“بقالك كتير مش بتبعتي رسايل هو البريد باظ ولا إيه ولا انتو لسة مصلحتهوش.. أصل أنا ليا كتير مستني تبعتولي رسائل… مفيش مشكلة لو مصلحتوش البريد ممكن تصلحوه بكرة أو بعد بكرة مفيش مشكلة.. إن شاء الله تصلحوه بسرعة”.. بتلك الكلمات البريئة وجه الطفل خالد حسام الصياد، رسالة إلى والدته الصحفية سولافة مجدي المحبوسة احتياطيًا هي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.

وعبرالطفل خالد ذو السنوات السبع، عن اشتياقه لوالدته في رسالته المصورة التي نشرتها “تغريد زهران” والدة “سولافة” عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وكتبت “تغريد” تدوينة مقتضبة أثناء نشرها رسالة حفيدها قائلة: “لولو من فترة طويلة عايز يعمل فيديو لمامته وأنا كنت مترددة بسبب رسائل بتجيني ويقولوا إن احنا بنتاجر بالطفل مش عارفة المرة دي هيقولوا أيه”، بحسب قولها.

منع التراسل

وفي تدوينة منفصلة، قالت:”كل مره لازم اكتب عن الوجع اللي بحسه وانا راجعه من زيارتي لسلافه، النهارده بردوا رجعت مكسورة الخاطر كالعاده، من ٣ شهور مش عارفه أطمن على بنتي ما طلعوش رساله كنت رايحه وكان كلي امل اني الاقي رسالتها بس للاسف كان ردهم لا ما فيش رساله، انا هشكي لربنا عشان خلص الكلام مع البشر يمكن كتير ناس فاكرة إنه عادي ما بيطلعليش رسايل، أحب اقولهم لا مش عادي حرقة قلب الأم على ولادها مش عادي”.

اقرأ ايضًا: خالد علي يطالب “المحامين” بفتح نقاش حول آليات تطبيق القضاء الإلكتروني

وأوضحت والدة الصحفية سولافة مجدي لـ”مصر 360″، أن آخر زيارة لابنتها كانت أمس الخميس، وأكدت أنها لم تستطع منذ غلق الزيارات حتى الآن منذ نحو 3 أشهر من الاطمئنان على نجلتها بسبب أن إدارة السجن منعت خروج أي رسائل لـ”سولافة” منذ تعليق الزيارات، وأشارت إلى أنها حاولت جاهدة السؤال عن السبب من قبل أمن السجن لكن دون إجابة أو جدوى.

طلب إطلاق سراح

من ناحية أخرى، قال المحامي نبيه الجندي، إنه كان قد تقدم بطلب للنيابة العامة بإطلاق سراح الصحفيين حسام الصياد وزوجته سولافة مجدي أو أحدهما من أجل رعاية طفلهما الصغير، لكن حتى الآن لم يتم الرد على الطلب، ومازال الأب والأم محبوسين احتياطيًا”.

وأشار المحامي الحقوقي، إلى أنه استند في طلبه للنيابة العامة إلى مواد قانون الطفل المصري وخاصة الفقرة (أ) من المادة الـ3 والتي تنص على “حق الطفل في الحياة والبقاء والنمو في كنف أسرة متماسكة ومتضامنة وفي التمتع بمختلف التدابير الوقائية، وحمايته من كافة أشكال العنف والضرر أو الإساءة البدنية أو المعنوية أو الإهمال أو التقصير أو غير ذلك من أشكال إساءة المعاملة أو الاستغلال”.

وتؤكد المادة الأولى من القانون نفسه على ضرورة أن تكفل الدولة حماية الطفولة والأمومة لتنشئة الأطفال تنشئة صحيحة من كافة النواحي “في إطار من الحرية والكرامة الإنسانية”.

الشجاعة الصحفية السنوية

وعملت “سولافة مجدي” صحفية حرة في عدد من المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، كانت من بينها تي آر تي العالمية، وبي بي سي مصر، ومدى مصر، وبعض المواقع الأخرى، وتخصصت سولافة في صحافة الهاتف المحمول، وأسست مدرسة (كل يوم صورة)، لتدريب الصحفيات الشابات والباحثات في إعداد التقارير على الهاتف المحمول.

وفي 20 مايو الماضي، أعلنت مؤسسة الإعلام النسائية الدولية عن فوز الزميلة الصحفية سولافة مجدي، مع 3 صحفيات من الصين وفنلندا وسوريا، بجائزة “الشجاعة الصحفية السنوية” في عامها الثلاثين.

اقرأ ايضًا: من التظاهر والمحاكم للنقابات والبرلمان.. نشرة ٣٦٠ لحقوق الإنسان

يذكر أن الصحفية سولافة مجدي محبوسة احتياطيا هي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد، على  ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، ويواجهان في القضية، اتهامات بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها والترويج لها.

وكانت قوات الأمن، قد ألقت القبض على “سولافة” وزوجها وصديقهما محمد صلاح، من إحدى مقاهي حي الدقي، يوم 26 نوفمبر، وظهروا بعد 24 ساعة في نيابة أمن الدولة العليا.