حالة طوارئ تشهدها أغلب البيوت المصرية، تزامنا مع الاستعداد لأداء امتحانات الثانوية العامة، وهي الخطوة التي يطلق عليها البعض خطوة “تحديد المصير”.

وبلغ عدد طلاب الثانوية العامة هذا العام 653 ألفاً و 389 طالباً وطالبة، يشكلون ضغطاً كبيراً على أسرهم بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.

واتخذت وزارة التربية والتعليم عدداً من التدابير الاحترازية، حتى يتمكن الطلاب من تأدية امتحاناتهم مع الحفاظ على حياتهم بشكل يقيهم الإصابة من الفيروس.

إجراءات هامة

ووضعت وزارة التربية والتعليم عدداً من الاحتياطات تم تطبيقها على كافة مدارس الجمهورية، كان في مقدمتها الاهتمام بالحفاظ على المسافات الآمنة بين الطلاب بتقليص الأعداد داخل اللجان الفرعية، بحيث لا يزيد عدد الطلاب داخل اللجنة الواحدة عن 14 طالباً، الأمر الذي اضطر الوزارة لفتح عدد أكبر من المقار الامتحانية والاستعانة بمدارس إضافية ليتم توزيع الطلاب عليها، حتى ولو لم تكن المدرسة في الأساس مدرسة ثانوية.

كما يندرج أيضًا ضمن الحفاظ على المسافات الآمنة، أن يدخل الطلاب إلى لجانهم في شكل سرب أو طابور، بحيث يبعد كل طالب عن الذي يليه مسافة لا تقل عن مترين تقريبًا، وهي نفس المسافة التي يحافظ عليها الطلاب أثناء جلوسهم في اللجان، مع العلم أنه لن يُسمح بدخول أي طالب لمقار اللجان بعد التاسعة صباحًا، وسيبدأ الامتحان في الساعة العاشرة.

توفير خامات

للحفاظ على النظافة وأساليب الوقاية، فهناك خامات يحتاجها الطلاب داخل اللجان، أهمها توفير “الكمامات”، ومعدات الحماية والفحص السريع لهم، مثل كاشف الحرارة، فأصدرت الوزارة قرارًا بمقتضاه يتم قياس درجة حرارة كل طالب قبل السماح له بدخول كل لجنة، ويُسمح له بالدخول بعد ذلك بشرط أن لا تتجاوز درجة حرارته 38 درجة، مع التأكيد على ارتدائه الكمامة والقفازات.

اقرأ أيضًا:

كمامات مستعملة ومطهرات مغشوشة.. عندما تُجنى الأموال على حساب الصحة

وقد صرح الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بأنه ستتم الاستعانة بـ 17 ألف جهاز لقياس درجة حرارة الطلاب، خلال امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وتوزيع 25 مليون كمامة على الطلاب بشكل يومي بمختلف محافظات مصر.

أما فيما يتعلق بالنظافة فبدأت عمليات التعقيم بالفعل لجميع مقار اللجان التي من المقرر أن تستخدم خلال امتحانات الثانوية العامة، وأصدر “شوقي” تعليماته لمديري الإدارات بأن يتم التعقيم يومياً، ليس للجان فحسب بل لدورات المياه واستراحات المراقبين والفصول جميعها والممرات بوجه عام.

حالة طارئة

وتضع وزارة التربية والتعليم خطة شاملة للحفاظ على عدم نقل العدوى من طالب لآخر، أو من مراقب لطالب والعكس، لكن الحذر لا يمنع القدر، فمن الممكن أن يتعرض أحد الطلاب أو الموجودين داخل اللجان الامتحانية لأي اضطراب صحي، أو أن يكون هناك حالات اشتباه للإصابة بكورونا، وفي هذه الحالة وضعت الوزارة خطتها لاحتواء الموقف، بحيث يتم إبلاغ المسؤول الصحي ليحدد الحالة هل تستدعي خروج الطالب من المدرسة أم يتحمل الانتظار، وفي حالة إن كان قراره خروج الطالب فتوجد في كل مدرسة سيارة إسعاف مجهزة، أو بالتنسيق مع أقرب وحدة إسعاف قريبة من كل مدرسة يتم نقل الطالب بأقصى سرعة لمستشفى مختص، كما يتم إثبات الحالة في محضر اللجنة، مع إمكانية تأجيل امتحان المادة في حالة الضرورة القصوى، ويرفق بذلك تقرير الطبيب الموجود في المدرسة وقتها.

ومن أهم القرارات أيضاً التي اتخذتها الوزارة بشأن فترة امتحانات الثانوية العامة، أنه يمكن للطالب أن يختار حضور الامتحان هذا العام أو التأجيل للعام القادم، على أن يُعامل كأنه أول محاولة، كاستثناء قانوني نظرًا للظروف الحالية التي يمر بها الجميع، كما يتاح للطلاب الذين لم يؤدوا الامتحان نظرًا لتواجدهم في حجر صحي أو لإصابة الطالب بـ”كورونا” بدخول امتحان الدور الثاني ويعتبر لهم (امتحان دور أول)، ويسمح لهم في حالة الرسوب في مادة أو مادتين بدخول (امتحان دور ثان) يحدد موعده فيما بعد.

امتحان منزلي

وأوضح محمود عبد الرازق، ممثل مديرية التعليم بالقاهرة، أن هناك غرفة عمليات فى الوزارة وكل لجنة تتبع الإدارة التابعة لها، ويتم التحرك بناءًا على تعليمات غرفة العمليات الرئيسية طوال فترة الامتحانات.

وأوضح أن المواد غير المضافة للمجموع سيتم آداء الطلاب للامتحان بها من المنازل مع الالتزام ببعض الأمور، منها أن يستلم الطلاب “البوكليت” الخاص بمواد التربية الدينية والاقتصاد والإحصاء فور الانتهاء من امتحان اللغة العربية مباشرة ،وأن يكون موعد التسليم متزامنًا مع موعد امتحان يوم الأحد 12 يوليو المقبل، كما يستلم الطلاب البوكليت الخاص بمادة التربية الوطنية فور الانتهاء من امتحان مادة اللغة الأجنبية الثانية، وأن يتزامن ذلك أيضاً مع موعد امتحان يوم الثلاثاء 21 يوليو المقبل، وتنسيق استلامهم لـ”بوكليت” كل مادة وإعلانهم بالمواعيد المحددة لذلك.

اقرأ أيضًا:

 

تغسيل وفيات “كورونا”.. حكاية “شيخ رمسيس” مع محاربة الخوف وتسليع الموت

الشهادات الدولية

أما فيما يتعلق بالثانوية العامة الأجنبية، فوضعت وزارة التربية والتعليم خطة لها أيضًا، تتمثل في أن طلاب الشهادات الدولية يمكنهم الحصول على امتحاني اللغة العربية والتربية الدينية من مدرستهم يوم 21 يونيو بعد الساعة الواحدة ظهرًا، والحصول على امتحان مادة التربية الوطنية من نفس المدرسة يوم 14 يوليو بعد الساعة الثالثة عصرًا وتنسيق تأدية امتحاناتهم مع مدارسهم لجميع المواد.