوثر

ووصف القس آل شاربتون، وهو ناشط بارز في مجال الحقوق المدنية ومعلق تلفزيوني، فلويد بأنه “أخ عادي” ترك إرثًا عظيمًا رغم أوجه القصور التي منعته من تحقيق كل ما كان يصبو إليه ذات يوم، مضيفًا أن “عائلة فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن يجري تنظيمها في 28 أغسطس لإحياء الذكرى الـ 57 لخطاب “لديّ حلم” الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ عام 1963″.

اقرأ ايضًا: ” مارتن لوثر كينج”.. رحلة نضال لم تطرد كل الظلام

جو بايدن

بينما حضر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي تجرى في الثالث من نوفمبر المقبل، مراسم التأبين عبر الإنترنت، وعبر عن أسفه أن “كثيرًا من الأمريكيين السود يستيقظون وهم يعلمون أنهم قد يفقدوا أرواحهم خلال عيشهم لحياتهم فحسب”.

وقال بايدن لمذيعة شبكة “سي بي إس”: “إنهم عائلة رائعة، وابنته الصغيرة كانت هناك، التي قالت إن والدها سيغير العالم” وأعتقد أن والدها سيغير العالم”.

“أعتقد أن ما حدث هنا هو أحد أهم نقاط الانعطاف في التاريخ الأمريكي، على أرض الواقع، من حيث الحريات المدنية والحقوق المدنية ومعاملة الناس بكرامة”.

وقال المتحدث باسم عائلة فلويد بنجامين كرومب، الذي نشر صورة للقاء على تويتر، إن أقارب فلويد رحبوا بتعليقات بايدن.

 

اقرأ ايضًا: جورج فلويد.. سكين “بايدن” الحادة للإجهاز على “ترامب”

العدالة العرقية

شهدت جنازة الأمريكي الأفريقي جورج فلويد، الذي تسبب مقتله خلال محاولة اعتقاله من قبل الشرطة في غضب عالمي، نداءات حماسية من أجل العدالة العرقية. حيث دعت ” ويليامز” ابنة اخت فلويد، إلى تغيير في القوانين التي تقول إن هدفها هو الإضرار بالسود.

وتساءلت “لماذا يجب أن يكون هذا النظام فاسدًا ومعطلًا؟ تم بالفعل وضع القوانين لإفشال النظام الأمريكي الإفريقي. ويجب تغيير هذه القوانين. أرجوكم لا نريد مزيدًا من جرائم الكراهية! قال أحدهم [لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى] ولكن متى كانت أمريكا عظيمة؟”.

دقائق من الصمت

ودعا حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، الناس إلى تكريم الجنازة من خلال التزام الصمت لمدة ثماني دقائق و46 ثانية، وهو الوقت الذي تم فيه تثبيت فلويد على الأرض قبل وفاته.

وأمام نعش فلويد، جثا رئيس شرطة مينيابوليس، ميداريا ارادوندو، على ركبتيه في حركة رمزية تندد بعنف الشرطة في وجه الأميركيين من أصل إفريقي.

اقرأ ايضًا: من الربيع العربي إلي واشنطن.. هل يطيح مقتل “فلويد” بمستقبل ترامب السياسي؟
 

 

 

ومنذ 26 مايو الماضي، تشهد الولايات المتحدة احتجاجات على مقتل فلويد، الأمريكي من أصل إفريقي، على يد شرطي، تحولت لاحقًا إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة، وسط تظاهرات انطلقت بعدة مدن بالعالم منددة بالواقعة.

إصلاحات

وعقب أيام متواصلة من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، أقر مجلس منطقة واشنطن العاصمة مجموعة من الإصلاحات الخاصة بالشرطة، من بينها تشريع طارئ، أقره المجلس بالإجماع، بينما تعاود عدة مدن النظر في نهج الشرطة لكن لم تصل إلى حد الدعوات التي أطلقها بعض نشطاء الحقوق المدنية بحجب التمويل عن إدارات شرطة المدينة.

ويحظر التشريع استخدام أغلال الرقبة كالتي استخدمت مع فلويد، ويُلزم بالكشف عن الأسماء والصور التي التقطتها الكاميرات المثبتة في أجسام الضباط بعد “وفاة ضالع فيها فرد شرطة أو استخدام مفرط للقوة”.

ويحظر كذلك على إدارة شرطة العاصمة الأمريكية الاستعانة بأشخاص لهم تاريخ موثق من إساءة السلوك الشرطي ويضع قيودًا على القوة غير المميتة وعلى حيازة إدارات الشرطة للأسلحة العسكرية، وذلك ضمن تدابير أخرى.

اقرأ ايضًا: بالفيديو.. وحشية الشرطة الأمريكية خلال احتجاجات “فلويد”

وقال روبرت وايت العضو بمجلس منطقة واشنطن: “ليس هناك شك على الإطلاق فيما إذا كان علينا إصلاح الشرطة بشكل كبير. السؤال الوحيد هو ما إذا كنا وقادة شرطتنا مستعدين لذلك التحدي”.

محاكمة المتهمين

وفي مينيابوليس مثل الشرطي ديريك شوفين الذي ضغط بركبته على رقبة فلويد متسببًا في قتله، من سجنه المشدد الحراسة بزي السجناء البرتقالي عبر الفيديو أمام القاضية.

وبات الشرطي الأبيض يمثل حول العالم العنف الممارس من قبل قوات الأمن بعد انتشار فيديو صوّره أحد المارة يظهر فيه وهو يضغط لنحو تسع دقائق بركبته على عنق فلويد المثبت أرضًا على بطنه مكبّل اليدين.

وفي الجلسة الأولى التي عقدت بعد أسبوعين من موت فلويد، حدّدت القاضية جانيس ريدينغ، مليون دولار قيمة الكفالة المالية مقابل إخلاء السبيل المشروط للشرطي البالغ 44 عامًا، وجرى تحديد موعد الجلسة المقبلة في 29 يونيو.

وبعد أن وجهت لشوفين بادئ الأمر تهمة القتل من الدرجة الثالثة، أعادت النيابة العامة توصيف الوقائع وشدّدت التهمة إلى القتل من الدرجة الثانية، بحيث تصل عقوبتها إلى الحبس 40 عامًا في حال إدانته.

أما الشرطيون الثلاثة الذين كانوا يرافقونه عند توقيف فلويد، فوجهت إليهم تهمة التواطؤ ووضعوا قيد التوقيف، حيث لم توجه إليهم أيّة تهمة في المرحلة الأولى.